أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - فاطمة ناعوت والمذبحة














المزيد.....

فاطمة ناعوت والمذبحة


محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 4594 - 2014 / 10 / 5 - 00:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



في تعليق بسيط كتبته الكاتبة و الشاعرة المصرية فاطمة ناعوت تصف مقدار تقززها من مذبحة الخراف التي تقام كل عام بمناسبة العيد، والتي أؤيدها فيها، فإذا بجموع غفيرة من المتأسلمين تلقي بخراجها الدنئ، وبكلماتها القاسية والمعيبة التي توضح دناءة البيئة التي علمتهم السباب والشتام.
ما قالته فاطمة، والذي حذفته لاحقا، وأنا أنقله لكم من موقع الأهرام اليوم على الرابط التالي:
http://ahram2day.com/%d9%81%d8%a7%d8%b7%d9%85%d8%a9-%d9%86%d8%a7%d8%b9%d9%88%d8%aa-%d9%84%d9%80%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%87%d8%b1%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a3%d9%86%d8%a7-%d8%b6%d8%af-%d8%a7%d9%84.html
بعد برهة تُساق ملايين الكائنات البريئة لأهول مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونصف، ويكررها كل عام وهو يبتسم، أيها الجسورين الذين لا يزعجكم مرأى الدم، ولا تنتظروني على مقاصلكم، انعموا بشوائكم وثريدكم وسأكتفي أنا بصحن من سلاطة قيصر بقطع الخبز المقدد بزيت زيتون وأدس حفنة من المال لمن يود أن يُطعم أطفاله لحم الضأن الشهي، وكل مذبحة وأنتم طيبون وسكاكينكم مصقولة وحادة. انتهى النقل.
فما به هذا الكلام غير تعبير فاطمة عن امتعاضها من منظر الدم.
أفلا يقوم أكثر المسلمون بالذبح والنحر بأول أيام العيد أسوة بالنبي ومصداقا لسنته، بينما لأخبركم يا مسلمي مصر، أن مسلمي العراق لا يذبحون بالعيد، فقط قلة من السنة تقوم بذلك تأثرا بالوهابية.
والذبح لم يثبت كسنة نبوية، وهو ليس بإجباري، بل ما مطلوب للذبح فقط للحاج عند البيت الحرام، و ليس لكل مسلم قادر ماديا، كما يفعل الناس الآن، حيث جاءت النصوص كالتالي:
• واتموا الحج والعمرة لله فان احصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا او به اذى من راسه ففدية من صيام او صدقة او نسك فاذا امنتم فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة ايام في الحج وسبعة اذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن اهله حاضري المسجد الحرام واتقوا الله واعلموا ان الله شديد العقاب. سورة البقرة آية 196
• يا ايها الذين امنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا امين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا واذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنان قوم ان صدوكم عن المسجد الحرام ان تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله ان الله شديد العقاب. سورة المائدة آية 2
• جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض وان الله بكل شيء عليم. سورة المائدة آية 97
• هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا ان يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم ان تطؤوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا اليما. سورة الفتح آية 25
فهل في كل هذه النصوص ما يدل على أن الهدي أو الذبح لعموم الناس، أم فقط للحج والعمرة.
ومع هذا لا نريد الدخول بمهاترات مع الاسلاميين أو متبعي السنة، لأن الاجتهاد مختلف ومتناحر فيما بينه منذ زمن طويل.

ثم أن فاطمة كاتبة علمانية، صحيح أنها مسلمة، كما تؤكد ذلك بأكثر من حديث لها، خاصة بهذه الأيام، وبهذه الأزمة، وما على المسلمين تكفير أحد من الخلق ما دام هو بذاته يعترف ويقول بأنه موحد، أما دواخل الصدور فدعوها لرب العزة.
لذا فهي لا تجيد خطاب الاسلاميين، وتنميقهم للكلمات والمفردات.
قد تكون فاطمة قد أخطأت بمفردة مذبحة، لأنها كلمة توحي بالظلم والتعسف، وربما لو استخدمت كلمة ذبح، أو ذبائح لكان أفضل، ولكن يشفع لها أنها حذفت التعليق، وهو معناه ضمنيا أنها تداركت ما قامت به، وأنها تراجعت عنه، حرصا منها على إحساس من شعر بالألم.

وأقول بعض الكلمات لزميلتي فاطمة:
التيار الديني طاغي عندكم في مصر، والتدين السطحي الذي يركض وراء كل تكفيري كبير وخطير، لأنه غير واع، يهرول فيه الرعاع والهمج وراء أي رجل يدعي الفقه بالدين، وهو لم يقرأ سوى بضع كتب تعد بالأصابع، فههنا موضع الخطر.
لذا فلو أردت أن تكتبي شيئا حول هكذا مواضيع، راجعي نفسك قبلها، وتذكري أن مقتل فرج فودة ليس ببعيد، وتكفير نصر حامد أبو زيد وتفريق زوجه عنه ليس ببعيد أيضا، وأخيرا وليس آخرا شيخ القرآنيين أحمد صبحي منصور.
فأنتم في مصر لستم كما كنا وما زلنا في العراق، عدا الدواعش الجديدة بقيمها والغريبة جدا عن مجتمعنا.
فها هو عبد الغني الرصافي، الشاعر والكاتب، لم يتعرض للتكفير أو الطرد برغم كتابه الشخصية المحمدية، والزهاوي، و الجواهري، وغيرهم كثير.
قد يتعرض البعض منهم للاضطهاد، ولكن ليس بسبب ديني، بل سياسي بحت يتعلق بمعارضة السلطة الحاكمة.
لذا فأني أخاف عليك من أهلك، من أهل مصر خاصة، والدواعش على الأبواب.

أما لو أمنت على نفسك وأهلك، فحينها فقط يمكن لك أن تقولي رأيك بكل وضوح وصراحة.
أما أنا كرجل ليبرالي، فلا يهمني كلامهم ولا أفعالهم، ولن يصلوا لي ما حييوا.
وكليبرالي أيضا فأني أدافع عن رأيك وحريتك، كما أدافع عن حق خصومك بالرد، ولكن بطريقة مهذبة ومحترمة، ليس بها سب وشتم، وكلام قبيح.
وبما أنها خرجت عن ذلك الذوق الرفيع، فعليك الحذر يا زميلتي.



#محمد_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض الملاحظات حول غزة
- النظام الرئاسي أفضل لعراق اليوم
- تعديل مقال
- يجب تجريم خطاب الكراهية
- خليفة وأخوته مع داعش
- أفضل حل للعراق هو التقسيم
- زواج متأخر
- أحب النساء
- تعري أمينة و هيفاء
- خالد 59 والبواسير
- ارتقوا .... فالقاع مزدحم
- عائشة ج20
- عائشة ج19
- عائشة ج18
- عائشة ج17
- عائشة ج16
- عائشة ج15
- عائشة ج 14
- عائشة ج13
- عائشة ج12


المزيد.....




- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - فاطمة ناعوت والمذبحة