أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الهيجاوي - المجنون














المزيد.....

المجنون


باسم الهيجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1324 - 2005 / 9 / 21 - 08:16
المحور: الادب والفن
    


استيقظ متأخراً على غير عادته .. نظر إلى الساعة المعلقة على الجدار .. التاسعة صباحاً .. تمطى .. مد يده إلى يساره .. ليوقظها .. الوسادة خالية .. لا أحد ينام قربه .. نادى بكلمات متقطعة :

ـ ريتا .. أين أنت ؟

لم يجب أحد .

أزاح الغطاء عن جسده المتثاقل .. ونهض بخطوات شبيهة ..

ـ ريتا .. ريتا ..

ذهب الى المطبخ .. لعلها تعد قهوة الصباح .. لا أحد .. فتش في أركان الحجرة ..

ـ ريتا .. ريتا .. ريتاااااااا ..

لم يجب أحد ..

تنفس قليلاً ..

ـ لعلها ذهبت لإحضار طعام الإفطار .. فنحن لم نعتد إعداد الطعام في المنزل .. باستثناء يوم الجمعة .. يوم عطلتنا الأسبوعية .. واليوم هو الاثنين .. ولكننا تأخرنا .. ويجب الخروج للعمل ..

عاد إلى غرفة النوم .. نظر في المرآة .. تصفح آثار النوم بوجهه .. صفف شعره .. تذكر النقاش الحاد الذي دار بينهم في الليلة الماضية .. بدل ملابسه ..

ـ ليتها لا تتأخر .. لأن عصافير بطني تزقزق .. سأصنع قهوتي بنفسي .. وسأغلي كوب الحليب لها .. ريثما تعود.

توجه إلى المطبخ .. تناول ركوة القهوة .. صب الماء .. تصفح الرفوف ..

ـ أين السكر ؟ أين القهوة ؟ هذا هو السكر .. وهذه هي القهوة .. وأين الحليب ؟ الحليب في الثلاجة .. نصنع القهوة أولا .. ومن ثم نغلي الحليب ..

ابتسم .. تذكر ..
" ضعي كوباً من الطحين واكسري بيضة " ..

لا بأس .. نصنع القهوة .. لا أدري لماذا هي لا تشرب القهوة .. وأنا أيضاً لا أرغب بشرب الحليب .. ربما هذا هو الشيء الوحيد الذي يختلف في أذواقنا .. أما في باقي الأمور .. فنحن نتفق تماماً مع بعض النقاش .. ومعظم نقاشاتنا عادية وهادئة .. سرعان ما تنتهي " بشطب " الاختلاف .. والانصهار في بوتقة علاقتنا المميزة .. ياه .. هذه الليلة لم ننه خلافنا بطريقتنا الاعتيادية .. فقد طال النقاش .. وسلبنا النوم من تحييد الخلاف .. ونثر الورد على وسائدنا كالمعتاد ..

استيقظت البنت الصغيرة .. توجهت الى غرفة والديها .. لم تجد أحداً في السرير ..

ـ ماما .. بابا ..

ـ أنا هنا يا أمل .. في المطبخ ..

ـ بابا .. صباح الخير يا بابا .. اين ماما ؟

ـ صباح الخير يا حبيبتي .. ماما ذهبت لإحضار الطعام .. هل استيقظت أختك لينا ؟

ـ لا .. لم تزل نائمة ..

ـ حسنا .. خذي كوب الحيلب .. واذهبي الى الصالون ريثما أجيء ..

ناولها كوب الحليب .. سقط الكوب من يده ..

ـ تنبه يا رجل .. ماذا أصابك ؟ أجننت ؟ أنت لم تنجب بعد .

حمل فنجال قهوته .. توجه إلى الصالون .. جلس .. تناول علبة سجائره ..

ـ ستغضب لو شاهدتني أدخن على الريق ..

أعاد السيجارة إلى مكانها .. نظر لحمالة الورد في زاوية الصالون .. كانت على غير عادتها .. تناول الورقة البيضاء .. قرأ ..

ـ حين تستيقظ .. أكون في مكان آخر .. أرجوك .. لا تبحث عني .. ولا تنتظر عودتي .. ذهبت للبحث عن أولادي ..

لم يرتشف القهوة .. أشعل سيجارته .. وحمل حقيبته .. وسار للمطار ..



#باسم_الهيجاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عسل الخرافة
- الكوميديا السوداء
- سيدة الحكاية
- سقوط الرماح المطفأة
- بيان عاجل جدا
- ذات ليلة في كانون
- السجن ليس لنا
- صور ملونة
- موعد في الظل
- العصافير التي لم تأت بعد
- خصب الواعيد - في ذكرى استشهاد أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير ...
- عذراء توركانا
- اشتعال الرخام
- جسر الياسمين
- فراشات الزهر البري
- مرج ابن عامر
- الستارة السوداء
- أجمل الأمهات
- حديقة الزقاق القديم
- غزالة الوسواس


المزيد.....




- العراق يواجه خطر اندثار 500 لهجة محلية تعكس تنوعه الثقافي ال ...
- رحيل الفلسطيني محمد لافي.. غياب شاعر الرفض واكتمال -نقوش الو ...
- موعد نزال توبوريا ضد أوليفيرا في فنون القتال المختلطة -يو إف ...
- الليلة..الأدميرال شمخاني يكشف رواية جديدة عن ليلة العدوان ال ...
- أعظم فنان نفايات في العالم أعطى للقمامة قيمتها وحوّلها إلى م ...
- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الهيجاوي - المجنون