أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مها الجويني - ذات القلم الوقح














المزيد.....

ذات القلم الوقح


مها الجويني

الحوار المتمدن-العدد: 4055 - 2013 / 4 / 7 - 16:57
المحور: كتابات ساخرة
    


جريئة ، وقحة ، قليلة أدب إلى آخره من مفردات الأحكام الأخلاقية التي تواتر على مسامعي في الأونة الأخيرة نظرا لمقالاتي و قصيي التي لا تروق للبعض من القراء و الكتاب التونسيين . لأنهم يرون أن في مقالي تعديات صارخة على العرف و الذوق العام و على سبيل المثال لا حصر تقول الأستاذة القديرة عايدة بن كريم مسلمي عن أحد مقالاتي :" أعلم انك تكتبين من أجل النساء المسحوقات والمضطهدات والمعذّبات، لكن اللّسان المقذع واللغة الغاضبة لا تليق بك، وإحداث الأثر لا يكون بتقديم صورة الفتاة المتمرّدة، فأنت فتاة ذكية وحكيمة وبإمكانك أن تستعملين في كتاباتك لغة أقلّ عنفا وأكثر هدوءً للدفاع عن قضيتك الاجتماعية النسوية وتقديم مواقفك الناقدة للمتطرّفين والمتصلّبين من الإسلاميين او غيرهم".
ينقد العديد لساني المقذع و لغتي الجريئة حسب تصنيفهم ، حسبي أن اللغة هي مرآة ثقافة المجتمع ، هي الحالمة لكل تعبيرات و خيالات المتحدث و أقصد هنا ان اللغة هي ما يستخدمه الإنسان للتواصل و التعامل و التفاهم مع الناس و الناظر في لغة الشارع التونسي سيلاحظ أن المعجم المتداول بين الشباب (شباب و بنات) لا يخلو من العبارات الإيحائية و الجنسية (و قد كنت أوردت ذلك في مقال "حروف الوجود" الذي تناولت فيه ظاهرة الكلام الإباحي عند الشاب التونسي) .
إجمالا اللغة غدت عبارة على فيضانات تعبر على حالة الهيجان الجنسي الذي يعتري الشباب التونسي بحيث لا يمكن للمرأة أن تعبر الشارع بسلام وبدون أن تسمع أية عبارة بذيئة تخدش حسائها و تضايقها و تنال منها. و في ظل جو الرداءة و غياب القيافة تأتي مقالاتي على أنغام وقاحة واقعنا المرير حيث تعيش المرأة في ظل الظوابط العائلية التي تفرض قواعد "الحشمة" و "طأطأة الرأس" و ظوابط الدولة التي تحاصر حرية التعبير بقوانين السيادة الوطنية و الأداب و الأخلاق العامة .
و عليه صنعت من قلمي سلاحا لأدافع به على ذاتي . لأناضل به من أجل شعري الأشعث الرافض لزيف الموضة ، لأدافع عن وجهي الأسمر اللاعن لمساحيق النفاق و البلاهة . لأعلن تمردي عن القواعد المجتمع الذكوري الذي إختزل أنوثتي في الكعب العالي و ألزمني بقول خواطر عن الحب و عن السريالية و البعد الميتافيزيقي للحياة .
إنني لا أرى نفسي إلا داخل النص و لا أستحي أن أكتب بلغة شارعي التونسي الذي أنتمي إليه رغم أنني أعلم جيدا أنه سيشجب قلمي و سعتبره مروق و تشبه بالرجال وعيب و حرام ... المجتمع التونسي يتفانى في دعوة النساء الإلتزام بالدين و يسارعون لإطلاق الأحكام المسبقة على النساء .
قال طاهر الحداد سنة 1929 :"المرأة أم اللإنسان" هي من تصنع المستقبل و هي أم الحضارة و هي الحاملة لتعاليم الوطن ... و هنا أنا أتسأل : هل الأرضية ملائمة لتقوم المرأة بواجبها الحضاري و الإنساني ؟ و هل قواعد العيب و الحرام ستعبد لي الطريق لأمضي قدما في مشواري ؟ ماذا قدمت قواعد الصمت و آداب الحشمة للمرأة التونسية التي تتعرض لشتى أنواع العنف ( التحرش الجنسي ، العنف اللفظي ، الضرب ، الإغتراب الأسري ..) و التمييز ( على أساس الطبقة الإجتماعية و الجهة و الشكل و الحالة الإجتماعية ). لانرى و لانسمع سوى خطابا نخبويا منمقا بعيدا عن تطلعات الشباب ، خطابا ملتزما بنية المقال التحليلي الأكاديمي لا يعرف كاتبه رائحة قمامة سبخة الملاسين و لم يشهد عراك بين أبناء منطقة باب سويقة و الملاسين ... ومن رحم المعاناة و القهر تولد كلماتي اللاذعة و القادحة لتروي واقعنا المرير بكل أمانة ، من أجل ذلك إخترت إسم "بنت حواري " معلنة بذلك إنتصاري لحارتي الشعبية الفقيرة ،متسخدمة عبارتنا الجريئة التي يراها أصحاب الأقلام الراقية شُعبوية و منحطة .
معذرة سادتي الكرام إنه قلم الحواري ، حيث النساء تولد رفيقات للرجال و هذا ليس من باب المقاربة الجندرية بل لأن الفقر و الظلم لا يفرقان بين الجنسين و لايقدم نموذج للأنثى الفقيرة و مواديل للذكر الفقير ،فكلنا هنا سواسية نستلذ طعم الخبز بالهريسة و نغني "إرضى علينا يا لميمة رانا مضامين" .. و"قالولي روح البراني" و إلى آخره من الأغاني الشعبية المنادية بالعدالة الإجتماعية الكافرة بظوابط السلم الموسيقي و المارقة عن المالوف و الموشح الأندلسي .
معذرة للقراء من أخدش قيافتهم بحديثي عن العهر و الذكورية والعذرية و التصفيح وووو . تلك المواضيع التي لا نسمع صداها في إعلامنا . سادتي الكرام أنا من حي شعبي و قلمي غير قادر عن الإنسلاخ عن محيطه ،رغم إنني من قراء الأدب العالمي و أحب السفر لكني لا أرى تونس إلا في السمران و لم تستطع العواصم التي أزورها أن تنسيني أثر حجار حارتي من على يدي و لم يتسطيع العالم أن ينسيني انغام المزود لازلت ملامحي شعبية و لا أخشى بأن يشار إليا بالمتمردة و ذات القلم الوقح .



#مها_الجويني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإغتصاب واجب أصولي و ذكوري
- صاحبة الصليب و العيد
- فتحي نخليفة .. الفارس المنسي
- إمراة و نصف
- الجالية الإخوانية و قضايا الوطن
- كادحة لا أكثر
- الإعلام و المزز
- آتاي إما
- إلى سجين إرميل
- بين الحب و الجنس
- خطاب تيزرزرت
- لا ترضي دور البديل
- دور البديل
- حروف الوجود
- أنا إمرأة
- بدون برستيج
- في اليوم العالمي للتسامح
- لا أعرف الصمت
- رسالة إلى القبطية
- أهل النفط و النزوات


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مها الجويني - ذات القلم الوقح