ان تدحرجت السعودية فلن تستدرج ايران ؟

مرتضى الشحتور

الحوار المتمدن-العدد: 4759 - 2015 / 3 / 26 - 22:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

سريعا حدثت كل هذه التطورات. ولاول مرة تتفق دول المنطقة في اتخاذ قرار دون تسريبات مسبقة .
لكن المؤشرات كانت واضحة فمن غير شك ان باب المندب مهم لمصر اهمية قناة السويس. الهواجس المصرية اتفقت مع المخاوف السعودية ومن سوء الحظ فالثورة الحوثية البيضاء والتي لم تواكبها مجازر ولا عمليات سلب ونهب .حال الثورات العربية من سوء الحظ تصدي البعض من شباب الثورة للحديث المرتجل والمستعجل ان تلك الاشارات الحادة والتصريحات غير الموفقة البت الجوار وسمحت بتكريس الصفة الطائفية والمناطقية على هذه الحركة الفتية وحدث ماحدث.تدخلت المملكة ومعها حلف عريض . وتعالت اصوات منادية مرة ومستغيثة مرة ومشيرة مرات الى تدخل ايراني وشك؟
وهنا اقول من دون تردد لن تدخل ايران في هذه المنازلة ولن تتدخل ابدا!!!
تاريخ ايران القريب يشيرنا الى هذه النتيجة المؤكدة
عام 1998وابان ولاية الرئيس خاتمي اقدمت حركة طالبان على ارتكاب مجزرة بشعة باعدام الدبلوماسيين الايرانيين.
كانت طالبان في وضع هش ،،حال الحوثيين الان ؟ بسطوا سيطرتهم على افغانستان ولكن الامور لم تكن قد استقرت بعد.لم يحكموا قبضتهم تماما..
كما الحالة الحوثية.في اليمن الراهن .
ولان الشارع الايراني نابض بالمشاعر الثورية انطلقت منابر الفرقاء تنادي بالثار والانتقام؟ رئيس مجلس تشخيص المصلحة الشيخ هاشمي رفسنجاني (وعد بالثار والانتقام من هذه الفئة الباغية) وتظاهر مئات الاف بعيد صلاة الجمعة منددين بالجريمة البربرية وطالبوا بالرد الفوري.
الرئيس خاتمي قال (سنمضي الى النهاية هذه فئة محدودة التفكيروغير منطقية ومندحرة).
اكتفت ايران وقتها باجراء مناورات عسكرية كبرى شاركت فيها مختلف صنوف القوات وزهاء 500000 الف رجل وعند حدود جارتها المحكومة بالاصولية والتطرف والتمرد المذهبي.ونددت بباكستان بدعوى تبنيها لحكم طالبان.واشتكتها لمجلس الامن .
لم تخطيء طهران ولم تستدرج وانتصرت ايران وسجلنا لنا القدرة الفائقة على ضبط النفس؟قال الشيخ زايد انهم حكماء وعلماء قادة بلاد فارس.
بطبيعة الحال ومن مراقبة الاحداث لم تكن ايران لتقف موقف المتفرج على مايجري بجوارها وفي مناطق تمدد مصالحها لكنها على الدوام حذرة جدا وغير متسرعة ابدا متدية بطريق شتى وايضا جدا.
واذكر ؟
عام 1991 قدم العراق شكوى لمجلس الامن مدعيا ان ايران اقدمت على اجتياح المدن العراقية ( الانتفاضة الشعبية اذار1991)!
وقتها ايضا ظهر الشيخ هاشمي رفسنجاني متحديا وقال نحن في ايران نتمنى ان يقدم لنا العراق ايرانيا واحدا ( اسيرا او قتيلا)وبعدها نحن على استعداد لتحمل كامل المسؤولية.
وكنا نعلم ان ايران دعمت الانتفاضة ولكن الانتفاضة كانت ثورة شعبية شارك فيها كل العراقيين وكان في مدينتي نخبة ابطال من الجنة المحلية للحزب الشيوعي شاركت بالانتفاضة واستشهد منهم عدة رفاق .
اكتفت ايران بترديد مواقفها الداعمة لرفع مظلومية الشعب العراقي الشقيق . وفق مايقول مسؤوليها.؟لاحقا تاكد ان اولاد الشيخ رفسنجاني يسهلون تهريب النفط العراقي (البلطونات).
وعلى نفس المسار دعمت ايران بشار الاسد ولكن الجيش النظامي الايراني لم يذهب لبلاد الشام.
بلى هي تدعم السيد حسن نصر الله بكل وضوح و رجالها يدربون عناصر الحزب من ايران فقط هناك قلة من خبرائها يقدم المشورة الميدانية.
المنطقة تفور والحالة الراهنة من اسوء المراحل . ومن يعتقد ان مصر اغريت بالمال مخطيء مصر تعتبر باب المندب كقناة السويس شريانا حيويا . التصريحات غير المدروسة والرسائل غير الواضحة وضبابية التوجهات اللاحقة للحركة الحوثية ،ساهمت في توسيع جبهة المتصدين لها. دخلت عشرة دول لضرب الحوثيين.
وايران .ستضغط ايران وستكون خطب الجمعة ليوم الغد حافلة بخطابات التنديد ولكن مؤسسات الحكم العتيدة لن تقدم على اتخاذ قرارات كبرى.
تصريحات ظريف كانت في غاية الدبلوماسية
دعى الى الحل السلمي وتجنب اراقة الدماء وانهاء الحرب باسرع وقت ؟
الايرانيون يعرفون ثمن الحروب ونتائجها. واليمن ليس ميدانا مثاليا للنجاح .
لن يفرط القادة الايرانيون بالمكانة التي بلغوها.
صحيح ان الراي العام سيحرجهم . وصحيح ان تقويض الحركة الحوثية رسالة موجهة لايران لكن هناك ماهو اهم بالنسبة لايران .هو ايران نفسها.
هو منعة ايران وعدم الانزلاق الى حرب لم تقررها هي.
اعتقد. واظن ان هناك مزيد من الاسباب..

#مرتضى_الشحتور (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل