أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مها الجويني - الجميلة و الميدان














المزيد.....

الجميلة و الميدان


مها الجويني

الحوار المتمدن-العدد: 4116 - 2013 / 6 / 7 - 19:34
المحور: كتابات ساخرة
    


تتناقل صفحات الفايس البوك حاليا صورة فتاة تركية ترد ترقص أمام القنابل المسيلة للدموع ، و تحت الصورة و فوقها و جنبها نقرؤ كل تعليقات و ملاحظات الإعجاب التي تدور حول قاعدة "الجميلات الثائرات" ، الناظر في المواقع يلاحظ أن ما شد أغلب المتصفحين العرب لصور مظاهرات ميدان "تقسيم" هي وجوه الشقروات و سمروات الأتراك اللاواتي ظهرن قائدات في الحراك الاحتجاحي السلمي الذي يناهض حكومة أردوغان الحالية .
الجميلات و الميدان عنوان لا يروق للفكر الذكوري العربي من إستأسن مشاهدة مسلسل "حريم السلطان" و "العشق الممنوع" و "باب الحارة " الذي كرس لتبعية المرأة للرجل و أفقدها كل الجوانب الإجابية التي عندها ، أضف على ذلك مشاهد الدراما المصرية التي لم تخرج بعد من الزواج العرفي ، و هاتي بوسة يابنت ، و بستناك فوق السطوح ، و "قفشات الرقص الشرقي المغري "و كأن حياة المرأة العربية قائمة على نجاح علاقتها بالرجال .
كما لا ننسى أغاني بكائيات الفنانات على الرجال مثل" بعدك عني إنتحار " و"أه يا أسمراني اللون" و أنا في انتظارك" .... تلك الألحان التي تستمد روحها من التاريخ العربي الذكوري إبتداءا بهارون الرشيد و قصصه التي لا تحصى و لا تعد مع الجواري و ووصايا عبد الملك إبن مروان حول مزايا الإيماء و كيفية التعامل معهن ، بالإضافة إلى فقه السبايا الذي يشرح كيفية تقسيم الغنائم من النساء بعد الحروب ، ناهيك عن كتب شروح آيات القرآن الكريم التي نزلت في النساء و ربطها بالأحاديث النبوية (التي يقال ان أغلبها ضعيف و غير مسند) لتقديم بحوث و دراسات عميقة حول القسم السفلي للمرأة وآليات التعامل معه .
و في ظل أفكار القسم السفلي العربية تطل علينا التركيات برايات الحرية و بحركات إحتجاية مستقلة عن المال القطري و الفرنسي ضاربات عرض الحائط لتهديدات أردوغان .حفيدات ميهري خاوم مديرة اول كاديمية نسوية للفنون -تأسست في 1914 لتمنح فرص أكبر للفنانات التركيات للمشاركة في معارض الفن التشكيلي _ و مع جيل مهيري خانوم لم يعد دور المرأة في الفن أن تكون مجرد موديل للوحة بل ساهمت المراة التركية في مسيرة الفن ذاتها الامر الذي كان له الدور الاكبر في صياغة الحياة الثقافية التركية المعاصرة .
إنها ليست نور عاشقة مهند في العشق الممنوع ، بل إنها سليلة جليلة خانوم أم الشاعر ناظم حكمت التي عُرفت بمساندتها لابنها أيام سجنه في مدينة بورصة التركية فترة أربعينات قرن الماضي و من بين مواقفها الاشهر للدفاع عن ناظم حكمت يوم علقت لافتة على جسر "غلطة" لتعلن دعوتها لجمع توقيعات تدعم ابنها الذي كان يخوض اضراب جوع ، حينها سدت الحشود المساندة للمفكر المعارض ناظم حكمت الجسر و أمام استجواب البوليس التركي عن من وضع اللافتة أجابت جليلة بأن التوقيع على اللافتة يقول : جليلة الرسامة ...
إن التوق للتحرر ليس بأمر جديد عن التركيات وما على المتصفح العربي إلا مسح تلك الصور التقليدية الذكورية الساكنة مخيلته عن نساء الشرق، إذ بسببها لا يسمي منضالات المجتمع المدني التركي بأسمائهن فقط بل يلصق مع الإسم نعت" الجميلة " و "المزة " و "القطوسة " (الاخيرة من عبارات التونسية التي تعني قطة) .
من جهة أخرى أرى أن صور مناضلات ميدان تقسيم تبث في نفسي الرغبة للنزول مرة اخرى لميدان القصبة بتونس و لرفع رايات تمرد في ميدان التحرير بالقاهرة ، فصوت الحرية صار مدويا مع صمود الشباب في ميدان تقسيم . و يستوجب مننا النزول لاستكمال ثورات التحرر و لأسقاط القناع عن تجار الدين الاسلامي أمثال أردوغان و الشيخ راشد الغنوشي و مرسي .. من سوقوا لأنفسهم بالمصحف الشريف و بالنموذج التركي .
اليوم سقطت الاقنعة و لم تعد تونس خضراء تسر الناظر السائح لما تشهده بلادي من ارهاب و فوضى ، ولم تعد مصر محروسة يطيب فيها العيش نظرا للانحدار الاقتصادي و الازمة السياسية التي تشهدها مصر في ظل حكم الاخوان و لم تعد تركيا نموذج للديمقراطية .. اليوم يملأ صوت التحرر قلوبنا و ليس أمامنا سوى أكتساح الميدان لنستكمل فصلا آخر من رواية "الجميلة و الميدان" .



#مها_الجويني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دي خسارة فيه
- سلطان المدينة ذكرى لا تنمحى
- رسالة لأنصار الآب الحنون ..
- مجموع لي
- ذات القلم الوقح
- الإغتصاب واجب أصولي و ذكوري
- صاحبة الصليب و العيد
- فتحي نخليفة .. الفارس المنسي
- إمراة و نصف
- الجالية الإخوانية و قضايا الوطن
- كادحة لا أكثر
- الإعلام و المزز
- آتاي إما
- إلى سجين إرميل
- بين الحب و الجنس
- خطاب تيزرزرت
- لا ترضي دور البديل
- دور البديل
- حروف الوجود
- أنا إمرأة


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مها الجويني - الجميلة و الميدان