أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مها الجويني - إلى ولتما جويدة نبيزي














المزيد.....

إلى ولتما جويدة نبيزي


مها الجويني

الحوار المتمدن-العدد: 4153 - 2013 / 7 / 14 - 15:11
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


سلام من روح الكاهنة إليك ،

ولتما يا إبنة الأم ، أرى أن التسامح و إحترام الآخر من روح الشعب الاصلي و من وواجب كل مدافع و صاحب قضية و لاسيما أصحاب القضية الامازيغية ... و دفاعنا عن تامزغا لا يعني تطرفنا ضد القوميات الاخرى غير انه للأسف في كل مناسبة يواجه صاحب الثقافة المختلفة اإقصاء و التهميش و السخرية لا لئشيء بل لأنه مختلف . سمعت الكثير عن معاناة أهل الجنوب التونسي لأنهم ينطقون باللغة الأمازيغية التي تسمى هنا في العاصمة تونس حيث أقطن أنا بالشلحة ، و بالشلوح .. شلوح يعني " بدوي " و بربري" .. ناهيك عن الضحكات التي تتعالى لو سمع أحد يتكلم بها .
رأيت و شهدت إقصائكم من المشهد الإعلامي ، و إسقاط حضارتكم و تفاصليها من برنامج التاريخ المدرسي حتى يتعلم الشاب التونسي حضارة الربع الخالي ، تاريخ قبائل عدنان و مضر ... شهدت ذلك عن وعي مني زرعه فيا أهلى أصليي شمال غرب تونس ، تبرسق مدينة مسينيسان و يوغرطة و ماطوس ..لكنني عشت و ترعرعت في العاصمة حيث اللغة الفرنسية هي المهمينة في الحديث و عادات البلدية أي سكان الحاضرة تونس من تكون اصولهم في الاغلب من الاتراك و يتميز أغلبهم بالتعالي على أبناء الريف و أنا عزيزتي ريفية .. فحالتني لم تكن بعيدة عن حالتك ووضعك .
تهميش الامازيغي التونسي لا ينحصر فقط في اللغة فقط بل حتى في ملامح الوجه و الروح و الاغاني و للباس وحصرها في مربع "التراث" .كل من موقعه و أنا و أنت عايشنا نفس الإقصاء و التهميش ..و للأسف الوضع لم يتغير حتى بعد الإنتقاضة الشعبية التي عمت بتونس . و تعالت بعدها أصوات الامازيغ الشعب الأصلي . جوبهت أصواتنا بالكتمان و بعدم الرد علينا و بإتهامنا بالعمالة و الصهيونية و التخلف و الرجعية .و في خضم هذه الأجواء كنت أنت جويدة بين اهلك الناطقين ، كنت في تطاوين تلك القلاع المدافعة عن الروح الامازيغية رغم مرور ألاف السنين و كنت انا في العاصمة و بين أهل غري ناطقين يحملون ذكريات مدينة تبرسق فقط .
مالحل و أنا أحمل صفة ناشطة حقوقية و ليس عليا سوى التعامل بآليات الدولية لحماية حقوق الإنسان و إتخاذ الحوار والدعوة للتسامح و أنا يتشعل تنور بداخلي كلما يقال أنني عربية رغم أن نساء عائلتي لا زلن يحملن وشم تمتوت على وجهوههن و على كفوف أياديهن ؟
ليس لي إلا الحوار و الدعوة لنبذ العنف حتى يسمع صوت العلم و التاريخ و حتى يفهم الآخر أننا جزء من تونس و لسنا دخلاء .. حتى يفهم أن الامازيغية هي هوية الأرض و إسمها و ولونها و تاريخها ... صديقتي لست بسعيدة عندما أنقد الامازيغ أو أخوض صراع فكري معك .. و لكنني أحمل مقاربة تحتوي تحتوي على الصواب و تحتوي على الخطأ أيضا .
ولتما ، رغم بعد المسافات إلا أنني احس بقربك أبكي وجعك و تصرخين " الدفاع على الأمازيغية يجب أن يكون بالقوة و بالتعصب" . و أندب حظي لأنني لا أتحدث تيتفيناغ لكنت قلت لك ماقاله كسيلة للديهيا ، و لغنيت لك بلغتنا الام.
ولتما ، رجاءا لا تفهمي كلامي كونه فوقية و تعال مني لأنني مستشارة في الكنغرس العالمي الامازيغي ، تلك المهمة التي تؤرقني و تطير النوم من عيني و انا اريد على الايميلات و أكتب بعض البحوث و أقرؤ حتى أفهم تاريخ إيمازغن أكثر و أكثر . و إنها لمسؤولية لا تكتمل إلا إذا ساعدتني فيها و أكملت دعمك لي لنذيب الخلافات بيننا و لنتجاوز مسافات الجغرافيا .
غاليتي إنني لست من منزلة من السماء و يعدني نقدك و غيرتك على الدم الامازيغي . دمتي سندا لي و دمتي فارسا أمازيغيا لا يخشى في نضاله لومة لائم .
احبك أختك مها الجويني



#مها_الجويني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الأمازيغية بين الواقع و التأويل
- الأمازيغ السكان الأصليين لشمال إفرقيا -تامزغا - ... تاريخ من ...
- صقر حشاش .. بصمة عار في وجهة النظام الكويتي
- تهاني للسيد النوري أبو سهمين
- الجميلة و الميدان
- دي خسارة فيه
- سلطان المدينة ذكرى لا تنمحى
- رسالة لأنصار الآب الحنون ..
- مجموع لي
- ذات القلم الوقح
- الإغتصاب واجب أصولي و ذكوري
- صاحبة الصليب و العيد
- فتحي نخليفة .. الفارس المنسي
- إمراة و نصف
- الجالية الإخوانية و قضايا الوطن
- كادحة لا أكثر
- الإعلام و المزز
- آتاي إما
- إلى سجين إرميل
- بين الحب و الجنس


المزيد.....




- البيت الأبيض يبحث عن إجابة لسؤال.. هل روبيو سيصبح هنري كيسنج ...
- روسيا.. تطوير طلاء للأسنان يحمي من التسوس
- القاعدة الأساسية للأكل الصحي
- اكتشاف نوع جديد من الثدييات من عصر الديناصورات في منغوليا
- 17 شهيدا بمجزرة في خان يونس والاحتلال يواصل خنق غزة بتجويع م ...
- إبادة الإعلام بغزة حصيلة دامية تفضح الاحتلال في اليوم العالم ...
- سجال حاد بين أمريكا وألمانيا بعد اتهام برلين بـ-الاستبداد-
- كيف أصبحت الهوية الكشميرية -لعنة- على أصحابها؟
- أكسيوس: اتفاق قريب بشأن إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة
- إسرائيل تشن7 غارات على محيط دمشق وترسل مقاتلاتها فوق أجواء ح ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مها الجويني - إلى ولتما جويدة نبيزي