حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 4638 - 2014 / 11 / 19 - 02:06
المحور:
الصناعة والزراعة
صحيح أن بنوك التنمية الزراعية تقوم الآن بصرف التعويض الذى قررته الدولة لزراع القطن هذا العام ، وهو بقيمة مبلغ 1400 جنيه للفدان المنزرع قطنا هذا العام ...
لكن هذا لايعفى من انه يجب من الآن وضع استراتيجية واضحة لزراعة القطن ترتكز على إختيار الأصناف الجيدة للزراعة وتشديد الرقابة على منافذ توزيعها لضمان عدم الخلط الذى يحدث للبذور والذى ساهم فى تناقص جودة القطن المصرى وبالتالى تضاؤل فرص التسويق الخارجى ..
زراعة القطن فى خطر ولكى يتم إنقاذها القطن يجب التفكير جديا فى دعم مستلزمات انتاجه من أسمدة وكذلك المبيدات وتشديد الرقابة وتكثيف البحوث على نوعية البذور المناسبة وضمان جودتها وضمان ملائمة المبيدات الحشرية للإستخدام ومراجعة اصنافها جيدا وعدم صرفها إلا بمعرفة وزارة الزراعة وعدم السماح ببيع وتداول البذور والمبيدات خارج رقابة الدولة ..
هذا فضلا عن ضرورة الربط بين زراعة القطن وتطوير صناعة المنسوجات والنهوض بها للعودة إلى ماكانت عليه صناعة المنسوجات كإحدى ركائز الصناعة الوطنية وبالتالى الإقتصاد القومى ...
ومن ثم تحديد المساحات المطلوب زراعتها قطنا ( وذلك يتطلب الرجوع إلى نظام الدورة الزراعية ) على ضوء الطلب الفعلى للسوق المحلى والسوق الخارجى وأن تقوم التعاونيات بدورها فى عملية التسويق للمحصول والتعاقد عليه وضمان ذلك قبل تحديد المزمع زراعته من المحصول وذلك لضمان سعر مجز للفلاح يتناسب مع التكلفة المرتفعة لزراعة هذا المحصول ..
فدونما الدخول فى تفاصيل نستطيع حسابها بالورقة والقلم فإن محصول هذا العام مضافا إليه الدعم الذى قدمته الدولة ( وهو غير دائم ) قد حقق خسارة فادحة للفلاح المصرى للدرجة التى قد يترتب عليها امتناع غالبية الفلاحين عن زراعة القطن فى العام القادم وهو مايهدد بإنقراض زراعة القطن .. ذلك المحصول الذى أدخله محمد على إلى مصر لكى يحقق نهضة صناعية على أساسه وهو ماتحقق بعد ذلك بالقدر الذى جعل مفكرا كالدكتور جمال حمدان يصدر كتابه عن الزراعة المصرية بعبارة (( ان مصر الحديثة هبة القطن )) وظلت تلك الصناعة على إزدهارها وازدهرت معها زراعة القطن حتى بداية الثمانينيات بعد تصفية صناعات الغزل والنسيج على أيدى رأسمالية التوكيلات المصرية التى خربت معظم الصناعات الوطنية وعلى رأسها تلك الصناعة الإستراتيجية ..
والنتيجة الآن أمامنا فالفلاحون قد جمعوا قطنهم ووضعوا أكياسه المقنطرة فى البيوت إنتظارا لرحمة تجار وسماسرة المحاصيل الزراعية .. بعد أن تدنى سعر قنطار القطن تدنيا حادا فوصل إلى مبلغ 850 جنيها فقط .. وربما قد لا يتمكن الكثيرون من الفلاحين من أن يتحصلوا على هذا السعر أيضا فى ظل أزمة تسويقه ..
ولذلك فمن المتوقع ألا تقبل غالبية الفلاحين على زراعته مرة أخرى بعد كل هذا العناء وتلك الخسائر الفادحة التى لن يعوضها دعم الدولة المقرر هذا العام ..
#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟