أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - السلف الصالح














المزيد.....

السلف الصالح


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 4767 - 2015 / 4 / 3 - 22:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين يقولون بالسلف الصالح يعني هذا ان هناك سلف غير صالح . وقصة السلف الصالح من الطالح تعود بالضبط الى زمن الفتنة الكبرى مباشرة بعد وفاة النبي الرسول . ان جذور الفتنة لا تعود الى اختلاف في فهم او في تأويل و تفسير القرآن . لكن تعود الى الحب للاستفراد بالحكم ومنه الاستفراد بالسلطة والجاه والمال وما ملكت الأيمان . فمن هم السلف الصالح ومن هم السلف غير الصالح او الطالح ؟ هنا تفرقت السبل وتفرقت العشائر . فما يعتبر سلفا صالحا عند عشيرة قد لا يكون كذلك عند اخرى ، وما يعتبر سلفا غير صالح عند جماعة قد لا يكون كذلك عند جماعة اخرى . هناك من يحدد السلف غير الصالح في خلفاء الدولة الاموية والدولة العباسية والعثمانية . وهناك من يعتبر السلف غير الصالح يطول حتى الحقبة الراشدة ، اي الخلفاء الراشدين ، وهناك من يعتبر السلف الصالح مقصورا على الخلفاء الراشدين باستثناء عثمان ، وهناك من يعتبر عثمان كذلك من السلف الصالح حتى اختلط الامر ولم نعد نميز بين من هم السلف الصالح ومن هم السلف غير الصالح او الطالح .
إذن هل كان هناك سلف صالح اطلاقا . ولماذا يطلقون عليهم دون غيرهم تسمية السلف الصالح ؟
اولا ان جميع الخلفاء هم بشر وليسوا ملائكة ، ومن ثم فان تدبيرهم للشأن العام من امور الحكم لم يكن يخلو من مخاطر ، فهم كما كانوا يصيبون كانوا كذلك يخطئون ، والنتائج السلبية المترتبة عن الكثير من قراراتهم تجعل التاريخ يضعهم جميعا في دائرة النقد باعتبارهم حكاما سياسيين لا أئمة معصومين لان العصمة هي لله الواحد القهار لا غير . من هنا نطرح السؤال ولو بعجالة لنلامس بعض ضفاف الحقيقة :
من هم السلف الصالح ومتى كانوا صالحين ؟
إذا نحن حصرنا السلف الصالح في الخلفاء الراشدين فقط ، فهذا فيه وجهة نظر ، لأنه رغم لبوسهم لباس الصالحين ظاهريا ، فهم كانوا طلاب مناصب ليس إلاّ ، والدليل صراعهم من اجل الحكم ، واختلاف اساليبهم في ادارة شؤون المسلمين ، وهو ما كان يخلق عليهم النقمة من قبل الثوار المطالبين بالعدالة والمساواة ، ولا ادل على ان كل الخلفاء ماتوا مغتالين بالخناجر التي كانت تدق في ظهورهم ليلا ، ولم يموتوا موتتا طبيعية .
وممّا يزكي حجية التناحر على الحكم للاستئثار بالسلطة والجاه والنفوذ وما ملكت الإيمان ، ابعادهم اهل البيت حتى عن المشاورة في سقيفة بني ساعدة ، فأي سلف صالح هذا في ظل العزل والتآمر ضد فريق احق بالخلافة ؟ اليس ما حصل بسقيفة هو اغتصاب للسلطة من اصحابها وفي واضحة النهار ؟
عندما توفي النبي الرسول حارب الخليفة الاول ابو بكر قبيلة بني تميم بحجة الارتداد عن الدين ، وهم ليسوا كذلك مرتدين ، ولو فرضنا انهم ارتدوا فالإيمان ليس سلعة تباع وتشرى وتفرض بحد السيف ، بل هو قناعة وإيمان .
وفي عهد نفس الخليفة ،رفض هذا تطبيق الحد في حق خالد بن الوليد الذي قتل ظلما الصحابي مالك بن نويرة لكي يتزوج امرأته الفاتنة . وعندما طالب المسلمون من ابي بكر تطبيق الحد في حق خالد بن الوليد رفض بدعوى ان هذا التطبيق لا يصح بحجة ان قائد جيوش المسلمين يخوض حرب الردة التي تعني اجبار الآخرين بالقوة على الدخول الى الاسلام ، وهؤلاء هم دواعيش ونصرة وقاعدة اليوم .
الخليفة الثاني عمر بن الخطاب غزا البلاد المجاورة ، وسبا نساءها بحجة نشر الاسلام ، وهو بهذا ساوى جورج بوش الابن الذي غزا العراق وأفغانستان بحجة الديمقراطية ، إلاّ انه لم يسبي نساءهم .
وفي عهد هذا الخليفة ، وفي عهد المجاعة ، فقد تم تعطيل تطبيق الحد في حق السارق . وهو هنا إذ يمتنع عن تطبيق حد قطع اليد ، فليس ذلك لتضامنه مع السارق الجائع ، بل خوفا من ثورة الجياع على نظام حكمه الاوثوقراطي المسنود بالارستقراطية القرشية السفيانية .
الخليفة الثالث عثمان بن عفان فتح المجال لأهله وأسرته وأقاربه الامويين للتحكم في اموال المسلمين . لكن عندما طالبه الثوار بالتنحي لسرقته اموال المسلمين مع عائلته رفض الطلب متذرعا بان الله هو الذي البسه رداء الحكم ، ونسي انه انتخب بين ستة نفر من المسلمين الموالين .
اما بقية الصحابة فتاريخهم في مجال حقوق الانسان ، والعدل ، والمساواة ، والنهب ، هو تاريخ اسود ولا يحتاج الى دليل . وهنا لنا ان نتساءل : ماذا تعني واقعة الجمل ، وصفين ، والنهروان ، وكربلاء ، وباخمراء ، والجوزجات .. وعلى هذا قس . فأي سلف صالح هذا ؟ ، وأي اصلاح هذا ؟
هناك حديث يُروى عن النبي الرسول مفاده أن اصحابه يردون عليه الحوض يوم القيامة . ويقول اصحاب الصحابي فيأتيه الجواب أنهم ليسوا اصحابك ، لأنك لا تدري ما احدثوا من بعدك ولم يبق منهم إلاّ همل البعم .
فهل الحرب الدائرة اليوم باليمن وبالعراق وبسورية و مصر وبالبلاد العربية والإسلامية ، هي حرب تدور بين اصحاب السلف الصالح والسلف غير الصالح ؟
ويل لأمة تتقاتل من اجل عظام مات اصحابها الاستبداديون منذ اكثر من 1400 سنة خلت .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحلول 23 مارس 2015 تكون قد مرت خمسة واربعين سنة على تأسيس او ...
- من افشل حركة 20 فبراير ؟
- بيان الى الرأي العام الحقوقي
- المكيافيلية والسكيزوفرانية الفرنسية : هل فرنسا مع الحكم الذا ...
- بلاد دنيال كالفان . بلاد الظلم والذل والعهر والعار . بلاد هك ...
- انزلاق المغرب من دولة علم ثالثية متخلفة الى دول ربع العالم ا ...
- حين تصبح الدواعيش التكفيرية اوصياء على الاسلام
- إلغاء ام تأجيل لوقفة الائتلاف من اجل التنديد بالدكتاتورية ام ...
- على هامش الوقفة الاحتجاجية التي نظمها الائتلاف من اجل التندي ...
- الازمة العامة الحليف الاستراتيجي للمعارضة الحقيقية -- انتفاض ...
- البوليساريو يقبل بالحكم الذاتي بشروط
- هل يحيل الامير هشام العلوي نزاع الصحراء الى اتفاق الاطار؟
- حين يتم جعل السلطة الشخصية المسيطرة سلطة مقدسة -- وظيفة العن ...
- فرنسا هي كريس كولمان
- بين التركيز على شخص الشخص والتركيز على النظام
- بيان اخباري الى الرأي العام الوطني والحقوقي المغربي
- افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر -- عملاء لا ( علماء )
- التردي والافول بالعالم العربي والاسلامي
- من الخائن ؟
- بين خطاب الرفض ورفض خطاب الرفض تنزلق القضية الوطنية نحو المج ...


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - السلف الصالح