أعداءنا يعيشون بيننا

محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 4639 - 2014 / 11 / 20 - 11:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مقولة تنقلها لنا كتب التأريخ عن طارق بن زياد عند دخوله اسبانيا، حيث قال، العدو من أمامكم والبحر من خلفكم، تشجيعا لجيشه كي يخوض المعركة دون تفكير بالعودة للوطن.
وأنا أقول لأخوتي في العراق أن العدو بيننا، يعيش ويأكل معنا، هو ليس فقط أمامنا، بل هو أمامنا وخلفنا، وعن يميننا وشمالنا، وفوقنا وتحت أقدامنا، فالعدو حاصرنا من كل الجهات.
فالعدو في شرقنا متمثلا بايران، ومن شمالنا العدو تركيا، ومن غربنا داعش في سوريا، ومن جنوبنا السعودية وقطر، ومن فوقنا أميركا، ومن تحت أقدامنا أخوة لنا في الوطن لكن ولاءهم لغير الوطن.
فايران تريد بلع العراق باكمله، وتريده ولاية من ولايات الولية الفقيه، وتركيا تريد اعادة امجاد السلاطين العثمانيين على حساب العراق، فحلم أردوغان بدأ بالعراق وسوريا ولن يتوقف عندهما.
والسعودية تريد لمذهبها الوهابي الانتشار عالميا، وأفضل ساحة له للحرب والتطبيق هي العراق وسوريا، وقطر ذيل الافعى تريد لنفسها موقعا مؤثرا في السياسة الدولية حتى لو كان على حساب القيم والاخلاق، فالسياسة عندها ادفع لمن ينفذ لك الاجندة التخريبية.
و أمريكا لا تريد الحسم ضد داعش لدواعي المصالح الامريكية والاسرائيلية في المنطقة، فمن الخطأ أن يمون هناك عراق آمن ديمقراطي حقيقي، فهي تريد بلادا تتقاسمها الخلافات، وتمزقها الحروب، ولا يضرها ذاك بشئ مادامت الحرب بعيدة عن أراضيها و أراضي حبيبة القلب اسرائيل، أما قائمة السلاح فسيدفعها شيوخ الخليج بالغصب عنهم.
وأمريكا بنفسها ترمي بالسلاح والغذاء للدواعش بحجة الخطأ، لأنها تريد استمرار اللعبة.
وأما من هم تحت أقدامنا فهم أخوة لنا بالوطن أرتضوا أن يرتموا بحضن الدواعش كرها بالشيعة، وكرها أن يحكمهم شيعي ينتمي لحزب ديني شيعي، فكيف وهم يرون الاحقية بانفسهم أن يحكمهم رافضي، مجوسي يأتمر من ايران، فالافضل لهم أن يكزنوا دواعش على أن يكونوا مواطنين في هذا البلد.
ولكنهم قاموا بغزواتهم ليس فقط ضد الشيعة، لا ضد المسيح والايزيديين الذين لا ناقة لهم ولا جمل بكل هذا الصراع السياسي الخبيث.
أعداءنا بيننا حينما يكون قتل أخيك في الوطن أحب اليك من رحمته وتركه ليعيش.
أعداءنا بيننا حينما يكون تمزيق الوطن وتهديمه أحب الينا من بنائه واعماره.
أعدانا بيننا حينما نبغي شراء رشاش نحتمي به بدل الورود.
أعداءنا بيننا حينما نسمح لفكر غريب عنا أن يدخل بيننا ويمزقنا إربا.
أعداءنا بيننا
بل أعداءنا يعيشون في داخلنا

محمد الحداد
19 . 11 . 2014

#محمد_الحداد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل