أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - بين خطاب الملك في 10 اكتوبر 2013 وخطاب 10 اكتوبر 2014 المنتظر وجلسة 27 اكتوبر الجاري لمجلس الامن . ماذا ينتظر الصحراء ؟















المزيد.....

بين خطاب الملك في 10 اكتوبر 2013 وخطاب 10 اكتوبر 2014 المنتظر وجلسة 27 اكتوبر الجاري لمجلس الامن . ماذا ينتظر الصحراء ؟


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 4597 - 2014 / 10 / 8 - 13:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين خطاب الملك في 10 اكتوبر 2013 وخطاب 10 اكتوبر 2014 المرتقب و جلسة 27 اكتوبر الجاري لمجلس الامن : ماذا ينتظر الصحراء ؟


الكل يتذكر خطاب الملك في 10 اكتوبر من السنة الماضية عند افتتاحه الدورة التشريعية الخريفية ، حيث كان تشاؤميا وغير متفائل بخصوص المصير الذي ينتظر نزاع الصحراء المغربية . ان ترديد الملك في الخطاب لعبارات مثل " ... لا ينبغي الاكتفاء بكسب هذه المعركة ، والإفراط في التفاؤل .. " " .. ان الوضع صعب والأمور لم تحسم بعد ، ومناورات خصوم وحدتنا الترابية لن تتوقف ، مما قد يضع قضيتنا امام تطورات حاسمة .. " ، لهو اعتراف بفشل المخزن في حسم معركة القضية الوطنية بسبب ما يسمى ب ( الدبلوماسية المغربية ) المشلولة ، ويكون بهذا خطاب الملك ، قد ارجع القضية الى تطورات ما قبل سنة 1974 ، اي قبل الاعلان عن المسيرة الخضراء ، وبعدها التوصل مع اسبانيا كمحتل استعماري ، وموريتانيا الى ابرام اتفاقية مدريد الثلاثية التي قسمت الصحراء كغنيمة بين الرباط وبين نواكشوط ، حيث ضم المخزن اقليم الساقية الحمراء ، في حين ضمت موريتانية وادي الذهب . ان اعتراف الملك في خطاب 10 اكتوبر 2013 بالفشل وبالصعوبات ، وكل هذا ناجم عن الموقف الدولي المساند لاطروحات الانفصال ، باعتماد شرعية مردود عليها في حالة الصحراء المغربية ، يذكرنا بنفس الاعتراف بالفشل من قبل الملك الراحل حين قال " سيطرنا على الصحراء لكن لم نملك قلوب الصحراويين " . فهل يمكن حكم ارض بدون شعب او بدون سكان ؟ واذا كان هذا الاعتراف ساطعا ، فما هي الاسباب التي جعلت الصحراويين يرفضون المخزن ، ويميلون الى جهة الانفصال ، اذا لم يكن السبب في الظلم والجبروت واستعمال الصحراء كعامل للاغتناء الغير المشروع ، وفي تصفية الحسابات ، حيث بلغ الامر بالعامل السابق على العيون صالح زمراك ، الى دفع اعوانه بالكتابة ليلا على جدران المدينة ، شعارات تمجد تقرير المصير وتحض على الانفصال ، مع رمي اعلام البوليساريو في الشوارع ، وفي الصباح ينظم حملة قمع واسعة ضد معارضيه ، وهم من الوطنيين الصحراويين الوحدويين ، فيرمي بهم في المعتقلات السرية وشبه العلنية المختلفة ، كما كان لا يتردد في ارسال برقية الى رئيسه ادريس البصري للمطالبة بالمزيد من الاموال التي كانت تذهب الى جيب العامل ومساعديه المقربين ، او الذين يؤيدونه بالإدارة المركزية بوزارة الداخلية ، ولنا ان نتساءل عن الطريقة التي قتل بها البصري العامل حين كاد ان ينكشف امره عند الملك الراحل .
السؤال الذي نطرح الآن ، هو ، إذا كان خطاب 10 اكتوبر 2013 ، قد ارجع القضية الوطنية الى مربع الصفر ، فكيف يا ترى سيكون خطاب 10 اكتوبر 2014 ، اي يوم الجمعة القادم ؟ هل سيستمر الملك في ترديد نفس الخطاب التشاؤمي بخصوص نزاع الصحراء المغربية ، ام انه ، هذه المرة سيتدارك خطأ خطاب 2013 ، وليعلن تمسك المغرب بالقضية الوطنية مهما بلغت الصعاب ومهما بلغت المؤامرات ومهما اتسعت دائرة المطالبين بالانفصال ؟
كيف سيكون خطاب الملك بخصوص نوع العلاقة التي اضحت متشنجة مع مجلس الامن الذي توجد به دول من المفروض انها ( صديقة المخزن ) وتصوت دائما لصالح القرار الذي ينصص على الاستفتاء وتقرير المصير ، ولم تعر اي اهتمام الى حل الحكم الذاتي الذي تصدءا في رفوف المخزن ، وهي فرنسا ، الولايات المتحدة الامريكية ؟
هل سيكون الخطاب دالا على الفتور في العلاقات مع الغرب ، مع التأكيد على التشبث بالحقوق المغربية بخصوص الصحراء ، وبخصوص تصحيح العلاقات الاقتصادية والتجارية التي عرفت تراجعا سلبيا أثّر على اكثر من ميدان ، بسبب الارتباط الاعمى للمخزن بالغرب الامبريالي ؟ وهل سيعلن الملك في خطابه القادم يوم 10 اكتوبر 2014 ، عن نوع الاصدقاء الجدد الذين سيعوّضون هذا الغرب المتعالي والمتعجرف ، الذي تهمه فقط وبدرجة اولى مصالحه الضيقة ، حيث لا صداقة دائمة ، بل مصالح دائمة ، وهنا ربما ستكون دولة الصين وروسيا العظيمتين ؟
واذا عوّل المخزن على نوع العلاقة الاستراتيجية الجديدة التي ستعوّض العلاقة التقليدية مع الغرب ، فهل هذا سيدفع بروسيا والصين الى استعمال حق الفيتو ضد اي قرار من مجلس الامن ، قد يمس في الصميم السيادة المغربية ( توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل حقوق الانسان ، مع مراقبة الثروات ) ، او استصدار قرار تحت البند السابع من الميثاق الاممي لحسم النزاع المفتعل بالمنطقة ، ما دام ان مشكل الصحراء هو من اقدم المشاكل التي عجزت الامم المتحدة عن حلها بالطرق الناجعة ، ومع العلم ان روسيا والصين العضوان الدائمان بمجلس الامن ، يصوتان دائما لصالح قرارات مجلس الامن التي تنصص على الاستفتاء وتقرير المصير ؟
اذن كيف سيكون الخطاب الملكي ليوم 10 اكتوبر 2014 ؟ هل سيكون شبيها بخطاب 10 اكتوبر 2013 ، ام انه سيتخذ اتجاها آخرا ، وقد يكون خطاب انتفاضة ضد الغرب اللااخلاقي ، وبالضبط ضد اوباما وضد فرانسوا هولاند ، وضد بانكيمون الذي اتخذ مواقف معادية لمغربية الصحراء ، خاصة بتهديده المبطن باستعمال الفصل السابع من الميثاق ؟
اعلنت وكالة المغرب العربي للإنباء الرسمية عن زيارة الملك محمد السادس للولايات المتحدة بنيويورك لحضور اشغال الدورة 69 للجمعية العامة ، وإلقاء كلمة المغرب بخصوص نزاع الصحراء المفتعل -- كما كان متوقعا -- من قبل الملك او من قبل الفريق الذي من المفروض انه يوجهه ، مع عقد لقاءات مع ( اصدقاء ) المغرب ( التاريخيين ) ، ومع عدد من قادة العالم ، اضافة الى الامين العام للأمم المتحدة ، لشرح وجهة نظر المغرب بخصوص العديد من القضايا الاساسية ، وعلى رأسها القضية الوطنية ، كما ان هذه الاتصالات كانت تهدف استشراف والتأثير فيما يمكن ان يتخذه مجلس الامن من قرارات بخصوص نزاع الصحراء المغربية ، بما لا يتعارض مع الحقوق التاريخية والجغرافية للمغرب . لكن في آخر المطاف ، وبدون شرح او تأويل ، وكما درجت وكالة المغرب العربي للإنباء فعله في مثل هذه المواقف ، تم الغاء الزيارة الملكية ، وتم تعويضه بشخص تافه يستعمل لغة الحيوانات في وصف منافسيه ( عبد الاله بنكيران ) الذي القى كلمة المخزن التي اعتبرها البعض يسارية واعتبرها البعض الآخر رفاقية ، كما اعتبرها البعض الآخر ( غضبة ملكية ) على الامم المتحدة ، وغضبة على الغرب الامبريالي ، وهي غضبة شملت بانكيمون وفرانسوا هولاند واوباما . وهنا يحق لنا ان نتساءل : ما هي درجة الهزة التي تكون تلك ( الغضبة الملكية ) قد احدثتها للأمم المتحدة وللغرب الامبريالي ، خاصة اذا كان غضبة جاءت من المغرب وليس من روسيا او الصين او ايران او السعودية او احدى الدول الوازنة في اتخاذ القرارات الدولية ؟
اعتقد ان كل محلل نابه ودقيق للشأن العام سيكتشف وبالسهولة ، أن الخطاب الذي القاء بنكيران امام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، ليس هو الخطاب الذي كان سيلقيه الملك فيما لو ذهب ووقف امام الجمعية العامة . ان شكل الخطابات المخزنية الرسمية في اللقاءات الرسمية الدولية تتسم بالإنشاء واحترام الطقوس الدبلوماسية ، مع معالجتها للضفاف بما لا يزعج الاصدقاء الناصتين ، خاصة حين يكون الخطاب موجها بالمباشر او الغير المباشر الى الدول العظمى ، كما تتسم بالإشادة والمدح الاطناب . لكن ما السبب في تغيير اللهجة التي جعلت مثل هذا الخطاب ، هو الاول من نوعه في تاريخ خطابات المخزن امام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، يكون بهذه ( القساوة ) غير المعهودة عند مخاطبة المخزن ل ( اصدقاءه ) التقليديين ؟
لأول مرة في تاريخ العلاقات الدولية ، يقابل المخزن بنوع من اللاّمبالاة والاحترام من قبل الدول العظمى ، وهنا نشير الى فشل المخزن في انتزاع موعد للملك مع اوباما وفرانسوا هولاند على هامش اشغال الجمعية العامة ، للتأثير على نوع القرارات التي يمكن ان يتخذها مجلس الامن في 27 من الشهر الجاري ، وفي نفس الوقت الركوب على الصورة ، فيما لو تمت هذه اللقاءات ، لإرسال رسالة الى الداخل ( المغرب ) عن الانشطة الملكية ، والى الاعداء ( الجزائر ) من ان للمغرب اصدقاء تقليديين لن يخذلوه ابدا . وكما لم ينجح المخزن في انتزاع موعد مع اوباما وهولاند ، فان الطامة هي حين رفض الامين العام للأمم المتحدة استقبال الملك للتشاور بخصوص دور كريستوف رووس ، والمهام التي يجب ان يتقيد بها ، مع بحث مصير اقتراح الحكم الذاتي الذي تصدءا في الرفوف المخزنية ، حيث رفضته البوليساريو ، كما رفضته الجمعية العامة للام المتحدة ، ومجلس الامن من خلال القرارات التي يتخذونها سنويا بشأن نزاع الصحراء . ان تضرع السيد بانكيمون لتبرير عدم استقبال الملك بالاجندة التي لا تسمح بمثل هذا اللقاء على هامش اشغال الجمعية العامة ، هو نوع من الدبلوماسية المزركشة لإخفاء السبب الحقيقي من رفض استقبال الملك ، وهنا فان بانكيمون وبطريق مباشر ، يرشد الملك الى القرارات الاممية التي تنصص على الاستفتاء لتقرير المصير ، رغم انه حق يراد به باطل في الحالة المغربية .
فهل سيسبق الخطاب الملكي في 10 اكتوبر الجاري ، القرار الذي سيتخذه مجلس الامن ، بناء على التقرير الذي سيعرضه كريستوفر رووس في الجلسة المغلقة بشأن الصحراء في 27 من هذا الشهر ، حتى يضع الجميع امام المسؤولية التاريخية عمّا قد ينجم من عدم استقرار ستعرفه المنطقة ؟
اذا كانت المؤشرات ترسم خطابا منتقدا ، بل قد يكون تعرية لحقائق ظلت طي كتمان الاجهزة السرية بخصوص رسم خريطة تعامل جديدة مع القوى التي لها مصالح ضيقة مع المغرب ، فان خطاب 10 اكتوبر 2014 سيكون مخالفا عن خطاب 10 اكتوبر 2013 ، لان المخزن الذي خسر معركة الصحراء امميا ( 39 دولة تعترف بالجمهورية الصحراوية ، قرارات مجلس الامن والجمعية العامة التي تنصص على الاستفتاء وتقرير المصير ) ، وخسرها داخليا بفعل توسيع قاعدة المطالبين بالانفصال ، سيجد نفسه هذه المرة مرغما على تبني خطاب شوفيني بخصوص مغربية الصحراء ، كما سوف لن يتردد في تحميل ما آلت اليه القضية الوطنية الى المؤامرة الدولية ، وليس الى فشله هو في الدفاع عن مغربية الصحراء بالمستندات القانونية والتاريخية والحقوقية امام المجتمع الدولي ، وأمام مناصري الاستفتاء وتقرير المصير .
ان المعاملة التي تعرض لها المخزن مؤخرا من قبل بنكيمون ومنه من قبل مجلس الامن ، تنبؤ بنتائج سيئة سيتخذها المجلس يوم 27 اكتوبر من الشهر الجاري ، بعد فحص التقرير الذي سيتقدم به كريستوف رووس ، حيث سيكون عبارة عن احاطة شاملة لمختلف التطورات التي عرفها ملف الصحراء منذ ابريل 2014 والى اليوم ، وبطبيعة الحال ، فان تقرير رووس لن يكون في صالح مغربية الصحراء ، كما سيحمل المسؤولية ( للمغرب ) المخزن في عرقلة تنفيذ مخططات الامم المتحدة بشأن تنظيم الاستفتاء بالصحراء .
اذن من اضاع الصحراء : هل الشعب ام المخزن الذي وظفها سياسيا لتأبيد حكم المخزن الفيودالي الاوليغارشي الاقطاعي والقروسطوي ؟
اذا عدنا الى سنة 1966 من القرن الماضي سنجد ان المخزن ومن اعلى منبر اممي ( الجمعية العامة ) هو من طالب بالاستفتاء وتقرير المصير بالصحراء . واذا عدنا الى 1967 سنجد ان المخزن ومن نفس المنبر ، بعد ان وصف الصحراء بالاسبانية وليس المغربية ، هو من طالب بالاستفتاء وتقرير المصير لحل مشكلتها . واذا عدنا الى سنة 1968 ومن داخل اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار سيصف المخزن الصحراء بالاسبانية وليس بالمغربية ، وطالب بتقرير المصير وبالاستفتاء . حين احرز المغرب على استقلال ايكس ليبان الخياني قرر جيش التحرير بالجنوب مواصلة النضال المسلح لتحرير الصحراء ، لكن خيانة مؤامرة ايكوفيون بين المخزن وفرنسا واسبانيا اجهضت حلم جيش التحرير المغربي لصالح ترتيبات تنظيمية مخزنية مضرة بالقضية الصحراوية . السؤال ودائما بالنسبة لمواقف المخزن المضطربة : اذا كانت الصحراء الشرقية التي تحتلها الجزائر اليوم مغربية ، لماذا تنازل عنها المخزن لحساب الجزائر ، اما اذا كانت الصحراء الشرقية جزائرية ، لماذا الحرب مع الجزائر في سنة 1963 ؟ في 1975 ابرم المغرب مع موريتانيا واسبانيا اتفاقية مدريد الثلاثية التي قسمت الصحراء كغنيمة بين الرباط ونواكشوط . فإذا كانت الصحراء مغربية ، لماذا تم اقتسامها مع موريتانيا ؟ ثم كيف نفهم انه بعد انسحاب موريتانيا من وادي الذهب في 1979 بفعل ضربات البوليساريو ، عاد المخزن وشفعه ، اي انه بالأمس كان موريتانيا وليس مغربيا وبقدرة قادر في 1979 اصبح مغربيا بعد ان كان موريتانيا . لماذا اعترف المخزن بالاستفتاء وتقرير المصير في 1982 بعد انتفاضة الشعب في ،1981 وبعد فشل انقلاب الجنرال الدليمي الذي كان منسقا مع الجزائر والبوليساريو ؟ . ثم لماذا ابرق المخزن في 1991 برسالة الى الامين العام للأمم المتحدة يطالبه فيها بوقف الحرب ، والسهر على تنزيل مسطرة تنظيم الاستفتاء الحر والنزيه ، ومع العلم ان هذا الرسالة جاءت بعد انتفاضة الشعب في 1990 ؟ كيف يمكن فهم قبول المخزن باتفاق الاطار لجميس بيكر القاضي بحكم ذاتي مدته خمس سنوات ، ثم يليه استفتاء لتقرير المصير ؟ لماذا طالب المخزن في 2007 بتمكين الصحراء من حكم ذاتي دون الرجوع الى الشعب ، وهو الحكم الذي فشل قبل ان يجف الحبر الذي كتب به ،وتم تعويضه بالجهوية الموسعة الاختصاصات ؟ . البوليساريو تعتبر نفسها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي ، ومن هذه الحقيقية تعترف الامم المتحدة بالمنظمة كممثل للشعب الصحراوي ، حيث توجد لها تمثيلية بالأمم المتحدة ، ولها مكاتب بجميع العواصم الاوربية والآسيوية ، وعضو كامل العضوية بالاتحاد الافريقي ، والمخزن هو بدوره يعترف لها بهذه التمثيلية حيث يجلس معها رأسا لرأس بالولايات المتحدة الامريكية ، ولو لم يكن المخزن يعترف لها بهذه التمثيلية لماذا يفاوضها ويجلس الى جانبها تحت اشراف الامم المتحدة ؟ كذلك البوليساريو ، رغم انها منظمة مسلحة خاضت حرب تحرير ضد المغرب ، فباستثناء المخزن وعلي بانغو والسينغال ، لا احد من الدول العظمى ، بل حتى الدول العربية تصفها بالمنظمة الارهابية ، بل يعتبرون ان تلك القواعد العسكرية بتندوف هي دليل ومؤشر ايجابي على قيام دولة صحراوية مسؤولة بالمنطقة ، والمخزن لو لم يكن يعترف بها كقوة عسكرية ، لماذا ابرق في 1991 الى مجلس الامن يطالبه بوقف الحرب ، وبالإشراف على تنظيم استفتاء حر ونزيه ، وهو ما اسفر عن انشاء المينورسو ( بعثة الامم المتحدة لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية ) ، وتوقيع اتفاقية وفق اطلاق النار تحت رعاية مجلس الامن بين المغرب والبوليسارية وليس بين المغرب والجزائر ، وهي الاتفاقية المعروفة باتفاقية 1991 . ان جميع قرارات مجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة تنصص على الاستفتاء وتقرير المصير ، ولا دولة وازنة واحدة تعترف بالحكم الذاتي .
إذن مرة اخرى : من المسول عن خسارة الصحراء : هل الشعب ام المخزن ؟
ان الاهانة التي تعرض لها المخزن من قبل الامين العام للأمم المتحدة مؤخرا ، والتي دفعت الملك الى الامتناع عن الذهاب الى نيويورك لإلقاء كلمة المغرب امام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، ينبئ بتطورات خطيرة على مستقبل القضية الوطنية ، ولا ادل على ذلك من شهر ابريل 2015 ، سيكون مصيريا بالنسبة للمصير المحتوم الذي ينتظر نزاع الصحراء . ان هذه الاهانة التي تعرض لها المخزن اليوم ، هي التي جعلت المخزن يغير اسلوب الخطاب باعتماده طريقة الانتقاد ، بل والهجوم غير المعهودة في الدبلوماسية المخزنية ، لذا فالخطاب الذي القاه بنكيران ، وهو ليس الخطاب الذي كان سيلقيه الملك لو سافر الى نيويورك ، يستشف منه الشعور بالمرارة والغضب ، كما يستشف منه نوع الخطاب الذي سيلقيه الملك في 10 اكتوبر 2014 . واذا كان المخزن قد احس بالإهانة بسبب تصرفات بانكيمون ، فان اكبر اهانة هي التي سلطها المخزن على الامم المتحدة حين بعث لهم بشخص نكرة صوري وشكلي يصف منافسيه بألقاب الحيوانات ، ليلقي خطاب الملك امام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، خاصة وان العالم المتحضر الذي يتابع اخبار المغرب عن قرب ، لن يمر عليه اعتراف بنكيران الصريح حين قال " الملك هو الذي يحكم في المغرب " .
اذا كانت الصحراء قضية حياة او موت بالنسبة للمغرب ، حيث كلما اتجه المغرب نحو الصحراء ، كان في ذلك قوته التاريخية والدولتية ، وكلما اتجهت الصحراء نحوه ، كان في ذلك سبب هلاكه ، فهل في هذه المرة التي تسير وتتجه فيها الصحراء نحو المغرب ، سيتم رسم مستقبل الاجيال الصاعدة ، وستكون الصحراء بابا رئيسيا لقتل المخزن وبناء الدولة المدنية والديمقراطية ، دولة المؤسسات وليس دولة العشائر والأشخاص والعائلات ، دولة الحق والقانون وليس دولة الظلم والعدوان ، دولة العدالة والمساواة وليس دولة الفوضى والعنصرية ، دولة ربط المسؤولية بالمحاسبة وليس دولة ربط المسؤولية بالمزاج ( ولو طارت معزة ) .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاشية -- مخزن
- تأثير استفتاء اسكتلندة واستفتاء كاطالونيا المرتقب على الاستف ...
- حكومة صاحب الجلالة ، معارضة صاحب الجلالة
- ولّى زمن الخوف ، فإذا جنّ الليل ، سدّد طلقاتك بلا تردد
- حين تخلى المخزن عن مسؤولياته
- القمع بالمغرب
- الشعب الصحراوي - الصحراء الغربية -- الاستفتاء لتقرير المصير ...
- بدأ العد العكسي لنزاع الصحراء ( الغربية )
- مخزن = اقطاع -- فاشية -- اعدام -- ارض محروقة
- ظهور المذاهب السياسية والصراع الطبقي في الاسلام
- الى ... ك الخليفة ... ميتا
- تقرير قانوني -- فبركة الملفات الكبرى -- محنة قادة الكنفدرالي ...
- هل لا زال لمثيْقِف ( المثقف ) اليوم وعي طبقي
- سبعة واربعون سنة مرت على النكسة - هزيمة 5 جوان 1967 -
- - الائتلاف من اجل التنديد بالدكتاتورية بالمغرب -
- الاسس البنيوية والازمة الراهنة للوضع الاقتصادي والاجتماعي ال ...
- بانكيمون يعين الكندية كيم بولدوك على رأس المينورسو
- تطور اساليب القمع بين الاستمرارية والتجديد
- العنف الثوري
- قراءة لقرار مجلس الامن رقم 2152


المزيد.....




- أرسلوا له دراجة بطائرة مسيرة.. ابتكار جنوني ينقذ جنديًا أوكر ...
- بين القصف والاحتجاج: الانقسام يتعمّق في إسرائيل حول حرب غزة ...
- البرتغال تستنفر آلاف رجال الإطفاء لمواجهة حرائق الغابات
- بنين تحتفي بمهرجان الأقنعة السنوي تخليدًا لذكرى الأجداد
- -بدي شي من ريحته-.. طفل غزاوي يبكي أبًا قُتل قرب موقع توزيع ...
- الجوع يجبر السودانيين في مدينة الفاشر على أكل علف الحيوانات ...
- أوكرانيا تعول على المسيرات الاعتراضية كدرع جوي.. ما ميزاتها؟ ...
- نتانياهو سيجتمع بمجلس الوزراء الأمني لتحديد الأهداف التالية ...
- سلاح حزب الله على طاولة الحكومة اللبنانية.. سيناريوهات الجلس ...
- من الاستعمار والصراعات القبلية إلى غزّة.. تاريخ التجويع كسلا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - بين خطاب الملك في 10 اكتوبر 2013 وخطاب 10 اكتوبر 2014 المنتظر وجلسة 27 اكتوبر الجاري لمجلس الامن . ماذا ينتظر الصحراء ؟