أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - مها الجويني - كادحة لا أكثر














المزيد.....

كادحة لا أكثر


مها الجويني

الحوار المتمدن-العدد: 3989 - 2013 / 1 / 31 - 08:57
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


أراها تعاني من نظرة الجيران إليها وهي تدخل المنزل متأخرة ... مغلقة أذنيها أمام وشوشات جاراتها مديرة وجهها عن إبن الجيران حتى لا يعاكسها . مخفية كل أثار الجمال عن وجهها حتى لا يلتفت إليها أي شاب ، لتحقق حلمها في جمع بعض الدراهم هكذا تمضي الكادحات في طرابلس و في أرجاء الدول العربية حيث تلعن النساء دون سبب و بدون مناسبات .هنا حيث تحلم العذراوات بالتحرر من قهر أهلها هنا حيث لا قوامة إلا لأصحاب الجاه و المال .
هنا تسكن بعض الكادحات اللواتي يأتين من المغرب و تونس للعمل بالسواعد و بالعقول لكن أراضي النفط العربية لا تفهم أحلام تلك الكادحة بل تنعتهم بالعبيدة (أي العبدة لانها صاحبة قشرة سمراء) أو بالمايجة (يعني سلوكها غير محترم) و لذكر السلوك تجدر الإشارة هنا بأن المغتربات في الدول العربية متهمات بالفساد الأخلاقي منذ أن تطأ رجلها أرض المطار ، لأنك غريبة سيفرض عليك العرف ، لأنك غريبة ستعانين من الهرطقات لأنك غريبة ستسمعين كلمة عاهرة و سيحكم بمراقبة سلوكك .
و يحدث أكثر من ذلك في بلد الأعراب ... إحم إحم .. منذ صغري و أنا أسمع التلفزيون التونسي والمصري و الليبي يبث هذه الشعارات : العرب إخوة ، أمير القومية ، شعب عربي واحد ، يأمة الاعراب و تبكيني قصيدة كاظم الساهر التي يقول فيها : كرم الله العيون العربية .. إلى ذلك من القصائد و الأدبيات الرومنسية و لا سيما تلك التي تذكرني بأفلام شارلي شابلين " بلاد العرب أوطاني و كل العرب إخواني"
و لكن الواقع رسم أمامي بكاء الكادحات وهن ينتظرن الإيفيكو أو التك تك في طريقهن إلى العمل امام برج طرابلس أو جنب "محطة بورقيبة" . أو ربما في عمر المختار الذي سمع نواح تونسية تتعرض للتحرش الجنسي أمام الملأ دون أن تستفيق في من شهدوا الحادثة المروءة و الفروسية ، يومها ضحك الجميع و إبتسم وقال بعضهم :" يا قحبة تبي سوسة ؟" . هنا بين شارع جمال عبد الناصر و أحمد شوقي تهان المهاجرات .. هنا لا تتشرف بعض المواطنات برد السلام على الغريبات ...
سوسة .. جربة .. قمرت مناطق سياحية يعرف أركانها أهل النفط و إليها توجه لي الدعوات في البداية كنت أستغرب الطلب و أنتفض هل وطني يختزل في الحانات ؟ أوطن قرطاج غدى وجهة للسياحة؟ ما ذنبي إن كانت سياسيات حكومتنا راهنت على بيع خيرات الوطن للغريب ؟ ما ذنبي إن تم تفقير شعبي و تم تجاهل الصناعة فيه من أجل بناء فنادق فخمة لإسعاد الغير ؟ ما ذنبي إن كنت من قوم الكادحين و أعشق شمس النهار ؟

بنات وحدكم ... تشرأب الأعناق للنظر ... و تبدؤ عمليات المراقبة من الجيران مع عديد الأسلئة : من أتى بهم إلى البيت ؟ ما بك ؟كم سنك ؟ و حتى عند المرض ... يا نهارك الأسود ... يجب أن تشيري إلى نوع أدويتك ... خيرك يا غريبة أثبتي بأنك لست حبلى ... العرب قالت النساء من زريعة إبليس و عندما تكوني مهاجرة من وطنك تصبحين أم إبليس .
تونسية و طرف ... هكذا يقال عني و "طرف " مرادف لمزة عند المصريين ، المهم لأن شكلي يثير الإعجاب و لأنني غريبة تأتي الصعوبات ... أكيد صعوبات لأني أرفض تسهيلاتهم و مواعيد الغرام و سهرات الجانبية في المزارع و لا أشرب و أرفض التدخين ... ينهال وابل المصائب بعد أن يحس الطرف المقابل بخيبة المسعى. لأن ما أقوم به يستفز أخي العربي و لايتماشى مع مبدأ شراء الجواري.
العرب أمة واحدة ... عبارة تذكرني بعلم الكواكب الذي لا أفقه فيه شيئا.. الحديث عن الأمم يستوجب الكلام عن المشترك ، و عن الروافد الواحدة و عن التشابه في العادات و التقاليد . بربكم ما وجه الشبه بين ربة بيت تضع رجلها أمام مغاربية لتدلكها لها بعد قضت اليوم بين التلفزيون و المكيف و أخرى مدلكة إنحنى ظهرها من خدمة السيدات ؟ هل يوجد شبه من محافظين يوفرون لنسائهم ما لذ وطاب و مجتمع قتل فيه الفقر كل جميل و غدت أرضه تروى من عرق نسائها .
سمعت و العهدة على من روى بأن تونس لديها سفارة و قنصلية و مكتب و قوانين تحمي المرأة و سمعت أن ليبيا و تونس مصادقين على إتفاقية حقوق العمال المهاجرين و على سيدوا . الله و أكبر يا عرب ... حكوماتنا تعرف هذه الإتفاقيات ناهيك عن مجهودات الدولتين في جامعة الدول العربية و منظمة المرأة العربية و المؤتمرات و الحفلات و المهرجانات ... و في خضم هذا هل أتاكم حديث عن الكادحات ؟
الإجابة : لا ، بحيث حقوق العاملات لا تذكر و إن كانت على هامش الحديث و لكن هناك من يذكرنا (بخير أو بشر مش مشكل المهم ذكرنا ) و في حديثه عنا تكثر الأسئلة من هي ؟ و من أين ؟ و من أين جائت ؟ و ماذا تريد ؟ و مع من ركبت السيارة ؟ و من الذي أقلها و لماذا ؟ من إتصل بها ؟ و كل هذه الأسئلة الشخصية التي تدور حول الأجنبيات هي باب الغيرية و الحماية و لايجب ظن السوء بالناس
و في النهاية أريد أن أقول لأخي العربي:" تجاوزني فأنا كادحة لا أكثر" .



#مها_الجويني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام و المزز
- آتاي إما
- إلى سجين إرميل
- بين الحب و الجنس
- خطاب تيزرزرت
- لا ترضي دور البديل
- دور البديل
- حروف الوجود
- أنا إمرأة
- بدون برستيج
- في اليوم العالمي للتسامح
- لا أعرف الصمت
- رسالة إلى القبطية
- أهل النفط و النزوات
- لقاء مع ثمغارت
- لا تنتظرني
- ملامحي تونسية
- المستبد ليس بالعادل
- قتل العَامرٌية
- بلا مرافق إنت أحلى


المزيد.....




- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - مها الجويني - كادحة لا أكثر