أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - بين خطاب الملك في 10 اكتوبر 2013 وخطاب 10 اكتوبر 2014 المنتظر وجلسة 27 اكتوبر الجاري لمجلس الامن . ماذا ينتظر الصحراء ؟















المزيد.....

بين خطاب الملك في 10 اكتوبر 2013 وخطاب 10 اكتوبر 2014 المنتظر وجلسة 27 اكتوبر الجاري لمجلس الامن . ماذا ينتظر الصحراء ؟


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 4597 - 2014 / 10 / 8 - 13:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين خطاب الملك في 10 اكتوبر 2013 وخطاب 10 اكتوبر 2014 المرتقب و جلسة 27 اكتوبر الجاري لمجلس الامن : ماذا ينتظر الصحراء ؟


الكل يتذكر خطاب الملك في 10 اكتوبر من السنة الماضية عند افتتاحه الدورة التشريعية الخريفية ، حيث كان تشاؤميا وغير متفائل بخصوص المصير الذي ينتظر نزاع الصحراء المغربية . ان ترديد الملك في الخطاب لعبارات مثل " ... لا ينبغي الاكتفاء بكسب هذه المعركة ، والإفراط في التفاؤل .. " " .. ان الوضع صعب والأمور لم تحسم بعد ، ومناورات خصوم وحدتنا الترابية لن تتوقف ، مما قد يضع قضيتنا امام تطورات حاسمة .. " ، لهو اعتراف بفشل المخزن في حسم معركة القضية الوطنية بسبب ما يسمى ب ( الدبلوماسية المغربية ) المشلولة ، ويكون بهذا خطاب الملك ، قد ارجع القضية الى تطورات ما قبل سنة 1974 ، اي قبل الاعلان عن المسيرة الخضراء ، وبعدها التوصل مع اسبانيا كمحتل استعماري ، وموريتانيا الى ابرام اتفاقية مدريد الثلاثية التي قسمت الصحراء كغنيمة بين الرباط وبين نواكشوط ، حيث ضم المخزن اقليم الساقية الحمراء ، في حين ضمت موريتانية وادي الذهب . ان اعتراف الملك في خطاب 10 اكتوبر 2013 بالفشل وبالصعوبات ، وكل هذا ناجم عن الموقف الدولي المساند لاطروحات الانفصال ، باعتماد شرعية مردود عليها في حالة الصحراء المغربية ، يذكرنا بنفس الاعتراف بالفشل من قبل الملك الراحل حين قال " سيطرنا على الصحراء لكن لم نملك قلوب الصحراويين " . فهل يمكن حكم ارض بدون شعب او بدون سكان ؟ واذا كان هذا الاعتراف ساطعا ، فما هي الاسباب التي جعلت الصحراويين يرفضون المخزن ، ويميلون الى جهة الانفصال ، اذا لم يكن السبب في الظلم والجبروت واستعمال الصحراء كعامل للاغتناء الغير المشروع ، وفي تصفية الحسابات ، حيث بلغ الامر بالعامل السابق على العيون صالح زمراك ، الى دفع اعوانه بالكتابة ليلا على جدران المدينة ، شعارات تمجد تقرير المصير وتحض على الانفصال ، مع رمي اعلام البوليساريو في الشوارع ، وفي الصباح ينظم حملة قمع واسعة ضد معارضيه ، وهم من الوطنيين الصحراويين الوحدويين ، فيرمي بهم في المعتقلات السرية وشبه العلنية المختلفة ، كما كان لا يتردد في ارسال برقية الى رئيسه ادريس البصري للمطالبة بالمزيد من الاموال التي كانت تذهب الى جيب العامل ومساعديه المقربين ، او الذين يؤيدونه بالإدارة المركزية بوزارة الداخلية ، ولنا ان نتساءل عن الطريقة التي قتل بها البصري العامل حين كاد ان ينكشف امره عند الملك الراحل .
السؤال الذي نطرح الآن ، هو ، إذا كان خطاب 10 اكتوبر 2013 ، قد ارجع القضية الوطنية الى مربع الصفر ، فكيف يا ترى سيكون خطاب 10 اكتوبر 2014 ، اي يوم الجمعة القادم ؟ هل سيستمر الملك في ترديد نفس الخطاب التشاؤمي بخصوص نزاع الصحراء المغربية ، ام انه ، هذه المرة سيتدارك خطأ خطاب 2013 ، وليعلن تمسك المغرب بالقضية الوطنية مهما بلغت الصعاب ومهما بلغت المؤامرات ومهما اتسعت دائرة المطالبين بالانفصال ؟
كيف سيكون خطاب الملك بخصوص نوع العلاقة التي اضحت متشنجة مع مجلس الامن الذي توجد به دول من المفروض انها ( صديقة المخزن ) وتصوت دائما لصالح القرار الذي ينصص على الاستفتاء وتقرير المصير ، ولم تعر اي اهتمام الى حل الحكم الذاتي الذي تصدءا في رفوف المخزن ، وهي فرنسا ، الولايات المتحدة الامريكية ؟
هل سيكون الخطاب دالا على الفتور في العلاقات مع الغرب ، مع التأكيد على التشبث بالحقوق المغربية بخصوص الصحراء ، وبخصوص تصحيح العلاقات الاقتصادية والتجارية التي عرفت تراجعا سلبيا أثّر على اكثر من ميدان ، بسبب الارتباط الاعمى للمخزن بالغرب الامبريالي ؟ وهل سيعلن الملك في خطابه القادم يوم 10 اكتوبر 2014 ، عن نوع الاصدقاء الجدد الذين سيعوّضون هذا الغرب المتعالي والمتعجرف ، الذي تهمه فقط وبدرجة اولى مصالحه الضيقة ، حيث لا صداقة دائمة ، بل مصالح دائمة ، وهنا ربما ستكون دولة الصين وروسيا العظيمتين ؟
واذا عوّل المخزن على نوع العلاقة الاستراتيجية الجديدة التي ستعوّض العلاقة التقليدية مع الغرب ، فهل هذا سيدفع بروسيا والصين الى استعمال حق الفيتو ضد اي قرار من مجلس الامن ، قد يمس في الصميم السيادة المغربية ( توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل حقوق الانسان ، مع مراقبة الثروات ) ، او استصدار قرار تحت البند السابع من الميثاق الاممي لحسم النزاع المفتعل بالمنطقة ، ما دام ان مشكل الصحراء هو من اقدم المشاكل التي عجزت الامم المتحدة عن حلها بالطرق الناجعة ، ومع العلم ان روسيا والصين العضوان الدائمان بمجلس الامن ، يصوتان دائما لصالح قرارات مجلس الامن التي تنصص على الاستفتاء وتقرير المصير ؟
اذن كيف سيكون الخطاب الملكي ليوم 10 اكتوبر 2014 ؟ هل سيكون شبيها بخطاب 10 اكتوبر 2013 ، ام انه سيتخذ اتجاها آخرا ، وقد يكون خطاب انتفاضة ضد الغرب اللااخلاقي ، وبالضبط ضد اوباما وضد فرانسوا هولاند ، وضد بانكيمون الذي اتخذ مواقف معادية لمغربية الصحراء ، خاصة بتهديده المبطن باستعمال الفصل السابع من الميثاق ؟
اعلنت وكالة المغرب العربي للإنباء الرسمية عن زيارة الملك محمد السادس للولايات المتحدة بنيويورك لحضور اشغال الدورة 69 للجمعية العامة ، وإلقاء كلمة المغرب بخصوص نزاع الصحراء المفتعل -- كما كان متوقعا -- من قبل الملك او من قبل الفريق الذي من المفروض انه يوجهه ، مع عقد لقاءات مع ( اصدقاء ) المغرب ( التاريخيين ) ، ومع عدد من قادة العالم ، اضافة الى الامين العام للأمم المتحدة ، لشرح وجهة نظر المغرب بخصوص العديد من القضايا الاساسية ، وعلى رأسها القضية الوطنية ، كما ان هذه الاتصالات كانت تهدف استشراف والتأثير فيما يمكن ان يتخذه مجلس الامن من قرارات بخصوص نزاع الصحراء المغربية ، بما لا يتعارض مع الحقوق التاريخية والجغرافية للمغرب . لكن في آخر المطاف ، وبدون شرح او تأويل ، وكما درجت وكالة المغرب العربي للإنباء فعله في مثل هذه المواقف ، تم الغاء الزيارة الملكية ، وتم تعويضه بشخص تافه يستعمل لغة الحيوانات في وصف منافسيه ( عبد الاله بنكيران ) الذي القى كلمة المخزن التي اعتبرها البعض يسارية واعتبرها البعض الآخر رفاقية ، كما اعتبرها البعض الآخر ( غضبة ملكية ) على الامم المتحدة ، وغضبة على الغرب الامبريالي ، وهي غضبة شملت بانكيمون وفرانسوا هولاند واوباما . وهنا يحق لنا ان نتساءل : ما هي درجة الهزة التي تكون تلك ( الغضبة الملكية ) قد احدثتها للأمم المتحدة وللغرب الامبريالي ، خاصة اذا كان غضبة جاءت من المغرب وليس من روسيا او الصين او ايران او السعودية او احدى الدول الوازنة في اتخاذ القرارات الدولية ؟
اعتقد ان كل محلل نابه ودقيق للشأن العام سيكتشف وبالسهولة ، أن الخطاب الذي القاء بنكيران امام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، ليس هو الخطاب الذي كان سيلقيه الملك فيما لو ذهب ووقف امام الجمعية العامة . ان شكل الخطابات المخزنية الرسمية في اللقاءات الرسمية الدولية تتسم بالإنشاء واحترام الطقوس الدبلوماسية ، مع معالجتها للضفاف بما لا يزعج الاصدقاء الناصتين ، خاصة حين يكون الخطاب موجها بالمباشر او الغير المباشر الى الدول العظمى ، كما تتسم بالإشادة والمدح الاطناب . لكن ما السبب في تغيير اللهجة التي جعلت مثل هذا الخطاب ، هو الاول من نوعه في تاريخ خطابات المخزن امام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، يكون بهذه ( القساوة ) غير المعهودة عند مخاطبة المخزن ل ( اصدقاءه ) التقليديين ؟
لأول مرة في تاريخ العلاقات الدولية ، يقابل المخزن بنوع من اللاّمبالاة والاحترام من قبل الدول العظمى ، وهنا نشير الى فشل المخزن في انتزاع موعد للملك مع اوباما وفرانسوا هولاند على هامش اشغال الجمعية العامة ، للتأثير على نوع القرارات التي يمكن ان يتخذها مجلس الامن في 27 من الشهر الجاري ، وفي نفس الوقت الركوب على الصورة ، فيما لو تمت هذه اللقاءات ، لإرسال رسالة الى الداخل ( المغرب ) عن الانشطة الملكية ، والى الاعداء ( الجزائر ) من ان للمغرب اصدقاء تقليديين لن يخذلوه ابدا . وكما لم ينجح المخزن في انتزاع موعد مع اوباما وهولاند ، فان الطامة هي حين رفض الامين العام للأمم المتحدة استقبال الملك للتشاور بخصوص دور كريستوف رووس ، والمهام التي يجب ان يتقيد بها ، مع بحث مصير اقتراح الحكم الذاتي الذي تصدءا في الرفوف المخزنية ، حيث رفضته البوليساريو ، كما رفضته الجمعية العامة للام المتحدة ، ومجلس الامن من خلال القرارات التي يتخذونها سنويا بشأن نزاع الصحراء . ان تضرع السيد بانكيمون لتبرير عدم استقبال الملك بالاجندة التي لا تسمح بمثل هذا اللقاء على هامش اشغال الجمعية العامة ، هو نوع من الدبلوماسية المزركشة لإخفاء السبب الحقيقي من رفض استقبال الملك ، وهنا فان بانكيمون وبطريق مباشر ، يرشد الملك الى القرارات الاممية التي تنصص على الاستفتاء لتقرير المصير ، رغم انه حق يراد به باطل في الحالة المغربية .
فهل سيسبق الخطاب الملكي في 10 اكتوبر الجاري ، القرار الذي سيتخذه مجلس الامن ، بناء على التقرير الذي سيعرضه كريستوفر رووس في الجلسة المغلقة بشأن الصحراء في 27 من هذا الشهر ، حتى يضع الجميع امام المسؤولية التاريخية عمّا قد ينجم من عدم استقرار ستعرفه المنطقة ؟
اذا كانت المؤشرات ترسم خطابا منتقدا ، بل قد يكون تعرية لحقائق ظلت طي كتمان الاجهزة السرية بخصوص رسم خريطة تعامل جديدة مع القوى التي لها مصالح ضيقة مع المغرب ، فان خطاب 10 اكتوبر 2014 سيكون مخالفا عن خطاب 10 اكتوبر 2013 ، لان المخزن الذي خسر معركة الصحراء امميا ( 39 دولة تعترف بالجمهورية الصحراوية ، قرارات مجلس الامن والجمعية العامة التي تنصص على الاستفتاء وتقرير المصير ) ، وخسرها داخليا بفعل توسيع قاعدة المطالبين بالانفصال ، سيجد نفسه هذه المرة مرغما على تبني خطاب شوفيني بخصوص مغربية الصحراء ، كما سوف لن يتردد في تحميل ما آلت اليه القضية الوطنية الى المؤامرة الدولية ، وليس الى فشله هو في الدفاع عن مغربية الصحراء بالمستندات القانونية والتاريخية والحقوقية امام المجتمع الدولي ، وأمام مناصري الاستفتاء وتقرير المصير .
ان المعاملة التي تعرض لها المخزن مؤخرا من قبل بنكيمون ومنه من قبل مجلس الامن ، تنبؤ بنتائج سيئة سيتخذها المجلس يوم 27 اكتوبر من الشهر الجاري ، بعد فحص التقرير الذي سيتقدم به كريستوف رووس ، حيث سيكون عبارة عن احاطة شاملة لمختلف التطورات التي عرفها ملف الصحراء منذ ابريل 2014 والى اليوم ، وبطبيعة الحال ، فان تقرير رووس لن يكون في صالح مغربية الصحراء ، كما سيحمل المسؤولية ( للمغرب ) المخزن في عرقلة تنفيذ مخططات الامم المتحدة بشأن تنظيم الاستفتاء بالصحراء .
اذن من اضاع الصحراء : هل الشعب ام المخزن الذي وظفها سياسيا لتأبيد حكم المخزن الفيودالي الاوليغارشي الاقطاعي والقروسطوي ؟
اذا عدنا الى سنة 1966 من القرن الماضي سنجد ان المخزن ومن اعلى منبر اممي ( الجمعية العامة ) هو من طالب بالاستفتاء وتقرير المصير بالصحراء . واذا عدنا الى 1967 سنجد ان المخزن ومن نفس المنبر ، بعد ان وصف الصحراء بالاسبانية وليس المغربية ، هو من طالب بالاستفتاء وتقرير المصير لحل مشكلتها . واذا عدنا الى سنة 1968 ومن داخل اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار سيصف المخزن الصحراء بالاسبانية وليس بالمغربية ، وطالب بتقرير المصير وبالاستفتاء . حين احرز المغرب على استقلال ايكس ليبان الخياني قرر جيش التحرير بالجنوب مواصلة النضال المسلح لتحرير الصحراء ، لكن خيانة مؤامرة ايكوفيون بين المخزن وفرنسا واسبانيا اجهضت حلم جيش التحرير المغربي لصالح ترتيبات تنظيمية مخزنية مضرة بالقضية الصحراوية . السؤال ودائما بالنسبة لمواقف المخزن المضطربة : اذا كانت الصحراء الشرقية التي تحتلها الجزائر اليوم مغربية ، لماذا تنازل عنها المخزن لحساب الجزائر ، اما اذا كانت الصحراء الشرقية جزائرية ، لماذا الحرب مع الجزائر في سنة 1963 ؟ في 1975 ابرم المغرب مع موريتانيا واسبانيا اتفاقية مدريد الثلاثية التي قسمت الصحراء كغنيمة بين الرباط ونواكشوط . فإذا كانت الصحراء مغربية ، لماذا تم اقتسامها مع موريتانيا ؟ ثم كيف نفهم انه بعد انسحاب موريتانيا من وادي الذهب في 1979 بفعل ضربات البوليساريو ، عاد المخزن وشفعه ، اي انه بالأمس كان موريتانيا وليس مغربيا وبقدرة قادر في 1979 اصبح مغربيا بعد ان كان موريتانيا . لماذا اعترف المخزن بالاستفتاء وتقرير المصير في 1982 بعد انتفاضة الشعب في ،1981 وبعد فشل انقلاب الجنرال الدليمي الذي كان منسقا مع الجزائر والبوليساريو ؟ . ثم لماذا ابرق المخزن في 1991 برسالة الى الامين العام للأمم المتحدة يطالبه فيها بوقف الحرب ، والسهر على تنزيل مسطرة تنظيم الاستفتاء الحر والنزيه ، ومع العلم ان هذا الرسالة جاءت بعد انتفاضة الشعب في 1990 ؟ كيف يمكن فهم قبول المخزن باتفاق الاطار لجميس بيكر القاضي بحكم ذاتي مدته خمس سنوات ، ثم يليه استفتاء لتقرير المصير ؟ لماذا طالب المخزن في 2007 بتمكين الصحراء من حكم ذاتي دون الرجوع الى الشعب ، وهو الحكم الذي فشل قبل ان يجف الحبر الذي كتب به ،وتم تعويضه بالجهوية الموسعة الاختصاصات ؟ . البوليساريو تعتبر نفسها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي ، ومن هذه الحقيقية تعترف الامم المتحدة بالمنظمة كممثل للشعب الصحراوي ، حيث توجد لها تمثيلية بالأمم المتحدة ، ولها مكاتب بجميع العواصم الاوربية والآسيوية ، وعضو كامل العضوية بالاتحاد الافريقي ، والمخزن هو بدوره يعترف لها بهذه التمثيلية حيث يجلس معها رأسا لرأس بالولايات المتحدة الامريكية ، ولو لم يكن المخزن يعترف لها بهذه التمثيلية لماذا يفاوضها ويجلس الى جانبها تحت اشراف الامم المتحدة ؟ كذلك البوليساريو ، رغم انها منظمة مسلحة خاضت حرب تحرير ضد المغرب ، فباستثناء المخزن وعلي بانغو والسينغال ، لا احد من الدول العظمى ، بل حتى الدول العربية تصفها بالمنظمة الارهابية ، بل يعتبرون ان تلك القواعد العسكرية بتندوف هي دليل ومؤشر ايجابي على قيام دولة صحراوية مسؤولة بالمنطقة ، والمخزن لو لم يكن يعترف بها كقوة عسكرية ، لماذا ابرق في 1991 الى مجلس الامن يطالبه بوقف الحرب ، وبالإشراف على تنظيم استفتاء حر ونزيه ، وهو ما اسفر عن انشاء المينورسو ( بعثة الامم المتحدة لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية ) ، وتوقيع اتفاقية وفق اطلاق النار تحت رعاية مجلس الامن بين المغرب والبوليسارية وليس بين المغرب والجزائر ، وهي الاتفاقية المعروفة باتفاقية 1991 . ان جميع قرارات مجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة تنصص على الاستفتاء وتقرير المصير ، ولا دولة وازنة واحدة تعترف بالحكم الذاتي .
إذن مرة اخرى : من المسول عن خسارة الصحراء : هل الشعب ام المخزن ؟
ان الاهانة التي تعرض لها المخزن من قبل الامين العام للأمم المتحدة مؤخرا ، والتي دفعت الملك الى الامتناع عن الذهاب الى نيويورك لإلقاء كلمة المغرب امام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، ينبئ بتطورات خطيرة على مستقبل القضية الوطنية ، ولا ادل على ذلك من شهر ابريل 2015 ، سيكون مصيريا بالنسبة للمصير المحتوم الذي ينتظر نزاع الصحراء . ان هذه الاهانة التي تعرض لها المخزن اليوم ، هي التي جعلت المخزن يغير اسلوب الخطاب باعتماده طريقة الانتقاد ، بل والهجوم غير المعهودة في الدبلوماسية المخزنية ، لذا فالخطاب الذي القاه بنكيران ، وهو ليس الخطاب الذي كان سيلقيه الملك لو سافر الى نيويورك ، يستشف منه الشعور بالمرارة والغضب ، كما يستشف منه نوع الخطاب الذي سيلقيه الملك في 10 اكتوبر 2014 . واذا كان المخزن قد احس بالإهانة بسبب تصرفات بانكيمون ، فان اكبر اهانة هي التي سلطها المخزن على الامم المتحدة حين بعث لهم بشخص نكرة صوري وشكلي يصف منافسيه بألقاب الحيوانات ، ليلقي خطاب الملك امام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، خاصة وان العالم المتحضر الذي يتابع اخبار المغرب عن قرب ، لن يمر عليه اعتراف بنكيران الصريح حين قال " الملك هو الذي يحكم في المغرب " .
اذا كانت الصحراء قضية حياة او موت بالنسبة للمغرب ، حيث كلما اتجه المغرب نحو الصحراء ، كان في ذلك قوته التاريخية والدولتية ، وكلما اتجهت الصحراء نحوه ، كان في ذلك سبب هلاكه ، فهل في هذه المرة التي تسير وتتجه فيها الصحراء نحو المغرب ، سيتم رسم مستقبل الاجيال الصاعدة ، وستكون الصحراء بابا رئيسيا لقتل المخزن وبناء الدولة المدنية والديمقراطية ، دولة المؤسسات وليس دولة العشائر والأشخاص والعائلات ، دولة الحق والقانون وليس دولة الظلم والعدوان ، دولة العدالة والمساواة وليس دولة الفوضى والعنصرية ، دولة ربط المسؤولية بالمحاسبة وليس دولة ربط المسؤولية بالمزاج ( ولو طارت معزة ) .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاشية -- مخزن
- تأثير استفتاء اسكتلندة واستفتاء كاطالونيا المرتقب على الاستف ...
- حكومة صاحب الجلالة ، معارضة صاحب الجلالة
- ولّى زمن الخوف ، فإذا جنّ الليل ، سدّد طلقاتك بلا تردد
- حين تخلى المخزن عن مسؤولياته
- القمع بالمغرب
- الشعب الصحراوي - الصحراء الغربية -- الاستفتاء لتقرير المصير ...
- بدأ العد العكسي لنزاع الصحراء ( الغربية )
- مخزن = اقطاع -- فاشية -- اعدام -- ارض محروقة
- ظهور المذاهب السياسية والصراع الطبقي في الاسلام
- الى ... ك الخليفة ... ميتا
- تقرير قانوني -- فبركة الملفات الكبرى -- محنة قادة الكنفدرالي ...
- هل لا زال لمثيْقِف ( المثقف ) اليوم وعي طبقي
- سبعة واربعون سنة مرت على النكسة - هزيمة 5 جوان 1967 -
- - الائتلاف من اجل التنديد بالدكتاتورية بالمغرب -
- الاسس البنيوية والازمة الراهنة للوضع الاقتصادي والاجتماعي ال ...
- بانكيمون يعين الكندية كيم بولدوك على رأس المينورسو
- تطور اساليب القمع بين الاستمرارية والتجديد
- العنف الثوري
- قراءة لقرار مجلس الامن رقم 2152


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - بين خطاب الملك في 10 اكتوبر 2013 وخطاب 10 اكتوبر 2014 المنتظر وجلسة 27 اكتوبر الجاري لمجلس الامن . ماذا ينتظر الصحراء ؟