أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مها الجويني - لجين الهذلول و ميساء العمودي أول أسيرات القرن الحادي و العشرين














المزيد.....

لجين الهذلول و ميساء العمودي أول أسيرات القرن الحادي و العشرين


مها الجويني

الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 17 - 19:10
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تذكرني حادثة إعتقال المدافعة على حقوق الإنسان الأستاذة لجين الهذلول مع الإعلامية ميساء العمودي بقصص الأسرى و الجواري التي زخرت بها كتب الفقهاء و المؤرخين أيام الحكم الأموي و العباسي و العثماني حيث أحكام الإماء و ما ملكت اليمين ،حين نقرأ قصص سجن للجارية فلان لأنها لم تسكب الماء جيدا لسيدها وقصة استبعاد فلانة لأنها لم ترقص جيدا في إحدى الحفلات ورواية معاقبة إحدى الجواري الخليلات لأنها لم تلبس اللون المفضل لصاحب القصر مالك أمرها .
قصص قرأن الكثير منها أو ربما شاهدنا تفاصيلها في مسلسل حريم السلطان و ساريا عبدين ، حين يغدو انتهاك الكرامة الإنسانية للنساء أمر طبيعي كزرقة لون السماء و يصبح لعان سلالة حواء و إلحاق التهم بتلك الكائنات ضرب من وجاهة النظر و إستقامته.
عفوا ،أخترت استعمال كائنات بدل إنسان مادمت سياقه السيارات محرمة علينا في أرض مكة و ذلك التحريم أودى بسجن الأستاذة لجين و الإعلامية ميساء العمودي منذ قرابة ثلاث أسابيع .
منذ 30 نوفمبر الماضي و نحن نتابع عبر وسائل الإعلام العالمية حيثيات سجن ميساء و لجين على خلفية قيادتهما للسيارات على منفذ البطحاء الحدودي في المنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية .
و أقول العالمية ليس من باب التأثر بالأجنبي أو الاستقواء به كما تقول المحامية السعودية تغريد عبد الله و هي تنقد أنصار حملة 26 أكتوبر المساندة للمعتقلتين بل لأننا يا سادتي لا نستطيع الإبحار نحو المواقع الحقوقية الخليجية و لان الإعلام الرسمي في دول الخليج العربي تسيطر عليه أفكار الحكومات و بالتالي هي نشرات أحادية الرأي أحادية الوجهة مضللة للحقائق ، و في زمن التويتر و المكوكيات الفاضائية لا نسمح لعقولنا بمشاهدة أخبار تُزيف لنا الواقع .
وفي فترة ما بعد الربيع العربي أستغرب حديث نشطاء من مجتمع مدني سعودي عن أن دعم الحقوقين بالعالم للأستاذة لجين هو من باب إستغلال القضية لتحدي النظام و السلطة بالمملكة ،إن مثل هذه التصريحات تذكرني بمتملقي رئيسنا المخلوع بن علي من كانوا يتهموننا بالخيانة الوطنية عندما كنا نطالب بحرية التعبير و التنظم و نعتصم في مقرات الاتحاد أو الأحزاب المعارضة ، هم نفسهم مثقفي السلاطين من يعتبرون أن الحرية تمس بالسيادة الوطينة و لكنهم نسوا أن حكامهم هو أول من تغيب أصواتهم عند القضايا المصيرية و لنا في حال العراق و سوريا و فلسطين أكبر دليل .
في القرن الحادي و العشرين ، نسمع و نرى أقوال مثل: قيادة السيارة أمر غير نظامي لا يجب المطالبة به و على لجين احترام ولاة الأمور و فتاوى قيادة السيارة بدعة و تشبه بالغرب الكافر و حرام حديث روضة يوسف :"لجين أسلوبها همجي حين قامت بقيادة سيارتها ...
أتابعهم و أدعو الله في قرارة نفسي أن لا تصل مثل هذه التصريحات مسامع زملائي في العمل في الاتحاد الافريقي من أناقشهم كل يوم عن سماحة الإسلام و عن مفهوم الخلافة و الحرية الدينية في الإسلام و أتبرأ من سلوك بوكو حرام و أؤكد عن داعش ليست من روح الإسلام الحنيف .
أمام اعتقال لجين و ميساء ماذا سنقول للعالم ؟ و كيف سنشرح لهم ان الإسلام سلام و أن الله أنزل سورة المجادلة من اجل إمرة قدمت لتنقاش نبي المسلمين في أمر زوجها و أن المتصوفة السيدة المنوبية نهت الحاكم الحفصي عن الظلم و تتلمذ على يديها الشيخ سيدي ابي سعيد الباجي ؟
كيف نريد ان يحترمنا الآخر الغربي المسيحي أو اليهودي أو البوذي و الارض التي نزل فيها القرآن تحاكم إمراة بسبب قيادة سيارة ؟
بماذا سأجيب أصدقائي الارثودكس بأثيوبيا لو سألني أحدهم عن قوانين أرض القبلة المسلمين و لا سيما تلك الفتاوى النابعة عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الافتاء التي تحرم نزول المراة للسوق دون محرم و لا تجيز الانحناء في لعبة الكراتيه ؟
بما سأجيب و لجين و ميساء وراء القضبان بدون محاميين و بدون لسان دفاع عنهم تتقاذفهن التهم من كل الجهات ، كحال أسيرات الحرب زمن الرومان الهمجي ، و أغلب الظن أنهن لن يكن بالأخيرات فالقائمة ستطول بالمعتقلات و السجينات مادام موظفي هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بالسعودية تراقب مكياج السعوديات في المولات و مادام هناك من يعتبر أن قيادة السيارات ضرب من الهمجية و الجرم و البدع .



#مها_الجويني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يعلنون وفاة العرب؟
- المجتمع الذكوري في تونس ، تصنعه النساء
- رسالة لثائر الحلفا محمود الغزلاني
- وطن على معبر راس جدير
- هرطقات أنثى خارج السرب
- حاتم التليلي ... وجع هذا الوطن
- فرضيات لنصف عاشق
- طارقي الهوى قلبي
- طقوس الكاهنة
- هي و الفستان الأسود
- لا نريد قطر
- أنا هنا
- أمازيغيات تونس : لا نعترف بغير الأمازيغية هوية و ثقافة و إنت ...
- انت و البقية تفاصيل
- مرافعة في القانون الدولي وفي كونيّة حقوق الإنسان.....يوسف بن ...
- في محاسن الرجال
- محاولة تركيع الإتحاد الوطني للمراة التونسية هي محاولة لإقتلا ...
- مداخلتي في مؤتمر- يناير التاريخ و الدلالات الحضارية- بمدينة ...
- يفرن ... بطاقة هويتي
- أكره شهر ديسمبر


المزيد.....




- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مها الجويني - لجين الهذلول و ميساء العمودي أول أسيرات القرن الحادي و العشرين