أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير حداد - 9 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة التاسعة بنت الهدى.. زينب العصر















المزيد.....

9 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة التاسعة بنت الهدى.. زينب العصر


منير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 4696 - 2015 / 1 / 21 - 01:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


9
"دماء لن تجف"
موسوعة شهداء العراق
الحلقة التاسعة
بنت الهدى.. زينب العصر

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة "دماء لن تجف" في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
القاضي منير حداد

بنت الهدى، هي شقيقة آية الله العظمى.. الإمام الشهيد محمد باقر الصدر، أعدمهما الطاغية المقبور صدام حسين.. كلاهما معا.. العام 1980، بعد تعذيب فظيع، دام طويلا، وهما جلدان يقاومان بسر قوة إستفزت الطاغية، وأصابت جلاديه بسعار الشراهة للدم.
إسمها آمنة حيدر الصدر، ولدت في بغداد 1937، من عائلة علمية متدينة.. والدها الفقيه المحقق آية الله حيدر الصدر، توفي عنها وعمرها سنتان.. والدتها كريمة العلامة الشيخ عبدالحسين آل ياسين، وهي أخت المرجع الديني الشيخ محمد رضا آل يس.

دراستها
تكفلها أخواها.. إسماعيل ومحمد باقر، يعنيان بتربيتها، إذ تلقت من العلوم الدينية والشؤون الاجتماعية والثقافية، ما مكنها من الحلول بمنزلة "رائدة العمل الإسلامي في العراق".
لم تدخل المدارس الرسمية، لا ليحرماها من علم هم أهله؛ فبيتها مدرسة، وعائلتها معهد، إنما ليعلماها مبادئ القراءة والكتابة والحساب ومناهج وزارة التربية والنحو والمنطق والفقه والأصول وباقي المعارف الإسلامية، حسب مقتضيات التدرج والتبسيط، لما أحسا فيها من الاستعداد للاستيعاب الذكي.
نبوغ رباني في أستيعابها المتفوق، وقدرتها على الإفصاح عما يتعذر على البشر العاديين بلوغه، من تأثير في المتلقي.. قراءة وإصغاءً، لما تكتب أو تقول.
ينقل عن والدتها، أن آمنة ميالة للإنفراد بنفسها.. خلوة تبتل لله، منذ الصغر.. تنشد الهدوء؛ صفاءً وليس إنطواء عزلة؛ لأنها إجتماعية الطبع، وفق منهاج توقيتات مدروسة، لاتفريط فيها بالزمن ولا تجاهل للناس من حولها.. مقياس وعي دقيق التراكيب في تنظيم العلاقة، مع الما حول.
لا تدع إجتماعيتها تفرض عليها هدر الوقت وتبديد الجهد، في حلقات أحاديث مفرغة، إنما إستثماره بالجدية النافعة، تأملا عدته تهيئة لبذل الغالي والرخيص في سبيل الله.
رحلت مع أخويها حين قررا إكمال دراستيهما، في النجف، وعمرها آنذاك أحد عشر عاماً.. دارسة الى جانبهما كتب اللغة وعلومها والفقه وأصوله والحديث وشؤونه والأخلاق والقرآن وتفسيره والسيرة النبوية، مستنبطة الهداية نحو العظة الحسنة، لتقديمها واضحة للنساء...

هامش أقوى من المتن
آمنة حيدر الصدر.. بنت الهدى.. زينب العصر، إتسعت معالم إطلاعها ومعرفتها، إذ تروي أحدى مريداتها: "كنت صغيرة، من عائلة تعاني شظف العيش، لا تستطيع ان تخصص لي مصروفا يوميا، أكثر من "عشرة فلوس" أجمعها؛ لشراء كتاب إسلامي، ولي صديقة تفعل مثلي، لكنها تشتري كتاباً آخر، كي نتبادلهما، إستقرت قراءاتنا على مؤلفات بنت الهدى؛ لما وجدناه فيها من غزارة علم وسبك مشوق.. أمست نديم ليالي تثقيفنا الذاتي.. على هامش دراستنا المنهجية، لكنه هامش أقوى من المتن".
من آثارها المعرفية: "كلمة ودعوة" وهو أول كتاب صدر للشهيدة، أوائل الستينات، و"الفضيلة تنتصر".. قصة إسلامية طويلة، تبين أرجحية التقوى على الفاحشة، صدرت ضمن سلسلة "من هدي الإسلام" في النجف، و"المرأة مع النبي" و"إمرأتان ورجل" رواية قصيرة، تحمل معاني كبيرة في التربية والتوجيه،.طرحت فيها شبهات واشكالات، ترد على عقيدتنا ثم ردّتها بقوة الدليل وقطعية البرهان، بصياغة أدبية رائعة عن طريق المراسلة بين سائل حائر ومجيب واع، لم تغفل تداعيات المشاعر وإرهاصات العطفة، بإنتقائية رفيعة.. تنم عن علو جناب في التناول، لخلجات النفس البشرية، حاملة النقائض، و"صراع من واقع الحياة" مجموعة قصصية أعطت حلولا لمشاكل نفسية واجتماعية، و"الباحثة عن الحقيقة" قصة طويلة، كتبتها العام 1979طارحة فيها مسألة دينية جوهرية، تشير الى ان الإيمان ليس مجرد رموز ونعوت تملى من قبل الأهل، ولا نطق بالشهادة؛ مراءات لمسايرة الفطرة العائلية؛ إنما هو عقيدة ونظام، و"ذكريات على تلال مكة" كتبتها بعد أداء فريضة الحج سنة 1973، بصحبة ست نساء، تروي فيها كيفية أداء المناسك، أعبقتها بقصيدة طويلة، عن رحلة الحج، و"الخالة الضائعة" مجموعة قصصية 1974، و"لقاء في المستشفى" قصة تدحض فلسفات مادية بطريقة سلسة.. مفهومة، على شكل حوار يشد القارئ؛ لانه يترقب العلاج لاحداث عائلية واجتماعية من صميم الحياة اليومية، و"ليتني كنت أعلم" وصدرت لها دراسات أخرى، وهي مع ذلك شاعرة إسلامية هادفة لها شعر كثير منشور في بعض المجلات.
أتحفت المكتبة الإسلامية، بمعين ثر، من المؤلفات، متنوعة الأشكل.. قص وبحث وشعر، يصل برسالة الإيمان تعمر قلب المهتدي وتهدي الضال، الى ظلال إسلام حق.. لا مراءات فيه.

إستشهادها
قتل المجرم صدام، كلا من السيد الصدر وأخته بنت الهدى ــ رضوان الله عليهما ــ بنفسه؛ حسب رواية أحد منتسبي الأمن، ممن تواجد في غرفة الاعدام: "أحضروا الإمام الى مديرية الأمن العامة، وقيدوه بالحديد، ثم جاء الطاغية، وقال باللهجة العامية: "ولك محمد باقر تريد تسوي حكومة" مهشما رأسه ووجهه بسوط بلاستيكي صلب، رد السيد: "أنا تارك الحكومات لكم" وحدث جدال بينهما عن هذا الموضوع وعلاقته بالثورة الإسلامية في إيران؛ مما أثار صدام؛ فأمر جلاوزته بتعذيبه، تعذيباً قاسياً، ووجه بجلب الشهيدة بنت الهدى ــ يبدو أنها عذبت في غرفة أخرى ــ جاءوا بها فاقدة الوعي يجرونها جراً، لما رأها السيد استشاط غضباً ورقّ لحالها، قائلا: "إذا كنت رجلاً ففك قيودي" أخذ المجرم سوطاً وضرب العلوية، وهي لا تشعر، آمرا بقطع ثدييها، ومحمد باقر يفور غيظا: "لو كنت رجلاً فجابهني وجهاً لوجه ودع أختي، لكنك جبان وأنت بين حمايتك" غضب الطاغية وأخرج مسدسه فأطلق النار عليه ثم على أخته الشهيدة وخرج كالمجنون يسب ويشتم".
تلوثت يداه بالدم الطاهر، ولسانه بأقذع الألفاظ.. سمة المتكلم، بينما فاضت روحيهما الى بارئها، تستقي ماء الكوثر، وقد وقف عنده جدهما محمد (ص).

شعرها
"أنا كنت اعلم ان درب الحق بالاشواك حافل
خال من الريحان ينشر عطره بين الجداول
لكنني اقدمت أقفو السير في خطو الأوائل
فلطالما كان المجاهد مفرداً بين الجحافل
ولطالما نصر الإله جنوده وهم القلائل
فالحقّ يخلد في الوجود وكل ما يعدوه زائل
سأظل أشدو باسم اسلامي وأنكر كل باطل".



#منير_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 5 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الخامسة مهدي الحك ...
- -دماء لن تجف2-
- -كلوا من رزق ربكم وأشكروا له بلدة طيبة ورب غفور- آية قرآنية ...
- رسالة الى العبادي في ذكرى اعدام الطاغية إنصفوا القاضي منير ح ...
- البعض يربا بنفسه عن إقتصاد سائب يفتح شهية المفسدين
- تصدعنا مكن الآخرين فلنتوحد في قائمة -المواطن- وراء عمار الحك ...
- فيك الخصام وانت الخصم والحكم لا يغير الله ما بالعراقيين حتى ...
- لماذا لم ارشح نفسي للإنتخابات
- لست ماسكا العصا من المنتصف أنا مع الحكيم
- صدام أعدمني
- وطنية موسمية لعلنا لا ندافع الاعن عشرة ايام
- اعدام قاتل بديوي لأنه مجرم وليس لأنه كردي ضابط طائش.. جبان ح ...
- التأخير والتشهير نصف ل -دولة القانون- وواحد تذره رمادا في ال ...
- تفاطين بدلا من المؤسسات الحكومة تطيل المسافة بين الشعب والدو ...
- تاهت حقوق الكرد الشيعة بين المذهب والقومية
- انهم بحاجة لشيء من وطنية ليت ساستنا يقرأون ملامح الساهر عند ...
- رسالة من منير حداد الى نوري المالكي إنها معيشتي.. ليس تضادا ...
- أمريكا تكرم الأبطال ونحن نهينهم حروب متصلة الحلقات في سلسلة ...
- حربا على الجور من الحرس القومي الى داعش
- اسطوانة الخدمات مشخوطة الجانبين


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير حداد - 9 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة التاسعة بنت الهدى.. زينب العصر