تبرعكن/كم المالي يحافظ على استمرار الحوار المتمدن واستقلاليته، فشاركونا دعم هذا الفضاء اليساري الحر

علاقة غريبة (El-Starngr Affeir) لويس بونويل 1952(بونويل والحالة الهيتشكوكية)

بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 21 - 16:36
المحور: الادب والفن

علاقة غريبة (El-Starngr Affeir) لويس بونويل 1952(بونويل والحالة الهيتشكوكية)
يعتبر فيلم(علاقة غريبة) احد افلام المرحلة المكسيكية الأقل اهمية وان كان –على مايبدو- ان الهم التجاري كان هو العامل الأكبر لأنتاج أو تحقيق هذا الفيلم،ولكن فالفيلم جدسر بالمشاهدة والدراسة ايضا.
على العموم فالبداية كانت خادعة،لأننا كنا نعتقد أن بونويل سيعلق نفسه باشكالية ويطرح توجهاته الدينية، أو ربما يتحدث الآن عن فاشية وهموم طبقية،ولكن مسار الفيلم سيتحول الى مسار ذاتي وربما اهم من موضوعه واشكالياته ايضا.
فرانشيسكو في اواخر الثلاثينات من عمره في لقاء مع جلوريا وكأنه يستعيد احداث مهمة تتعلق بقصة حب،وهذا اللقاء يدور في الكنيسة،على ان فرانشيسكو كثير التردد على الكنيسة هو وغلوريا،ولكننا لم نلاحظ ان هناك انتقادات دينية أو اي شيء من هذا القبيل،كما رأى البعض الآخر بل وفي بعض لحظات الفيلم وجدنا العكس تماما.
ان كان بونويل يسعى لتحقيق قصة شعبية ذات جاذبية على شباك التذاكر،فالتوجه لتحقيق فيلم الآن يحمل لمسة هيتشكوكية كبيرة ولكنه في نفس الوقت،تنقصه عمق النظرة الهيتشكوكية وهو امر يحمل في النهاية على مسار الأحداث والبطل معا.
إذا غرانشيسكو شخص ميسور الحال ولكن الحالة هنا هي موضوع الغيرة التي تبدو منذ البداية وبشكل واضح على شكل مرض،ففرانشيسكو بالتأكيد مصاب بمرض الشك والغيرة وحالته خارج الحالة المألوفة للغيرة الطبيعية والتي ستتحول بسرعة الى حالة مركزية متفردة للفيلم برمته.
يطيل بونويل في ذكر امثلة عن حالة فرانشيسكو مع سرد استرجاعي من قبل جلوريا لراؤول صديق فرانشيسكو والذي سيصبح زوجها المستقبلي.
هنا نقول ان التطورات في الاحداث كانت بطيئة وتظل لفترة طويلة من احداث الفيلم وبالتالي فقد بونويل عنصر التشويق الهيتشكوكي لصالح الصبغة المميزة لأفلام بونويل وهي المنحى السردي القصصي العام.
وبذلك ومع تطورات الشخصية البطيئة فليس هناك تشريح حقيقي للحالة وحتى تطورات الشخصية تخدم ذلك المنحى القصصي العام الذي تحدثنا عنه،عندما تتحول هذه الغيرة بالتأكيد الي شيء من العنف ورغبة في قتل غلوريا التي تقول عنه:أنا أعرف بأنه يحبني...ولكن بطريقة غريبة
يحيطنا بونويل علما باشياء اخرى عن هذه الحالة:
هو ينظر الى جميع الناس على انهم حشرات....لو كنت الها فسوف ادمرهم جميعا
من الخاطئ جدا ان نقيس هذه الجملة على تفكير بونويل العام،ونعتبر ان هذا الكلام غير المقصود منه سوى متابعة هذه الحالة على انه لايوجد معالجات ملموسة لتطورات هذه الحالة،وكأن بونويل يقدم فقط حالة محضة من خلال سرد تقليدي لقصة ليس من المطلوب منه ابدا أن يقدم معالجة لشخصياتها،وعند ذلك سيصبح الفيلم هو فقط عن جنون فرانشيسكو الذي من الممكن ايضا ان نستشف منه شيئا من الاحباط الجنسي.
التطورات تقود أيضا الى حالة قريبة من (peeping tom) عندما تقعره التوهمات الداخلية وتجعله يعتقد أن الجميع يسخرون منه معتقدا بانهم يعرفون قصته مع زوجته وبالتالي نظرة غير سوية اتجاه كل العالم.
الفيلم جيد وجدير بالمشاهدة،ونعتقد بانه افضل فيلم حققه بونويل خلال حقبته المكسيكية حتى الآن وهي فترة بالمناسبة على وشك الزوال.
بلال سمير الصدّر 23/8/2014

#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل