أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مها الجويني - أهل النفط و النزوات














المزيد.....

أهل النفط و النزوات


مها الجويني

الحوار المتمدن-العدد: 3905 - 2012 / 11 / 8 - 16:18
المحور: كتابات ساخرة
    


أهل النفط هم من أهل العروبة و الإسلام ، أصحاب الدين و أنصار الخلافة و أصحاب الجاه ، من ينتمون إلى قبائل عربية أصيلة تحكمهم و يأتمرون لأمرها . و بفضل ذلك أصحبوا يختلفون عنا نحن شعوب الموارد البشرية و الكفاءات اليدوية من لا نملك سوى عقولنا و إرثنا الثقافي و الحضاري كسند لنا . أقصد هنا سكان شمال إفريقيا من مصر و المغرب و تونس و الجزائر و أستثني هنا ليبيا لأن سكان الجارة الشقيقة من أهل النفط و الجاه حيث السيارات الفخمة و المكيفات من سمات أغلب البيوت هناك .
فأصحاب البترو دولار المشهورين بالعمائم و الأقمصة والعطور لا ييتخلفون عن شواطئنا الجميلة حيث نراهم يتهافتون على الحسناوات و الصغيرات و السمروات و الشقراوات و الصفراوات و الطويلات و القصيرات و الجميلات و كل من ينتمي إلى جنس حواء، و حتى القبيحات يجدن نصيب بين أهل النفط .
أراهم يقدمون الغالي و النفيس لإستغلال فقر التونسيات من بنات وطني المغاربي ، هنا في ليبيا و في كل بلاد النفط نرى أن تعدد الخليلات جزء لا يتجزأ من المسائل الروتينية و الحاجات الأولية لكل رجل مثل السيارة الأخر موديل و الموبايل الفخم و الكندرة الأخر ماركة تأتي البنت المزة ذات الجنسية الأجنبية : شامية ، مغربية ، تونسية أو مصرية تتحصل على رتبة "عشيقة" و عديد الإمتيازات بموجب رضا صاحبها الذي يعاملها حسب ما يمليه تراث الجواري البدوي المتأصل في نفسه.
كنت قد إلتيقت هنا في ليبيا بصحفي من وكالة أنباء ليبية ما إن رأني حتى بادرني بهالة من الأسئلة الشخصية ترافقها عبارات غزل و عشق و بما أنني ضليعة في عقلية الإفتراس عند العرب أوضحتُ منذ البداية عن عدم رغبتي في التواصل معه ولكنه إستمر و أصر على مضايقتي و ذلك حسب ما تمليه عليه مبادئ صيد الغزلان . فأستوقفته و سألته :هل زوجتك جميلة ؟ هل تقوم بإرضائك ؟ فأجابني بأنها جميلة جدا لاينقصها شيء ، فسألته: لماذا عيونك لبرة و تبحث عن علاقات أخرى ؟ بكل برودة دم و ثقة في نفسه أجابني : " هكذا نزوة لتغيير الجو عندما أحس بالقلق" .
لم أستغرب إجابته فوفق مذهب أهل النفط الفقيرات و الأجنبيات هن جواري القرن العشرين ، من تحدث عنهم القرأن في أية " ما ملكت أيمانكم " و بذلك فلا حرج على الليبي أن يستغل فقر مهاجرة تونسية غادرت وطنها لأنه يعاني ويلات أزمة إقتصادية و سياسية لتبحث عن لقمة العيش في بلد أخر ، و يقوم بعلاقة معها تبدؤ بتقديم وعود جميلة و بعض الهدايا و إن تورطت المسكنية معه فسيقول لها :" سوري حبيبتي أنا من قبيلة ترفض إختلاط الأنساب " . و ينتهي الأمر ، ما يشد إنتباهي أن أصحاب النزوات هم نفسهم من يقيموا الصلاوات يوم الجمعة بعد قضاء يوم الخميس بين أحضان الخليلات. و لكن يوم الجمعة بعد الصلاة ياخذ زوجته و أبنائه إلى المحلات العائلية ليشتري لهم ما يريدون من لباس و أكل .
ما يثير إنتباهي في المسألة أن أصحاب النزوات لا يتعرضون من المضايقات من طرف أعوان الأمن أو هيئات الأمر بالمعروف و النهي على المنكر ، وزارات الأوقاف و غيرهم من الجهات الساهرة على تطبيق أحكام الشريعة. رغم أنهم زناة ، حسب علمي أن كل علاقة خارج إطار الزواج فهي زنا ، لكن أهل النفط القريبين من بيت الله و المحافظين على العادات و التقاليد لا تشملهم أحكام الرجم و الطرد و التنكيل كما تشمل بقية الشعوب و بالأخص الفقيرة منها ، فعلى سبيل الذكر لا الحصر تُنبذ هٌنا كل من تقوم بعلاقة مع ليبي دون المساس أو التعرض للطرف الأخر من العلاقة ألا وهو الرجل الليبي . و في إطار تضامن المجتمع مع نزواتهم ، تصمت الزوجة و تكتم ألمها من أجل الحفاظ على بيتها و لأن المجتمع سيرفضها كمطلقة، تقوم المسكينة بتحمل شطحات و نزوات زوجها بكل صمت و هدوء ، أعرف من أصبحت تعاني من الضغط و الإغماء جراء الغضب الذي يعتريها من سفر زوجها المكثف إلى تونس و تركه لها مهمة الاعتناء بأطفاله .
إذا تجاوزت الزوجة الخامسة و الثلاثون يجد المجتمع تبريرا للزوج بأن يمارس الجنس مع غيرها لأنها كبرت في السن و سقط تُفاحها و إنحنى ظهرها و لم تعد تستطيع أن تٌلبي رغابات زوجها كما يجب و هذا من حقه حتى لا يضجر و لا يتعب فالله خلق النساء زينة الحياة الدنيا وهم يتمعون بما خلق الله ، فشرع أهل النفط يمنح حق التمتع بمتاع الدنيا في كل لحظات الحياة. و كيف يمكن لنا أن نناقش أهل العروبة في دينهم ؟ أو أن نقول لهم إنكم أصحاب نزوات ؟



#مها_الجويني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء مع ثمغارت
- لا تنتظرني
- ملامحي تونسية
- المستبد ليس بالعادل
- قتل العَامرٌية
- بلا مرافق إنت أحلى
- ربيع العنقاء
- قبل عقد العمل
- أهل السلف و الإبداع
- التعري لا يعني التحرر
- على هامش الشعوب
- رسالة إلى البدوي الحديث
- هي و الربيع
- محرومة من العودة
- طفل من درجة ثانية


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مها الجويني - أهل النفط و النزوات