أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - درس تاريخى له حضوره الراهن















المزيد.....

درس تاريخى له حضوره الراهن


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4600 - 2014 / 10 / 11 - 13:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد إندلاع حرب أكتوبر بيومين وبعد نجاح الجندية المصرية فى العبور الى الضفة الشرقية لقناة السويس وتحطيم خط بارليف المنيع ودك حصونه الخرسانية المزودة بخزانات النابلم الحارقة التى أبطلها جنود الجيش المصرى الباسل ، وفى الساعة الثالثة صباحا من يوم الثامن من أكتوبر 1973 وصلت طائرة عسكرية خاصة تقل قائدا عسكريا أمريكيا كبيرا إلى مطار بن جوريون ، وهو كان مسئولا رفيع المستوى فقد كان يرأس منطقة الشرق الأوسط فى وزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاجون ) ، وهو الرجل الذى لم يكشف عن زيارته إلا بعد انتهاء حرب أكتوبر بسنوات وذلك عندما أصدر ديفيد أليعازر رئيس أركان الكيان الصهيونى مذكراته عن حرب أكتوبر ..

وصل ذلك المسئول الأمريكى إلى مقر رئاسة أركان العدو الصهيونى يحمل معه مجموعة من التقارير التى كتبت فى البنتاجون عن الموقف على جبهات القتال ومجموعة من الصور الخاصة بالمعارك ومواقع القوات على الجبهتين السورية والمصرية والتى ألتقطت بواسطة القمر الصناعى الأمريكى ..
واجتمع هذا المسئول بهيئة أركان العدو الصهيونى وكان تقديره بعد استعراض الموقف مع قادة الأركان الصهاينة كالتالى :
- ان القتال لو استمر أكثر من ستة أيام على هذا النحو فى الجبهتين السورية والمصرية - وإذا ما طورت القوات المصرية هجومها شرقا فى اتجاه الممرات ، وهو أمر غير مستبعد ومتوقع - فستكون نتيجة هذه الحرب فى غير صالح اسرائيل على الإطلاق ..

- ان الحل الوحيد هو عزل إحدى الجبهتين عن الأخرى ( السورية عن المصرية أو المصرية عن السورية ) بتوجيه ضربات مكثفة إلى أحداهما حتى يستقيم لإسرائيل القتال على جبهة واحدة ..

ناهيك عن باقى التفاصيل وعن مجريات الأمور بعد ذلك ..

، ولكن المهم ان هذا التفكير الإستراتيجى لم يكن جديدا وأنه تفكير شديد القدم الى حد انه قد أصبح من بديهيات التاريخ التى لانقرأها كثيرا - للأسف - وهو وضع قد أرتبط بالجغرافيا والتاريخ والإنسان فى هذه المنطقة من العالم .. فمنذ الدولة المصرية القديمة والقواد الوطنيين العظام يدركون أن سوريا ( الشام ) خط الدفاع الأول عن مصر وأن مصر هى الظهير القوى للشام .. وحتى الممالك والدول الكبرى التى حكمت مصر بعد ذلك كانت تعرف وكانت تبسط سيطرتها على مصر بدأ من الشام ففى كل الممالك والدول المتعاقبة فى عصور ماسمى بالخلافة الإسلامية ( بعد تأسيس الدولة الأموية ) كانت قوة تلك الدول والممالك والسلطنات تكمن فى بسط سلطتها على جبهتى الشام ومصر معا وكانت بداية انهيار أى دولة أو مملكة أو سلطنة تبدأ من سقوط إحدى الجبهتين و على ذلك فإن ماسمى بالحروب الصليبية ( جنينيات النزوع الإستعمارى الأوربى ) والتى كانت مقصدها مصر وليس بيت المقدس كما طنطن البابا ( أوربيان ) وقتها مباركا تلك الحرب ومبررا لقيامها لدى الشعوب الأوربية التى سترسل فلذات أكبادها - فى الحقيقة - ثمنا لأطماع الممالك والإمارات الأوربية وادراكها المبكر للقيمة الجيوستراتيجية لهذه المنطقة من العالم كمنطقة مفصلية ومحورية تمتلك صرة الملاحة والتجارة الكونية وتمتلك أيضا سلال الغلال والخيرات الطبيعية فى وقت كانت أجنة الرأسماليات الأوربية قد بدأت تدق أبواب أرحامها وبدأت معها الأعراض الإستعمارية الجنينية المتلازمة لذلك فى التعبير عن نفسها سواء فيماسمى بالحروب الصليبية أو حروب الإسترداد أو حتى ماتعلق بذلك من حمى الإسكشافات الملاحية فى البحار والمحيطات بعد ذلك وما كان يتم دمغه بمسمى الحملات التبشيرية .. كانت حملات تلك الحروب تبدأ تارة بالشام فكانت الدولة تنطلق من مصر فى خط دفاعها الأول لتحبطها فى الشام ( الدولة الأيوبية ) ، فتعيد الكرة عبر الشام ثم تعيدها مرة أخرى عن طريق البحر إلى مصر ( الدولة المملوكية ) وهكذا ... ..

ونعرف جميعا ان التتار دقوا أبواب الشرق الأوسط بعنف عن طريق العراق وأسقطوا بغداد وتوجهوا انطلاقا من الشام نحو مقصدهم فى العمق المصرى ونجحت دولة المماليك فى صدهم على الجبهة السورية ودحرهم تماما .. وهكذا دواليك ... كما يقولون ...

ووعى محمد على لدرس هذا التاريخ فكان خط دفاعه الأول هو الشام وجعله الحدود الشرقية الشمالية للدولة المصرية التى وصلت حدودها جنوبا الى حيث منابع النيل ..

ولكن المستعمر أيضا كان يدرك دائما نفس الدرس الجيواستراتيجى ويتقنه فدائما ماتأتى ضربته الأولى عبر فصل الشام عن مصر ( وهى الضربة الإستراتيجية التى وجهت إلى مشروع محمد على ) ..

غالبا ماكان الحل الإستعمارى كان يكمن فى ضرب الجبهة الشرقية ليدق أبواب الجبهة الأخرى ( مصر ) بعد ذلك ..

وهذا الحل هو ماأخرجه القائد الأمريكى من حقيبته فجر يوم الثامن أكتوبر 1973 ، وهو الحل الذى يتم إخراجه من الجعبة الإستعمارية كلما أراد الإستعمار العالمى تتطويع مصر ومنطقة الشرق الأوسط لاستراتيجياته .. وهذا ماتجلى بعد ذلك عمليا فى إفراغ الجبهة المصرية من مضمونها التحررى وإزاحتها من أمام الكيان الصهيونى عبر اتفاقيات كامب ديفيد .. فكان ذلك بوابة التأزم فى الموازين لصالح الكيان الصهيونى حتى الآن ..

وما يجرى فى الشام الآن ليس بعيدا ، وتكأة ( داعش ) ليست إلا منفذا إلى تفتيت وتكسير الجبهة الشرقية وصولا الى الإمساك بالذراع المصرية وليها توطئة لتحقيق استراتيجيات التفكيك وإعادة تركيب كامل المنطقة وهو ملال سيحدث فى النهاية إلا عبر الطرق الإستعمارى على القلب المصرى للمنطقة ..

ولذلك فإن اللحظة الراهنة مازالت على خطورتها رغم التخلص من حكم الإخوان ، ونذير هذا الخطر يدق عبر الشرق ... وربما أيضا الغرب الليبى ، مع الأخذ فى الإعتبار هشاشة العمق الإفريقى بدأ بالسودان .. ومن جهة أخرى مانراه من تردى للأوضاع على مضيق باب المندب وانعدام أمنه الاستراتيجى ...

ربما تنتهى الطلعات الجوية لقوات التحالف الأمريكى العربى التركى الدولى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ونحو أهداف تحددها هى ووفقا لاستراتيجية تراها هى وان كان كل طرف له حساباته فى الإنضمام لذلك التحالف المريب .. ربما ستنتهى هذه الطلعات والمنطقة كلها على المحك ، ويصبح مالانتمناه لأنفسنا واقعا علينا أن نجابهه ...

، وتلك تخوفات لها من الشواهد الآنية والدروس القديمة مايبررها ..



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش ذكرى أكتوبر
- استدعاء سيفى على ومعاوية
- رسالة المحامية والمناضلة ماجده رشوان للتضامن مع فلاحى سراندو
- سيدى الرئيس .. إحترس
- فى ذكرى خميس والبقرى
- فى حضرة خميس والبقر
- الحرب الأمريكية على داعش ليست لوجه الحضارة والإنسانية
- على الشريف
- على هامش نيران غزة
- السيسى على خطى بطرس غالى ونظيف
- قطع مع الآمال المفرطة
- إستراتيجية جديدة لإعادة إنتاج النوع .... قراءة فى رواية ( حس ...
- لماذا سقط حمدين صباحى
- حادثة سقوط أحد أصدقائى (( الثوريين ))
- مع الإحترام للصمت الإنتخابى
- محاولة جديدة لضبط الرؤى
- إعادة ضبط ذاتى لزوايا الرؤيا
- بااعتبارى من الهنود الحمر ..(( 4- قصائد غير معروفة لشاعر ساب ...
- الرائع عبد المجيد الدويل
- ملاحظات على خطاب السيد حمدين صباحى


المزيد.....




- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني
- أمل عرابي: دفاع ترامب عن نتانياهو يؤكد وجود مصالح سياسية مشت ...
- تفاعل الأوساط السياسية الإسرائيلية مع دعوة ترامب لوقف محاكمة ...
- روسيا تطوي صفحة اتفاق نووي مع السويد عمره 37 عاما
- البرش: الاحتلال يكثف هجماته على مراكز الإيواء وإصابات منتظري ...
- إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو بعد مشاركته في جلسة سرية بالمحكمة ...
- لماذا أفريقيا أولوية لإيران بعد الحرب؟
- شاهد.. بوغبا يبكي خلال توقيع عقده مع موناكو الفرنسي
- الاحتلال يصعد بالضفة ويعتقل العشرات بالخليل واعتداءات المستو ...
- إيران تشكك في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وتؤكد جاهزيتها ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - درس تاريخى له حضوره الراهن