أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مها الجويني - حروف الوجود














المزيد.....

حروف الوجود


مها الجويني

الحوار المتمدن-العدد: 3928 - 2012 / 12 / 1 - 18:57
المحور: كتابات ساخرة
    


لا أقصد من خلال عنوان مقالي قصيدة أو نثر أو مقال فكري أو نص أدبي ، إني سأتحدث عن حروف وجود الشاب العربي ... التي لا تتعدى حروفه الحرفين الشهيرين بين المحيط و الخليج ألا وهما الزاي و الباء . هذان الحرفين يكونون كلمة *زب* (أعتذر لوقاحة قلمي ) . و هذه الكلمة لا تفارق لسان شبابنا العربي ، عندما ينزعج الشاب يقول :* أوه يا ...بي * عندما يريد أن يقارن شيء بشيء يقول :* كي الزبي * و عندما يريد أن يثبت رجولته يقول : هذا هو ... زبي.
بطبيعة الحال للرجال الحق في الحديث عن أجهزتهم السفلية بكل حرية و راحة و ورفاهية و لا أحد يسمح له بالتدخل في الأمر .و لكن ما يلفت نظري ليس حديثهم المتواتر عن أنصافهم السفلى بل اعتمادها كمرجع و مثال للإستشهاد . يعني في الزمن الماضي كان الرجل العربي يفخر بعديد الأشياء مثل النسب و القبيلة و العائلة و المدينة و الأصحاب . ولكن في هذا الزمن غدى الجهاز التناسلي مرجعا و قسما و شهادة يتفاخر بها هذا الرجل . و لا أدري هل أصبح جهاز النكاح مقياسا للإنسانيتهم ؟ هل غدى ذلك العضو محدد لوجودهم ؟
عديدة هي الأسئلة التي تراودني عندما أمشي في الشارع و أسمع هذه الكلمة ، أذكر مرة في شهر يوليو بالصيف الماضي حضرت على مشاجرة دارت بين شابين حيث أنزل أحدمها سرواله ليظهر جهازه للأخر قائلا :* أهوا ...* بالعامية التونسية أي هذا هو ، ونفهم من الأمر أن ذلك العضو ليس بالأمر الهين أو العادي فهو أساس الوجود و الكرامة أيضا .
و بما أن حديث الشاب العربي يدور بين فخذيه و كيانه مرتبط بحجم خصيته ، كيف ستعامل المرأة هذا المهووس بجهازه ؟ وكيف ستتواصل معه ؟ وكيف ستروضه ؟ إنه ليس برجل القرون الماضية سي السيد الذي يزمجر و يسيطر و يرفع سلاحه أمام المعتديين ، إنه فتى كجوال ، ينزل بطلونه أمام من يشاجره .
نعود للبنت التي تمشي في الشارع و وفق منطق تكريم القضيب ، فهي ستكون معرضة للتحرش و القذف و لسماع كل الكلام البذيء في إطار رحابة صدر المجتمع مع ممارسات الشباب و عيوبهم و حتى إن كلف ذلك المس بكرامة البنت و خدش حيائها فالأمر ليس بمهم . المهم في المسألة طبعا راحة الشباب في الحديث و في التعبير . و إن استنكرت أي بنت كلمة سمعتها سيكون الرد كالأتي :* من قال لك إطلعي من بيتكم ؟ كان الأجدر بك الجلوس بالبيت أو تغيير طريقك . فالشارع الذي فيه شباب من الأفضل العدول عن السير فيه .
و في المقابل الشارع الذي فيه البنات هل على الشباب العدول عن السير فيه ؟ أكيد لا بل على البنات تغيير المكان لأجل أصحاب القضيب . و لأجل العرف و الحياء و خوفا على البنات من أن يسمعن كلمة بذيئة قد تقال من طرف أحد الشباب سهوا أو عن قصد ...
شعبي العزيز ألا تلاحظ أن المجتمع الرجالي إنحدرت قيم الشهامة و الكرامة و الأصالة فيه ؟ ألا ترى أن كلمة رجل بالمنطق الفروسي القديم غدت عملة نادرة أو بالأحرى جزء من تراثنا الجميل .؟
و في ظل هذه التغيرات لما تعيد النظر في تربية النصف الأخر ، أصحاب القضيب ؟أولئك الذين جعلوا من عورتهم أساسا لوجودهم ؟




#مها_الجويني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا إمرأة
- بدون برستيج
- في اليوم العالمي للتسامح
- لا أعرف الصمت
- رسالة إلى القبطية
- أهل النفط و النزوات
- لقاء مع ثمغارت
- لا تنتظرني
- ملامحي تونسية
- المستبد ليس بالعادل
- قتل العَامرٌية
- بلا مرافق إنت أحلى
- ربيع العنقاء
- قبل عقد العمل
- أهل السلف و الإبداع
- التعري لا يعني التحرر
- على هامش الشعوب
- رسالة إلى البدوي الحديث
- هي و الربيع
- محرومة من العودة


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مها الجويني - حروف الوجود