أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مها الجويني - ملامحي تونسية














المزيد.....

ملامحي تونسية


مها الجويني

الحوار المتمدن-العدد: 3890 - 2012 / 10 / 24 - 13:26
المحور: كتابات ساخرة
    


كلما أسافر إلى وطن عربي أصطدم بالصورة السلبية التي يحملها بعض أشقائنا العرب عن تونس ، و لاسيما و أنا أتواجد الأن في طرابلس حيث يظن البعض من الأهالي أنني هنا للقايم بأعمال لا أخلاقية أو لرمي شباكي للشباب االيبي ...
فتونس في نظر البعض من الجيران الليبين وجهة للسياحة الجنسية و ليس فيها إلا أفخاذ الحسنوات و مراكز العهر و مراكز التجميل ، وفيها المجون و الترف و السهر و الإستمتاع .
ما إن يعرف الأخر أنني من تونس إلا و تبتدؤ الابتسامات و طلب المواعيد و النظرات المعسولة و إلى أخره و كأنني أحمل" وثيقة بنت ليل " لا جواز سفر و دعوة تفيد بأنني هنا متواجدة للعمل في أطار تدريب المنظمات الأهلية ...
في ليبيا الخمر ممنوع و حرام ، هنا تحاصر ك العادات و التقاليد أينما تذهب ، عندما تركب التاكسي ، عندما تمشي في الشارع ، عندما تلبس و حتى عند الأكل و عند الجلوس و القيام و القعود ، فالمجتمع قائم على قواعد الذكور و أحكام الفقهاء المختلطة بنكهة القبائل .
وبما أن الممنوعات عديدة و لا حرية هنا تستحق الذكر ، يتجه أغلب الشباب إلى تونس للتحقيق كل ما يحلمون و يرغبون بفعله . فبعد أن يتجاوزوا بوابة الراس جدير أو الذهيبة يقومون بشراء الخمور و يبحثون عن النساء و يستغلون الفقيرات من أبناء وطني ببعض الملاليم ثم أراهم هنا يتحدثون عن العهر و الزنا في تونس . و كأن بنات الليل في تونس يقمن بذلك لوحدهم بدون الزبائن الليبين ؟
تدور تقاليد المحتمع هنا حول النساء و شرف النساء و زواج النساء و تربية النساء و ما بين فخذين النساء و حتى المحلات هي لأغراض النساء و الرجولة أمام النساء و القهر للنساء و الكرم للنساء و كل ما خلق الله يدور على رؤوسهن .
المسكينات لا يغادرن البيت إلا بالأذن و لا يتزوجن إلا بالإذن ، هنا النساء محرومات من الحريات وفق قانون الحياء و بنت العلية و بنت القبيلة ...
هنا تمنع بعض العائلات بناتهن من دخول الجامعات حتى لا يخلطن بالشباب ...
هنا تُحرم بعض العائلات بناتها من طراسة الطب و الهندسة و الميكانيك لأنها مهن موجهة للرجال .
هنا ، تقبع الزوجة في البيت و ليس لها الحق في العمل إلا أذا توفر لها منصب أبلة أي مُدرسة ...
هنا أرى الخوف من الفكر الحداثي و من كل ما يمكن أن يهدد أمن العشائر القومي و سلامة إنتشار الفكر السلفي التكفيري ...
لأول مرة أحس بالشكوك في مقولات الوحدة المغاربية و الوحدة العربية و الاخوة و القرابة و عباراث مثل "لتونس شقيقة ليبيا" و إلى أخره من كل الكلام الوحدوي الجميل ...
لأنني أتعرض لكل أنواع التحرش و الإقصاء من قبل العديد من الشباب في الشارع أو في الأسواق أو بعض المعاكسات في التاكسي لأنني فقط تونسية الملامح و أتكلم تونسي ...
إستغربت هذه المعاملات السيئة و هذه الأفكار و الممارسات الجارحة فعلى سبيل المثال المؤسسة التي أعمل لصالحها هنا تعبت في أن توفر لي مسكن في العاصمة طرابلس لا لشيء لأنني فقط شابة تونسية و هنا يخشى أصحاب البيوت و الشقق من التونسيات ...و كأن نساء وطني لا يعرفن الشرف و لا الحياء و حضورنا قد يحمل لهن فيروس الإنحلال و التسيب .
أرى أن الأشقاء في ليبيا و باقي دول النفط لم يفهموا بعد أننا نعيش في وطن الكادحات ، أننا ورود تُزهر لتملأ الخضراء عملا و كدا وإنجازات هنا حيث لا نفط و لا غازات و موارد كبيرة ، هنا عرق العمالات يسقي الأراضي ... هنا الشاعرات هنا الكاتبات هنا صوت النساء ...
وطن قرطاج الحضارة لا يرضى بإهانة النساء ...علمتني أمي أن الكرامة ٌتفدى بالدماء و أن الشرف يقاس بالمواقف وبالتعويل على النفس لا بالإتكال و ًتقبل الأوامر ... علمتني أمي ان الحرية مسؤولية و الحرية وطن و حفظت منها أن الكرامة و الإتقان و الثقة من الملامح التونسية .



#مها_الجويني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستبد ليس بالعادل
- قتل العَامرٌية
- بلا مرافق إنت أحلى
- ربيع العنقاء
- قبل عقد العمل
- أهل السلف و الإبداع
- التعري لا يعني التحرر
- على هامش الشعوب
- رسالة إلى البدوي الحديث
- هي و الربيع
- محرومة من العودة
- طفل من درجة ثانية


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مها الجويني - ملامحي تونسية