أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - سفر أخير في الهذيان














المزيد.....

سفر أخير في الهذيان


صبري هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 4669 - 2014 / 12 / 22 - 15:26
المحور: الادب والفن
    



قُلتُ لليلِ الذي جاء مُتَلَبِساً بالآثامِ
لا تبرحْ رائحةَ الوسادةِ
فهي أدمنتْ رأساً مُثقلاً بأفكارٍ هوجاء
أو أفكارٍ سودٍ
كما يحلو لمُتفائلٍ أنْ يُدبّجَ مُحاضرةً مِن بَطَرٍ
ولا أُريدُ للصبحِ أنْ يأتيَ فيفضحَها
صحتُ بالليلِ
أيُّها الليلُ يا لَيْل
يا وطنَ المَجانين والمُشَرَدين والسُكارى
لا ترحلْ قبلَ أنْ تتفتقَ أزاهيرُكَ على أَسيجةِ العراءِ
في زمنِ الحَيارى
وقبلَ أنْ ترتويَ بماءِ الوهمِ نفسٌ
أو تطفحَ بالسُّهدِ جفنٌ
يا لَيْل يا باعثَ الجنون
يا خيمةَ الأحزانِ
يا مُشرعَ أبوابَ الخيالِ نحو آفاقٍ مُضطربةٍ
قُلتُ لهذا الغارقِ في بحرِ الأضواءِ الحُمرِ المُشاكسةِ القادمةِ
مِن بريقِ كوكبٍ تحرّشَ بأجسادِ فاتناتِ السّماءِ ونشرَ عهرَهُ :
لا ترتحلْ خلسةً مِن تحتِ أكفِّ النّجمِ المُزيّنةِ بالمصابيح ،
أو مِن خللِ الأصابعِ المُخضّبةِ بأنفاسِ زهرِ الخشخاشِ
أيُّها المُستباحُ تحت وِطأةِ أقدامِ الغزاةِ
أيُّها الخائنُ الجليلُ ، الجَميلُ
أُناديكَ أنا المُنفعل بثيابِ المَجنون
أنْ تتوقّفَ على حافّةِ المَهزلةِ التي إليها تأخذُنا دوماً ،
دونَ أنْ تستشيرَنا في رأيٍّ مهما كان ضئيلاً ،
وكُنّا إليها نَصير
***
قُلتُ لليلِ :
احملْ لقيطكَ الأخيرَ في صندوقٍ مِن نَسِيم
وامضِ به صوبَ الرعدِ
هنالك ستجدُ رئةَ المُلتاعِ للقاء
هنالك ......................
هنالك ستلتحمُ الأجسادُ في عناقٍ طويل
قُلتُ لليلِ الذي أَلَفَني
لن أنزعَ مِنِ الذّاكرةِ صورةً جَلَتْها الأعوامُ
***
" ... هذه أقوامٌ استمرأتْ وأدَ الحكمةِ وآثرت الفتنةَ ..."
" ... أُحذّرْكَ إذاً مِن صيحةِ المطعونِ ... "
" ... فلا تدخلْ دائرةَ الصيحة ... "
***
خُذْني في سفرٍ طويل
هأنذا سئمتُ احترابَ الأسئلةِ
في كلِّ الليالي
وعويلَ الرّياحِ ، حينَ يُزهرُ في النَّفسِ ، خوفاً
وحينَ تختلطُ علينا الأوقاتُ
فلم نَعُد نُميّزُ بينَ ساعةٍ تدَقُّ
وبينَ ساعةٍ تُرْدي الصَّمتَ قتيلاً
فَيَتَبرعَمُ القتلُ في صَدْرِ القَتيل
خُذْني نحو لُجّةٍ لا رجاءَ في عودةٍ مِنها
نحو قطيعٍ للوعولِ
يُحاصرُني بين جدرانٍ عاليةٍ للفراغِ
خُذْني إنْ شئتَ
فأنا لا أَملكُ رغبةً في البقاء
ولا حُلُماً في اشتهاء
***
"... هذه أرضٌ أنجبتْ أبناءَها على عُجالةٍ مِن أمرِها وباشرتْ الفطامَ ..."
" ... فلا تُحمّلوها وزرَ خطاياهم ... "
" ... هذهِ أرضٌ كادت أنْ تُجهضَ لولا عنايةُ السّماءِ فلا تُحمّلوها عاهةَ مولودٍ ..."
***
قلتُ لليلِ الذي لم يَعُدْ ليلي :
أيُّها الليلُ يالَيْل
أُريدُكَ بكلِّ الزّهوِ الذي أملكُ أنْ تُنادمَني
بكلِّ الخُيلاء
قلتُ لليلِ الذي جاء مُتَلَبِساً بالأحلام :
إيّاك أنْ تُغادرَني على مَركَبةٍ مِن ظَلام


22 ـ 12 ـ 2014 برلين


***



#صبري_هاشم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في كلِّ ليل
- عربة الجنون
- عنِ التَهْميْشِ والبَصْريّ الطيِّب
- أبحثُ عنكِ في جسدِ الياسمين
- أشياء خارج الضياء
- حين تكون الدريئةَ
- أرض لهذا الغريب
- الإنتظار الأبدي
- استراحة مُتعب
- قصيدتان
- لسنا وهماً .. لسنا العابرين
- زمن البغايا
- أيُّها العاشقُ
- ثملٌ مِن ألمٍ
- دعوا الطائرَ يجوب السماء .. دعوا الطائرَ يرتجل الغناءَ
- رؤيا / دعوا الطائرَ يجوب السماء .. دعوا الطائرَ يرتجل الغناء ...
- خمس قصائد
- سفينةُ طلٍّ تعومُ في الظلام
- لا تحرقوا جنحَ الفراشة
- توصيف


المزيد.....




- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - سفر أخير في الهذيان