أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - حين تصبح الدواعيش التكفيرية اوصياء على الاسلام














المزيد.....

حين تصبح الدواعيش التكفيرية اوصياء على الاسلام


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 4730 - 2015 / 2 / 25 - 16:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين تصبح الدواعيش التكفيرية اوصياء على الاسلام
لم تخلو مرحلة من مراحل التاريخ العربي الاسلامي منذ الخلفاء الراشدين والى اليوم من ظهور القوى الغلو والتطرف والإجرام التي تستخدم الدين العقيدة في ممارسة طقوس تكفيرية تسيء الى الاسلام كدين والى المسلمين كشعوب توصف بالتكفير والعدمية .
ان المراجع للتاريخ العربي الاسلامي سيكشف ان العرب بالأساس قبل المسلمين ، هم من اكبر العباقرة في انتاج كل اساليب ووسائل الارهاب الفكري والإيديولوجي ، وهم من اكبر العباقرة في ابتكار وسائل القتل والتعذيب للدفاع عن حكم الحاكم الطاغية ، ولقمع المعارضة المخالفة لنظم الظلم والاستبداد والطغيان . بل استعمال اساليب القتل والتعذيب الاكثر همجية ليس فقط في القضاء على الاصوات المعارضة ، لكن التمادي في جرائم القمع لإيصال الرسالة الى المعارضة المحتملة مستقبلا حتى لا تلعب بالنار. واذا كان التكفيريون من دواعيش ونصرة وشامية وقاعدة ومن تناسل منهم من جماعات من مختلف الالوان ، قد تفننوا في اساليب إيذاء مخالفيهم المذهبيين ، من مسيحيين وشيوعيين وماركسيين ولبراليين ، وديمقراطيين علمانيين ، فان حب التسلط والاستحواذ قد تفشى في صفوف هذه الجماعات التي تأخذ اسماء مختلفة بدرجات جعلت هؤلاء المجرمين لا يترددون لحظة في ممارسة نفس الاساليب الارهابية ضد معارضيهم ممّنْ من المفروض انهم ينتمون الى نفس الفئات المتطرفة . بل وصلت قسوة فقهاء الظلام الى رفع دعوى الحسبة لتطليق المخالفين معهم الرأي بحجة الارتداد والردة والخروج عن الملة او الدين .
اذن بعد مظاهر الحرق والذبح والتصليب والشنق والطلاق الرصاص على الرأس نطرح السؤال : ماذا بعد ذلك ؟
نعم ماذا بعد ان خرج علينا من كل حدب وصوب ، ومن هب ودب ، يتكلم في امور الدين ، ويصوّب الى صدور المسلمين سهام التخويف والترويع ، ويضرب في وجدانهم بحراب التكفير والردة ، مستخدمين ومستعملين كل اسلحة علوم الكلام والتقية ، والضرب على أوثار ، ومشاعر ، وعواطف عامة الناس ، خاصة السذج منهم ، بسبب فقدان الغالبية للوعي الصحيح ، والمعرفة الحقيقية بأمور الدين ، وقضاياه وفتاويه ، وخرج علينا اليوم بأسماء مختلفة ، من يكفر ، ويأمر باعتزال المجتمع ، ويطالب بالعودة الى ايام الخلفاء والعهود السابقة ، دون تفكير او تدبير ، بان الحياة تتغير ، وان لكل عهد رجالاته وأفكاره وثقافته ، وان الدين ايّ دين ، هو اسس ، وقواعد ، لا يصح لأي فرد او جماعة ، وتحت اي مسمى ان يتقول فيها إلاّ بعلم وحق ، يهدف الى الاصلاح ، وليس الى التدمير والخراب ، اي اصلاح احوال المسلمين ، حاضرهم ومستقبلهم دون تنطع او غلو .
ولنا ان نتساءل عن الدور الغائب للفقهاء النيّرين ، ولجان كبار العلماء ، ودور الافتاء ، و اصحاب الحل والعقد ، وغيرهم من يرتضي الناس لآرائهم وأفكارهم وفتاويهم ، لمواجهة هذه الموجة التكفيرية التي تحرق اليوم الاخضر باليابس ، بالعراق ، وسورية ، واليمن ، والصومال ومصر وبالعديد من البلاد العربية والإسلامية . ان دور هؤلاء ’مغيّب وغائب ، بل ان وضعهم كموظفين لدا الانظمة ، جعلهم يفتون وقت الطلب ، وبالنسبة لموضوعات معينة ومحددة ، لا وقت ما يجب ان يكون الافتاء لمواجهة مشكلات اضرت وتضر بالأمة حاضرا ومستقبلا . ان هذا الغياب المقصود ، هو من يساعد على اخراج تهريجيين ، مستغلين ظروف الحرية المتاحة وسيادة القانون ، لكي يقولوا ويفعلوا ما يشاءوا للاستلام ، علما ، وفقها ، ودراسة ، واجتهادا ، واستنباطا ثم فتوى .
إذن ماذا بقي بعد ذلك لكي يأمن الانسان على فكره وعقله ؟ وكيف نحقق التقدم المنشود والتنمية المنشودة لكي نتجاوز حالة التخلف ، وتحديث المجتمع ، ونحن لا نزال نتحاور ونتصارع من اجل رواية او كتاب او مقالة ربما اصاب صاحبها او اساء ، وربما لم يقرأها احد ولا يعرف عنها شيئا بدعوى الحرية واستغلال هامش الحرية الممنوح لهم .
إذن ليبقى الباب مفتوحا لكل تفكير وإبداع مهما كان غثا او سمينا ، لأنه لا امل في اي تقدم او تنمية إلاّ بالفكر والرأي والحوار ، واحترام كل الاتجاهات ، شريطة ان تكون الاحكام والمواقف موضوعية ، لا هوى فيها ولا غرض ، ولا استغلال لجهل الناس ، او مشاعرهم ، او عواطفهم ، او استغلال لظروف المجتمع .
ان الناس اليوم اصبحوا في حيرة لا يعرفون مع من يقفون ، وماذا يرفضون وآي الآراء يقبلون ؟
إذن لمواجهة ظاهرة التطرف والغلو التكفيري الاجرامي باسم الاسلام ، يجب ان يكون هناك موقف موحد من اهل الدين النيرين والفكر والعقل والرأي ليس من اجل شخص او فرد او مجموعة ، ولكن من اجل الاسلام المظلوم من قبل ( اهله ).



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلغاء ام تأجيل لوقفة الائتلاف من اجل التنديد بالدكتاتورية ام ...
- على هامش الوقفة الاحتجاجية التي نظمها الائتلاف من اجل التندي ...
- الازمة العامة الحليف الاستراتيجي للمعارضة الحقيقية -- انتفاض ...
- البوليساريو يقبل بالحكم الذاتي بشروط
- هل يحيل الامير هشام العلوي نزاع الصحراء الى اتفاق الاطار؟
- حين يتم جعل السلطة الشخصية المسيطرة سلطة مقدسة -- وظيفة العن ...
- فرنسا هي كريس كولمان
- بين التركيز على شخص الشخص والتركيز على النظام
- بيان اخباري الى الرأي العام الوطني والحقوقي المغربي
- افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر -- عملاء لا ( علماء )
- التردي والافول بالعالم العربي والاسلامي
- من الخائن ؟
- بين خطاب الرفض ورفض خطاب الرفض تنزلق القضية الوطنية نحو المج ...
- الى المدعو عبداللطيف الشنتوفي ( المدير العام ) للمديرية العا ...
- وهم وهراء انفتاح المخزن : حصيلة الانفتاح من 1974 الى 2014 قم ...
- الواقع السياسي الراهن : محدداته المرحلية واحتمالاته المقبلة ...
- لا يا جلالة الملك ما كان ان تميز بين الناس هذا مغربي وطني وه ...
- بين خطاب الملك في 10 اكتوبر 2013 وخطاب 10 اكتوبر 2014 المنتظ ...
- فاشية -- مخزن
- تأثير استفتاء اسكتلندة واستفتاء كاطالونيا المرتقب على الاستف ...


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - حين تصبح الدواعيش التكفيرية اوصياء على الاسلام