|
أحداثُ تكريت مؤامرَةٌ وليست تصَرّفاً ذاتياً
ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)
الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 5 - 11:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل كان ما حصل في تكريت ، بعد تحريرها من عصابات داعش ، حقّاً ، ليس محسوباً ، أو على الأقل لم يكن متوقعاً ؟ كلاّ ثم ألف كلاّ . في الواقع ، إن أسباب تأخر القوات الأمنية في الدخول إلى المدينة كانت واضحة للمراقب ، فكيف للقادة السياسيين والعسكريين ؟ أبناء مدينة تكريت أصحاب التراث العميق في تميّزهم في الإنتماء الفكري والديني والمذهبي والوطني ، ولطالما أفصحوا عن هويتهم بشكل واضح ، وبأساليب متنوعة عبر المدة التي تلت التغيير الذي حدث في عام 2003 وأسلوب حدوثه . وما جرى بعد ذلك لا يمكن إغفاله بأي حال . لقد سبقت ما حدث في تكريت من أعمال السلب والنهب والإعتداء على الأموال العامة والخاصة ، مؤشرات كان المفروض على واضعي الخطط أن يولوها حقها من الإهتمام لمنع حدوث تلك الأعمال التخريبية . إن التحجج بوجود بعض المندسّين في صفوف قوات الحشد الشعبي وتحميلهم أوزار ما حدث لا يضمّد الجرح الذي حصل ، وإلقاء القبض على بعض المخربين ، حتى وإن تمت محاكمتهم وتجريمهم إنما يُعتبر تعتيماً وتسويفاً للقضية ، إذ أن ما حصل لم يكن إستجابة ذاتية من شخوص دفعهم طمعهم في الكسب تحت ظل مفهوم " الغنائم " ، بل إن القضية ، يجب أن يُنظر إليها بمنظار أوسع وأشمل .
إن ما حصل في تكريت حلقة من حلقات مؤامرة منظمة لإسقاط تجربة حيدر العبادي ، حلقة لخلق فتنة لشق الصف الوطني ثانية بعد أن توحّد كل الشعب ، وخاصة بعد فتوى المرجعية الدينية العليا ، وإندفع أبناء الشعب من جميع المذاهب للدفاع عن الوطن . هي حلقة يُقصد بها تكريس التعصّب الطائفي كمرحلة للقفز إلى السلطة .
ذكرنا في مقال سابق ، أن أركان النظام السابق ، وعلى رأسهم المالكي ، ما برحوا يأملون في العودة إلى السلطة ، ولذلك فهم يعملون بكل جهد لتسفيه كل عمل تقوم به حكومة العبادي ، عبر وسائل الإعلام التابعة لهم ، ومن جهة أخرى يُظهرون أنفسهم وكأنهم لا زالوا في مواقع القوة و في قدرتهم العودة ثانية إلى الحكم ، مستفيدين من الأسلوب المتسامح الذي يدير به حيدر العبادي سياسة حكومته . لقد قلنا إن زيارة المالكي لجبهة قتال القوات الأمنية مع داعش لم تكن لتقوية عزم تلك القوات ، لأن تلك القوات ما كانت بحاجة لمثل هذا الدعم ، بل قلنا ، إن تلك الزيارة كانت رسالة وجهها لكل الموالين له ، ومنهم بالطبع الأشخاص المندسين في الحشد الشعبي ، أنه لا يزال في موقع قوة ، إن لم يكن القصد منها التأكيد لهم أنه وراء " الخطة المرسومة " . قد يكون العبادي مرهوناً بشروط حلفائه الذين أيّدوه عند تكليفه بتشكيل الحكومة ، ولكن الشعب الذي عانى ما عانى إبتداءً من 2003 ولحد الآن قد بنى آماله على هذه الحكومة ، ويطمح بإلحاح أن تكون خطواتها أكثر جرأة . إن أية لجنة تحقيقية تقوم بواجبها بأسلوب مهني مع أولئك الذين قاموا بالأعمال التخريبية في تكريت تتمكن من الوصول إلى خيوط الجريمة الكبرى ومَن يقف وراءها . حكومة يرأسها حيدر العبادي لا تملك العصمة في ما تفعل لا يمكنها أن تحقق شيئاً من ما يريده الشعب بحق .. تجريم بضعة " الويلاد " لا يحل المشكلة ما دام " الراعي " لا يزال يعمل على عرقلة مسيرة العراق . إن العمل الجرئ والسريع وإشهار الحقائق حول ما حصل ، هو العلاج الحكيم الذي يفتح باب الأمل للمستقبل ، ويحفظ للحكومة هيبتها ، ويعيد للشعب وحدته .
#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)
Yelimaz_Jawid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عُد إلى الشعبِ يا حَيدر
-
حِفظ الأرض والعِرض
-
حَدَثٌ و دَرسٌ
-
العراقُ بحاجةٍ لثورة
-
ما السبيل للخروج من المحنة ؟
-
إجتثاثُ بَعث أم فتنة ؟
-
كيف السبيل لمكافحة داعش
-
لا للتحريض الإنفعالي
-
- داعش - وأسعارُ البترول عالمياً
-
حَربٌ عالميةٌ ثالثةٌ
-
كيفَ السّبيلُ إلى الإصلاحِ ؟
-
الإستحقاقُ الإنتخابي و هريسة جُحا
-
ماذا ؟ ولماذا ؟
-
أيُّهما أقرب للحقيقة ؟
-
فَشَلٌ في الجَلسَةِ الأولى ، فهل مِن أملٍ في الجَلسة الثانية
...
-
حِصانُ طُروادة في حكومةِ المالكي
-
رسالة مفتوحة إلى المالكي
-
مُؤامَرَةُ تقسيمِ العراق - مشروع بايدن -
-
خارطةُ طريق إنقاذ العراق
-
مُغامَرةُ حافةِ الهاويةِ
المزيد.....
-
أول بورتريه رسمي للملك تشارلز الثالث يثير جدلًا كبيرًا
-
طائرات روسية مدمرة في قاعدة القرم.. صور أقمار صناعية حصرية ت
...
-
محكمة العدل الدولية: هل تستطيع إسرائيل تجاهل القرارات الصادر
...
-
دروس تعليمية وسط الدمار وتحت القصف..ماذا عن التعليم في غزة؟
...
-
هولندا في قبضة اليمين الشعبوي!
-
في موسم الكرز.. تعرفوا على فوائده الصحية
-
صورة مشتركة بين السيسي ورئيس المخابرات المصرية في القمة العر
...
-
بوتين يجري محادثات مع نائب الرئيس الصيني (فيديو)
-
إطلاق نار قرب السفارة الإسرائيلية في السويد
-
ريابكوف: تم إبلاغنا بزيارة بلينكن إلى كييف
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|