أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - مها الجويني - صاحبة الصليب و العيد














المزيد.....

صاحبة الصليب و العيد


مها الجويني

الحوار المتمدن-العدد: 4036 - 2013 / 3 / 19 - 13:51
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


مرٌ أسبوعان على مرور اليوم العالمي للمرأة ، و في هذه الذكرى يٌطنب الإعلام العربي في حديثه عن النساء و عن العنف المسلط عليهن حتى الحركات الأصولية و المتشددة دينيا شاركتنا الاحتفال . و في مثل هذه المناسبات يصبح رجالات السياسة العرب مثل سيمون دي بوفوار ... و يغدوا الإعلام العربي منبر لجميع النساء فيتحدث الإعلاميين على قضايا العنف المسلط على النساء و الطلاق و الإغتصاب و النساء المهاجرات و المشاركة السياسية إلى آخره من المشاكل التي نعيشها ...
و في خضم هذه الغوغاء النسوية لم أسمع أي حديث عن القبطيات .. صاحبات الصلبان من قذفهن الشيخ أبو إسلام صاحب قناة الأمة في بث مباشر متهما إياهن بالعهر و الدعارة و غياب الأخلاق . من يتعرضن يوميا لشتى أنواع العنصرية . لم أسمع كلاما عن الطفلة سارة التي أختطفتت و إغتصبت على يد شاب ينتمي للجماعات الإسلامية المتطرفة في مصر و لم نسمع إشارة للاجئات القبطيات اللواتي إخترن الهروب من أوطانهن خوفا من الإغتصاب و الإهانة .
مرَ 8 مارس دون أن يقول أحد "عيد سعيد " لزوجة السيد عزت حكيم من قُتل داخل السجون الليبية جراء التعذيب لأنه أتهم بالتبشير بالمسيحية بعد قبضت عليه كتيبة مصراته في بيته و هو يحمل الإنجيل و الصليب و كأن حمل الصليب داخل البيوت غدى جريمة تحاربها حكومات الربيع العربي . و عليه فكل مسيحي ممنوع من الجهر بدينه إحتراما لمشاعر الأغلبية المسلمة .
مات "عزت حكم " و بكى أبناؤه و إنفطر قلب زوجته و لم تٌحرك حكومة مرسي ساكنا و كأن هذه الزوجة ليست بمواطنة مصرية و لديها حقوق و مكانة في وطنها أما حكومة علي زيدان لليبية فبررت قلته و العنف المسلط على عائلته بحجة الدفاع على الإسلام داخل تراب ليبيا.
و بحجة الدفاع عن تعاليم الإسلام يستباح جسد مرتينا جبر ذات تسعة عشر ربيعا و المهندسة ماري و غريهن من يتعرضن للخطف لأنهن قبطيات ، تقول صديقتي داليا من الإسكندرية :" أنا أواجه التحرش و المعاكسات من الشباب عندما ألبس الصليب تصل إلى حد المحاولة لنزعه من رقبتي" .
و في إطار الذود عن الإسلام تٌحرق منازل المسيحيين في باكستان و نيجريا كما تتم مطاردتهم في سودان و يٌنسى ترميم قبر القس سيبريان القرطاجني في تونس و كأن ذلك القس ليس بتونسي و لم يؤدي يوما الصلاة بكنسية قرطاج.
وفي ظل موجة الديمقراطية و إعلان القاهرة لحقوق الإنسان في الإسلام و الدعوة للمنهج النبوي الحنيف و دورات التنمية البشرية المقدمة للشباب الإسلامي لماذا لا نسمع منهم حديث النبي صلى الله عليه و سلم الذي يقول :"من خاصم ذميا فأنا خصمه يوم القيامة" أظن أن أصحاب الذقون و القمصان الأفغانية لم يقرؤوا و لم يسمعوا بخطب عن التسامح و احترام الأخر في حلقاتهم الدينية و في حالة عدم سماعهم عن التحاور بين الأديان كيف تسمح لهم ذممهم و أخلاقهم بخطف و قتل صاحبات الصلبان ؟
بأي شرع و بأي دين يتم إستباحة أجساد الأخوات في الصعيد المصري ؟ آ غدى الصليب بمثابة عدو للإسلام و مهدد لإيمان الجماعات الإسلامية ؟ و في خضم هذه الممارسات اللإنسانية ضد نساء الأقباط لماذا لا نسمع و لا نرى تنديدات من المؤسساتنا الإعلامية و لا نرى مواقف موضوعية من سلطات الإشراف لوقف هذا النزيف ؟
للأسف ليس للقبطيات عيد و لا حقوق في ظل ربيع السلفية ، في ظل حكومات أصولية ترى نفسها في الجنة و تسير على طريق الهدي و تضع الآخرين في الضلالة و النار و بأس المصير .ووفق هذا المنطق يغيب ذكر القبطيات عن المنابر الرسمية و عن المناسبات الوطنية و العالمية وحتى في يوم العالمي للمرأة و كأن حاملة الصليب ليست من النساء .



#مها_الجويني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتحي نخليفة .. الفارس المنسي
- إمراة و نصف
- الجالية الإخوانية و قضايا الوطن
- كادحة لا أكثر
- الإعلام و المزز
- آتاي إما
- إلى سجين إرميل
- بين الحب و الجنس
- خطاب تيزرزرت
- لا ترضي دور البديل
- دور البديل
- حروف الوجود
- أنا إمرأة
- بدون برستيج
- في اليوم العالمي للتسامح
- لا أعرف الصمت
- رسالة إلى القبطية
- أهل النفط و النزوات
- لقاء مع ثمغارت
- لا تنتظرني


المزيد.....




- بادري بالتسجيل واستفيدي بالفرصة.. خطوات التسجيل في منحة المر ...
- فرصة ذهبية لكل امرأة.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- ما قصة المرأة التي طلبت من أبنائها عدم اللعب لتوفير مصاريف ا ...
- سجلي الآن..خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجز ...
- مهاجراني.. استشهاد 72 امرأة وطفل جراء العدوان الصهيوني على ا ...
- “شغال” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بال ...
- بادري بالتسجيل” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- “خدلك راتب شهري” رابط التقديم في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- هيني سرور: -المرأة هي التي تدفع أكبر ثمن في الحروب..-
- نحو انتكاسة خطيرة لحقوق المرأة في تونس: تعديل مجلة الأحوال ا ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - مها الجويني - صاحبة الصليب و العيد