كاظم الفياض
الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 17 - 15:30
المحور:
الادب والفن
مرثية ثانية
على
أول التل
بين الصباح وبين العيون تقوم مصائر أو تختفي ذكريات . تعود الرياح بطلع يشيع الفساد . تعود الطقوس برائحة لا تميط اللثام عن العنب المتسرب في نبرة الكأس . منّا لهذا نمدّ النصال ، من الجانب المستقيم الذي قلبه ليّن نطعن التلّ ، متكئين فضاء الكروم . شتاءاتنا سحب للتمني ، أو سفر لا مقام له ، وأناءاتنا كأناه كأجسادنا سبل تتوازى مع الظلّ أو عمل الساقيةْ
لهذا على رغبة باقيةْ
تدبّ التلال
ونحن نغادرها
ونغادرها
ونظلّ بمنأى عن الوقت ، ملتصقين بدرع الظلام "أبانا الشتاء المقيم" هناك نشمّ لتحيا أصابعنا مثل لؤلؤة في المياه . كبيت تفرخ فيه الرياحُ الرياحَ نضجّ :" أخيرا ولدنا"
فللبحر ما شاءه
للغيوم وما شاءها أن تكون .
الرماد يعاين عين الرماد ، وثمة من سيقول لنا:" بؤبؤ بيننا والجدار"
لهذا كلام عن الجسد المستقرّ هناك يصير إلينا مشاهد عابرة للولادة ، أذرع معضلة تنتهي بالتلال تحيط بنا . لهذا توقع غيري الممرّ وخالفه آخرون .
هناك يدانا سقوط المكان ، يدانا معاقل عابقة بالمنازل خلف الهواء ، طريق يجرّ الأباطيل نحو اندثار الينابيع . قلتِ:" أفي الحقل أنتَ؟"
"وفي الغيم أنتَ؟"
وقلتُ:"سريري مهلكة روحه" كيف هذا؟ أقول:"فكيف انتهى أفقنا بالدخان؟"
سراب يشدّ الأقاصي نحو الأمان
سراب يشدّ الطيور
الطيور نزيف المداخن بددها الصيف ريشا فمعنى .
لهذا يصير إلينا التعجرف ، والكلم الطيب المنتقى محض خبز . لهذا نعود من المستحيل ، من المستقرّ بكينونة الجدّ ، أو قلب هذا السويق ، قريبين من تاج هدأتنا وله مالها ، وله ما علينا
أخيرا نمرّ مرور الغيوم على السفح
نغفر للحجريات حلم المياه
نهدّ المنازل
- "هذا فؤاد الظلام يقايضنا وقفة العائدين من الكهف توّاً بطول الوقوف"
أخيراً ، أخيراً نمرر قلب غزالٍ إلى صخرة أو ينابيعها ، رافعين عن الحقّ أسماله ، كاشفين عن الحبّ أسماءه ومراتبه ، لابسين ثياب الخلود .
أخيراً نفرّ إلى النسوة العائدات من القمر
الواقفات عرايا من القلب
أجسادنا ومقابضنا وفحيح الطبول هناك .
عويلٌ هناك .
بغداد/ 1985
#كاظم_الفياض (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟