فرنسا هي كريس كولمان

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 18 - 14:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

فرنسا هي كريس كولمان

المخزن المغربي يغرق في فضائح كريس كولمان : لم يسبق للمخزن المغربي ان تلقى من الضربات الموجعة اكثر مما خلقه له الهركر كولمان من فضائح مدوية ليس فقط على المستوى الداخلي ، بل ان هذه الفضائح اضحت منتشرة وسط المجتمع الدولي من لجنة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة ، الى مجلس الامن والأمم المتحدة ، وهي الفضائح التي تخدش وجه المخزن وتفضح حقيقته المبنية على الرشوة والرشاوى التي حاول ان يورط فيها موظفون امميون منهم احد معاوني المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة السيد كريستوفر رووس . ان هذه الفضائح المزلزلة ستكون لها خلفيات خطيرة على موقف المخزن في التعامل مع القضية الوطنية ، وهو ما يجعل المجتمع الدولي غير مقتنع بأطروحة المخزن غير المتسقرة على هدف واحد . فهو تارة يطالب بالاستفتاء وتقرير المصير ، وتارة يعتبر الصحراء في مغربها والمغرب في صحراءه ، وان لا بديل عن مغربية الصحراء ، وتارة يقبل بالحكم الذاتي وفي نفس الوقت يساند الاستفتاء ( اتفاق الاطار لجيمسبيكر ) وتارة يركز فقط على الحكم الذاتي .. لخ . المواجهة الآن ليست بين البوليساريو والمخزن ، او بين الجزائر والمخزن ، لكنها اضحت بين المخزن والأمم المتحدة ولجنة حقوق الانسان التي تفاجئت بممارسات المخزن المنحطة التي تقوم على الرشوة . ان لجنة حقوق الانسان ومجلس الامن لن يمرروا هذا الفضائح مرور الكرام ، بل يجب انتظار تكوين لجان مختصة تقوم او ستقوم بدراسة وتحليل الوثائق التي سربها كريس كولمان ، حيث من المنتظر ان تكون هناك تبعات جدية لأعمال المخزن الراشية والمرتشية . ان ما سيفاجئ به المخزن سيكون صادما ، ولا اقل منه توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الانسان بالصحراء ، ثم تعيين لجنة اممية تشرف على استغلال الثروات باعتبار ان الاقاليم الصحراوية تعتبر امميا داخلة في مناطق تصفية الاستعمار.
يتبين من هذه التسريبات الخطيرة ، ان المستهدف منها مغربية الصحراء بالدرجة الاولى ، وهي تعتبر توطئة مقصودة تدفع مجلس الامن الى معالجة القضية الوطنية طبقا للفصل السابع من الميثاق الاممي في شهر ابريل 2015 . فهل هذا العمل او المشروع العام الذي كان مخططا له مسبقا ، هو من صنع مغربي كان يعمل بالإدارة العامة للدراسات والمستندات ، او هو موظف دبلوماسي تابع لوزارة الخارجية تعرض لظلم سابق فبدأ اليوم في تصفية الحساب كما حاولت بعض المواقع تفسيره ؟ وهل تبلغ الخيانة باي مغربي ، ومهما بلغت مشاكله مع المخزن ، ان يبيع المغرب ووحدته الترابية للأعداء ؟
ان تسريبات كريس كولمان اكبر من ان يكون من وراءها شخص ، بل هي من صنع جهاز مخابراتي في صفة هيئة دبلوماسي يعمل بالأمم المتحدة .والسؤال هنا من هو الجهاز المفترض انه يقف وراء هكذا تسريبات خطيرة ؟
للجواب يتعين ان نطرح السؤال التالي : منذ متى بدأت التسريبات . هل قبل ان تتأزم العلاقات المغربية الفرنسية ، ام انها بدأت بعدها ؟ وهنا لا ننسى توقيت وزمان رد الضربات ، او توقيت وزمان توجيهها ؟
ان فرنسا العضو الدائم بمجلس الامن ، رغم ان المخزن البليد يعتبرها صديقة استراتيجية ، فإنها تصوت دائما في مجلس لصالح الاستفتاء وتقرير المصير بالصحراء ، كما ان فرنسا تعترف بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي ، ومن هذه الحقيقة يوجد للبوليساريو مكتب اعلامي وكحركة تحرير بالعاصمة باريس . ان هذا التناقض في السياسة الفرنسية في علاقاتها مع المخزن الذي يرشي رؤسائها حين يمكنهم من قصوره الفخمة ، تعمق كثيرا في عهد الاشتراكي فرانسوا هولاند ، حيث ان الحزب الاشتراكي الفرنسي هو من المؤيدين لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بيده . وهنا لا ننسى ان الوزير الاول الفرنسي السابق لما زار الجزائر وأصدر معها بيانا كان من ضمنه التنصيص على الاستفتاء بالصحراء ، الامر الذي احرج المخزن المغربي الذي اختلط عليه الفهم فيما حصل . واذا عدنا لبحث الجديد الذي طبع العلاقات بين المخزن وبين فرنسا ، سنجد ان هذه الاخيرة توجه الضربات تلو الاخرى للمخزن من خلال اذلال اعوانه وبهدلتهم . هنا لا ننسى توجيه قاضي التحقيق الفرنسي استدعاء قضائي لجلاد المخزن الظالم والمعتدي على الناس بغير وجه حق ( المدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني الجبان والخسيس المدعو عبداللطيف الحموشي الذي يتصرف بأوامر رئيسه الخسيس الاول ،وخارج القانون المدعو الشرقي ضريس ) . بعد فاجعة استدعاء الجلاد الاول بتهم جنائية ( الاختطاف ، الجلد والتعذيب ) ، جاء الدور على لص العلاوات لما كان وزيرا للمالية ، صلاح الدين مزوار الذي رغم انه كان يحمل جواز سفر دبلوماسي كوزير للخارجية ، اجبره الامن الفرنسي على خلع حدائه وجواربه بمطار شارل دوغول . ثم لا ننسى استثناء باريس المغرب من الحضور اجتماعات امنية بالمنطقة المغاربية وحضور الجزائر وموريتانيا . واذا عرجنا على فشل المخزن في الحصول على موعد للملك مع فرانسوا هولاند بالا مم المتحدة على هامش اشغال الدورة 69 للجمعية العامة ، واذا تمعنّا في رفض وزير الخارجية الفرنسي مد يده الى امباركة بوعيدة للسلام ، ودون ان ننسى انتقال لوران فابيوس شخصيا لتدشين معمل رونو بالجزائر ، ضدا على معمل رونو - نيسان الذي دشنه ساركوزي عدو هولاند ، حيث سينافس المصنع الجزائري المصنع المغربي ، امكننا ان نصل الى ان من يقف وراء التسريبات هو جهاز المخابرات الفرنسي الذي يعمل بصفة دبلوماسيين بالأمم المتحدة ، ومن غير المستبعد ان تكون يد احد الامنيين الامريكيين في صفة دبلوماسي بمجلس الامن وبالأمم المتحدة وراء تسريبات فضائح كريس كولمان . ان كل ما كان موظفو المخزن يرسلونه من نيويورك او جنيف او باريس ، كان يخضع للمراقبة الدقيقة من قبل اجهزة التصنت الفرنسية والأمريكية .
وبما ان المخطط واضح في اعادة رسم خريطة المنطقة ، فان الوقت قد اضحى مناسبا لمثل هذه التسريبات التي ستعطي لمجلس الامن صلاحيات مطلقة في معالجة قضية الصحراء طبقا للفصل السابع من الميثاق الاممي . ان اخطاء المخزن والتي اساسها الاعتماد على الرشوة والارتشاء ، وشراء الذمم ، قد افتضحت امميا ، وان العد العكسي لقضية الصحراء قد بدأ منذ ابريل 2014 ، وما على المخزن الفيودالي والظالم إلا انتظار ما سيفجره من الداخل من تناقضات تدل على عميّة البصيرة ، ولنا ان نتساءل عن التناقض المخزني ( لعب الاطفال ) من اعتبار السياسي انقلابيا مرة ، ومرة اعتباره رئيسا منتخبا . ان قضية الصحراء الذي خسر عليها المخزن منذ 1974 والى الآن اكثر من 220 مليار دولار لا يمكن ان تمرر مرور الكرام . فمن اجل الصحراء ، الشعب سيتحرك ، والتبعات ان الانفجار سيكون من قبل المخزن لا من خارجه .

#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات