أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مها الجويني - في محاسن الرجال














المزيد.....

في محاسن الرجال


مها الجويني

الحوار المتمدن-العدد: 4369 - 2014 / 2 / 18 - 20:18
المحور: كتابات ساخرة
    


محاسن الرجال عديدة و أبرزها ذلك الجهاز الذي يميزه عن الأنثى ...القضيب و ما حوله ، مايسمى بالعضو الذكري الذي يعتبر في تونس قلب جمال الرجل ، فالرجل حسب المنظومة الإجتماعية هو بالضرورة ذكر ، فحل يترك أثره على جسد من تقابله .
من أجل ذلك يقال في وطني : زين الراجل في سرواله ، أي جمال الرجل يكمن في بنطلونه ، و كلما كان البنطلون ضيق إزداد الرجل جمالا ، فهو الفحل المثار بسحر النساء و المثير للنساء ، من تصفه البنات بعبارة :"زبور يقتل" أو "ينيك في المخ" ، الأولى تعني الجهاز التناسلي للأنثى و العبارة الثانية تعني "ينكح في العقل " أي اثارها و آثر على عقلها .
النظرة إلى الذكور لا تعلوا عن النصف السفلي ، فهو كائن جميل ، يجيد الحديث و المدابعة يؤدي واجبه الذكوري و يمضي ،تقول إحدى صديقاتي :" المهم يشيخني " ، (يمنحني نشوتي الجنسية) ..أذلك الرجل الذي كرمه الله في القران ب"الرجال قوامون على النساء " و " أغلب سكان أهل النار من النساء" و من السننن ذبح الشاتين لوالدته أصبح في مقام" سكس تويز عند البعض" ؟
أين أيامك يا سي السيد ؟ و أين أمجاد علي ولد السلطان ؟ و أين بطولات الفرسان ؟ و أين قصائد " يا هادئ الأعصاب إنك ثابت و أنا على ذاتي أدور أدور الأرض تحتي دائما مخفوقة و الأرض تختها مخمل و حرير ؟
أين أيام أغنية كن صديقي ؟ تلك الرومنسية التي تشكي نرجسية الذكور ؟ اليوم نسمع في تونس أغنية "يا عزيزي يا قطوسي" ، بعد تلك القصائد و البكائيات و محاولات تهدئة ذلك المخلوق المتنفس شهوة و شبقا و شوقا للأنثى ، تصف البنات هنا الشاب ب"قطوس" و لو ترجمنها للعربية الفصحى تصبح يا قطي العزيز .. لأنه هادئ و يوافقها الرأي و ينتظرقدومها و يستشيرها و يعول عليها في إحتياجته بعد أن كان يا صيد الرجال (أسد الرجال و سيدهم) ... من تبكي غيابه زوجته و من تكتحل و تتخضب بالحناء لحضوره ...
غنت أم كلثوم : قول للزمان إرجع يا زمان ...
يقول البعض : معادش النساء في هالبلاد (لم يعد هناك نساء في تونس)
لماذا ؟ هل إنقرضت الإناث من تونس ؟ أم التحول الجذري لصورة الرجل أصبح مزعج لهذا الدرجة ؟
الشارع النسائي غير صورته للرجل و ضبط محاسنه وفق متطلبات المرحلة الحالية ، فالماذي تحتاجه المرأة المثقفة أو العاملة او الطالبة من الرجل ؟ الإجابة هي : الرجولة .. الرجولة بكل ما تحمله من خصال (حسب النساء طبعا) كالكرامة و الكرم و الحب و المساندة و الدفء و الوقوف عند الشدائد .. و لكن تلك الصفات قدرت على إكتسابها النساء و أبدعت فيها لدرجة أنه يقال "فلانة بمئة راجل" و أصبح ينصح بالعنصر النسائي في المشاريع بقول : عمل عالبنات خير ، (عول على النساء أفضل) .. و من هنا نفهم سر مرتبة القط الوديع .
قالت لي إحدى الصديقات : لقد بلغت من العمر السابع و العشرين و لا يليق بي التفكير بفارس الاحلام ... و لا يليق بي إنتظار مطلب زواج .. ها أنا أختار مع من أقضي وقتا ممتعا .. أريد رجل ليلة و يمضي ...قالت لي أخرى : أعشق العلاقات الحرة ... لا إلتزام و لا وجع رأس ..
رجل لليلة و يمضي ؟ علاقة حرة ؟ اين ايام انا بستناك ؟ " وينك يا غالي ؟ و تلل الآهات و أوجاع الفراق ؟ أين أيام إنتظار يوم السبت للخروج لموعد مع الحبيب و للقاءه ولو صدفة ..أي أيام الصبر على اللآذى و العنف ؟ و المصالحة ... و سامحتك كثير على راي أصالة نصري ..
عنف ؟ مصالحة ؟ و من تلك التي تقبل الآن بالعنف ؟ و بالضرب ؟
يقال هنا : مكش مرأة ؟ لست إمرأة في حال إن قبلت أحداهن بالإهانة و صمتت عن ظلمها و المعنى أنها خرجت من جماعة النساء ، أن تكوني إمراة يعني أن تدافعي عن نفسك و تثأري ، من أجل ذلك نقول : كوني إمراة يعني كوني قوية و مسؤولة و مستقلة ...
و في إطار الإستقلال و القوة و المسؤولية و حق الإختيار ، أربع صفات هدمت طوطم الذكورة و جعلته في خانة الدنوي و إنحدر من قمة المقدس ، فلم يعد الذكر محل رهان و لم تعد الأنثى أم الخطيئة ... و لم يعد إبن أدم حامي الحمى و لم تعد إبنة حواء المحمية المهددة ... هي القادرة و الكاملة التي تعجب بقطوس قطع الطريق أمامها .



#مها_الجويني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة تركيع الإتحاد الوطني للمراة التونسية هي محاولة لإقتلا ...
- مداخلتي في مؤتمر- يناير التاريخ و الدلالات الحضارية- بمدينة ...
- يفرن ... بطاقة هويتي
- أكره شهر ديسمبر
- كلمة سعيد الهنشير للتجمع العالمي الأمازيغي الثاني
- الامازيغية أصل تونس
- أن تكون أمازيغيا هذه الأيام
- تمتوت حامية تونس
- أمازيغ غريب في وطنه
- عنوانها أنا
- حاربي كتيهيا
- إلى ولتما جويدة نبيزي
- الحركة الأمازيغية بين الواقع و التأويل
- الأمازيغ السكان الأصليين لشمال إفرقيا -تامزغا - ... تاريخ من ...
- صقر حشاش .. بصمة عار في وجهة النظام الكويتي
- تهاني للسيد النوري أبو سهمين
- الجميلة و الميدان
- دي خسارة فيه
- سلطان المدينة ذكرى لا تنمحى
- رسالة لأنصار الآب الحنون ..


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مها الجويني - في محاسن الرجال