أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - أربع سنوات هزت العالم














المزيد.....

أربع سنوات هزت العالم


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4751 - 2015 / 3 / 17 - 00:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد تكون السنوات الأربع المنصرمة أخطر مرحلة تمر بالعالم كله، أو واحدةً من أخطر مراحل العالم إيّاه. فإن يلجأ عُباد القتل إلى استخدام أدوات القتل البدائية في إنهاء حياة طفل وامرأة ورجل، فإن هذا أمر اعتقد الكثيرون أنه صار ينتمي إلى العصر الحجري وانتهى؛ وأن يلجأ من يستبيح النساء إلى جزّ رؤوسهم، ورؤوس أطفالهن الذين في أحضانهن مع بقر بطونهن، إضافة إلى جزّ رؤوس الرجال وأبنائهم، وأن يلجأ أخيراً إلى إشعال النار في البيت المستخدم في القيام بتلك الخطوات، وبعد نهب ما فيه من مقتنيات ثمينة. هذا وذاك، وذلك يجسدون مراحل إنجاز الجريمة المأساة، التي اخترقت وتخترق سوريا بامتياز. ها هنا في ذلك كله، واجهت البشرية الراهنة كلها فصلاً من فصول التحول الكوني المتمثل في الانتقال من الوجود إلى العدم، هذا الانتقال الذي ظن البشر أنه انتهى وينتمي إلى عصور سحيقة من الهمجية البربرية فآكِلِ لحوم البشر، يعود ليدلل على أن التاريخ قد يعيد نفسه وإنْ بحيثيات أخرى، وكذلك على أنه قادر على إفناء أكوام من البشر. أما الوجه الآخر من ذلك، فيتمثل في أن العالم «الآخر»، الذي قدم نفسه بمثابة حامل التقدم وباني الحضارة الجديدة الحديثة، بما فيها من منظومات للحداثة وحقوق الإنسان ظهر، ويظهر الآن قبيحاً ملطخاً بالعار والجريمة، إذ في حضوره ظهرت «داعش»، وظهرت النظم الأمنية الكاسحة باستبداد الشرق الأوسط وغيره. لقد أسس ذلك الغرب عالم الاستغلال والإرهاب والحروب شبه الدائمة مع الإذلال والاستبداد، رغم ما انتجه تحت عنوان «حقوق الإنسان». ولكيلا نقع في النزعة المثالية المفرطة، يتوجب على الباحث ألا ينظر إلى تسلسل الأحداث التاريخية على أنه ذو حركة نقية خالصة باتجاه الأفضل فالأفضل، مما يوجب القول إن هذه الحركة يمكن أن تأخذ صيغاً واتجاهات وسياقات متعددة ومركبة، وكذلك مما يعني أن ما يجري على هذا الصعيد يحمل طابعين اثنين، واحداً موضوعياً يتصل بالحدث نفسه، وكذلك بالفاعل فيه: من الموضوعية إلى الذاتية.

على هذا، تبدو مسؤولية البشر أمراً بأكثر من وجه، وهذا ما وضح خصوصاً في مسارات المجتمعات الغربية حتى بلوغ النظام العولمي، إذ هاهنا خصوصاً ظهر البشر مسؤولين عن القتل والاستباحة والظلم، كما ظهروا هم ضحايا، ومن ثم، فإن رؤية فلسفية من نمط الوجودية لن تضيء هذه البنية المركبة والمعقدة، بقدر ما تضفي عليها مسحة من الاضطراب. فالمسؤولية مقترنة بالحرية والفعل وبامتلاك السلطة والثروة والإعلام المجتمعي. إن السنوات الأربع المنصرمة من حياة «الربيع العربي» في سوريا تضعنا- في ذكرى بدايتها وانطلاقها- أمام استحقاقات الموقف من تلك الثلاثية، ذلك في ضوء الحرية والمسؤولية والفعل من أجل سوريا حرة ديمقراطية، إضافة إلى كونها منزوعة السلاح، وإلى أنها مرشحة للوجود كجمهورية مؤسسة على العدل والمحاسبة، ومبدأ التداول السلمي للسلطة.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «الربيع العربي».. الدين والسياسة
- نكون.. أو لا نكون!
- أدونيس.. مستسهِلاً ومختزِلاً
- العراق وتجسيد الاستبداد
- أوباما بين الجريمة والهزيمة
- فوكوياما والاختبار التاريخي
- تفكيك جذور الإرهاب
- «داعش» و«النظام العالمي»!
- أي أفق للاتحادات الليبرالية؟
- «الخوري».. فارس كبير ضد الطائفية
- من المجتمع السياسي إلى الطائفية
- الاستبداد والاستغلال والإرهاب!
- واشنطن أمام فلسطين و«داعش»
- «داعش» ومصالح الغرب
- «داعش».. توحيد للعالم الآن فقط!
- التخلي عن المشروع الديموقراطي!
- معركة التنوير العقلاني
- سوريا..هل باتت «أم الكوارث»؟
- تنوير إسلامي مبكر
- أسئلة في التداول الراهن


المزيد.....




- وسطاء المفاوضات يدعون إسرائيل وحماس لإبرام اتفاق وقف إطلاق ا ...
- 3 منهم حالتهم خطيرة.. إصابة 10 أشخاص بحادث في إستاد جامعة لش ...
- بالتزامن مع خارطة طريق بايدن.. ما دور رئيس -سي أي إيه- في مف ...
- أمير الكويت يصدر أمرا بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك ا ...
- فيديو طريف لمشجع يطلب التقاط صورة مع ولي العهد السعودي والأم ...
- اضطرابات في حفل التخرج بجامعة شيكاغو تضامنا مع خريجين عوقبوا ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في قضية -سفاح التجمع- حول -5 وشوم على جسد ...
- إيران.. زهرة إلهيان تقدم أوراق ترشحها للانتخابات الرئاسية ال ...
- -العملية رقم 2000-.. -حزب الله- يسقط مسيرة إسرائيلية من نوع ...
- كراتشفيك: الديمقراطيون مستعدون لإلقاء اللوم على ترامب في أي ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - أربع سنوات هزت العالم