أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - الحرب الأمريكية على داعش ليست لوجه الحضارة والإنسانية














المزيد.....

الحرب الأمريكية على داعش ليست لوجه الحضارة والإنسانية


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4572 - 2014 / 9 / 12 - 15:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرار الولايات المتحدة الأمريكية وانصارها الأوربيين بمحاربة تنظيم داعش ليس إلا مدخلا جديدا لإحياء فرص تقسيم الشرق الأوسط على أسس جديدة غير تلك التى تم على أساسها تقسيم العالم العربى وفقا لإتفاقيتى ( سان ريمو ) ، ( سايكس بيكو ) وذلك الى كيانات طائفية وعرقية لتحقيق عدة أهداف جيواستراتيجية أهمها :

1- الاحتفاظ بالمنطقة كمصرف استراتيجى تصرف فيه أوربا وأمريكا مايمكن ان تعانيه أو ماتراه ضررا عليها مما ينجم من مشكلات مساعاها الدائم لتكريس الهيمنة الإستعمارية بكافة اشكالها التقليدية والحديثة وفرض التبعية على شعوب العالم وما ينجم عن ذلك من آثار جانبية مثل ظهور جماعات العنف الدينى هنا وهناك ..

2- وأن يظل هذا المصرف الاستراتيجى موظفا لتصريف معارك النفوذ والحروب بالوكالة التى تفرضها التناقضات الثانوية داخل دول المركز الرأسمالى وكذلك تلك التناقضات التى تنشأ كنتيجة لظاهرة النهوض فى باقى دول العالم خارج المركز الرأسمالى كاستمرار النهوض الصينى وبروز النهوض الروسى وظهور دول على طريق النهوض كباقى مجموعة البريكس ودول شرق آسيا ذلك النهوض الذى سيؤدى الى الخصم من قوة الهيمنة الأمريكية على العالم وبالطبع فالولايات المتحدة الأمريكية لن تترك قوتها تتداعى دون مقاومة ودون محاولات لإعادة كسب نقاط قوة جديدة ، وإعادة تقسيم منطقة الشرق الأوسط والمزيد من بسط النفوذ الأمريكى وإعادة التأكيد على المصالح الأمريكية فى المنطقة هو جزء من المسعى الأمريكى لمواجهة قرن ينذر بفقدانها مركزيتها وهيمنتها على العالم وهو ماتنذر به تتطورات الأمور وشبه الأجماع الشعوبى العالمى الذى يتزايد على مقاومة محاولات السيطرة الأمريكية على العالم وتلك الكراهية التى تتسع بين شعوب العالم ضد تلك الهيمنة ..

3- ان تضمن أمريكا وأوربا أمنا دائما للكيان الصهيونى عبر إقرار دولة ذات طبيعة يهودية مادامت المنطقة ستتحول الى كيانات منها الشيعى ومنها السنى ومنها الدرزى ومنها المارونى ومنها القبطى ومنها الزيدى ، وكذلك النوبى والكردى والزنجى والأمزيجى والتركمانى ، إلى آخره ..

4-إعادة تجديد وتمديد ، وإعادة تمكين وتوزيع وإقتسام النهب الإستعمارى للمنطقة وإطالة أمده الى أقصى مدى والعمل على ان تظل تظل المنطقة على تخلفها وتبعيتها لدول المركز الرأسمالى كحزان دائم يتدفق منه - الى امريكا وحلفائها الأوربيين - امداد دائم من المواد الخام والمقدرات الطبيعية مع الإحتفاظ فى نفس الوقت بالعائد النقدى الناتج عن تلك الإمدادات عبر وضع عوائد وارباح الكمبرادور العربى كأرصدة فى البنوك الأمريكية والأوربية كأحد عوامل حل إشكاليات الإقتصاد المالى فى دول المركز الرأسمالى وكأدوات تمويلية لإقتصاد غير مستقر ، ورهينة لضمان عدم محاولة اى نظام عربى هنا او هناك فى التفكير فى المروق والخروج عن النص أو الخطوط الحمراء التى لن يسمح بها السيد الأمريكى .

5- تصدر أمريكا للأوربيين وهم قيادة العالم اخلاقيا نحو حماية العالم الحر المتقدم من هؤلاء الأرهابيين القتلة الهمج ( وهم كذلك فعلا ) إنقاذا للحضارة الأوربية والإنسانية للتأكيد على صلاحيتها المزعومة - والتى تشهد تهاويا سريعا - للإستمرار فى قيادة العالم المتحضر نحو قيم الحرية والحداثة والتقدم ..


6- ولاتخلو حسابات الحرب على داعش من إعادة صياغة وضع اليد - أمريكيا - على البترول والغاز العراقى فى كركوك والموصل وغيرها وإعادة صياغة طريقة إقتسام الأنصبة مع الكيانات الكردية الناشئة فى العراق كفاتورة يسددها الأكراد العراقيون نتيجة حماية مشروعهم الإنفصالى وتكريس كيانهم السياسى والإقتراب من إعلان دولة كردية مستقلة بعد ان انشأت فعلا على أرض الواقع ..

7- أن الحرب على داعش ستجرى فى ظل ماهو غير خاف على أحد من إلتقاء المصالح الإيرانية ووصولا الى ذروة من التبادل الإستراتيجى للخدمات بين نظام الملالى الإيرانى وبين الولايات المتحدة الأمريكية بدأ من التعاون بين البلدين للتخلص من طالبان لصالح إيران بعد ان قدمت ايران خدمة جليلة للولايات المتحدة بإضعاف النظام العراقى وتخليصها من نظام رديكالى الطابع خلق لها ولحلفائها صداعا ثقيلا خلال عقدى السيعينيات والثمانينيات من القرن الماضى ثم أعقب ذلك التعاون الإيرانى الأمريكى بعد الإحتلال الأمريكى للعراق وتبادل المنافع بالسماح القوى الطائفية الشيعية الموالية لإيران بتصدر المشهد السياسى العراقى ..
وانتهاء بتلك الصياغة الجديدة للعلاقات بين الدولتين المتفاهمتين (مخابراتيا ومنذ وقت طويل ) تغض فيها الولايات المتحدة الأمريكية الطرف عن البرنامج النووى الإيرانى مقابل ان تلعب إيران دور الفزاعة الإقليمية للعلم العربى تارة مما يمهد لتشديد لطلب على الحماية الأمريكية فى المنطقة وزيادة مبيعات السلاح الأمريكى وتارة أخرى تلعب دور السمسار الإقليمى للمصالح الأمريكية عبر لعب أدوار ووظائف متعددة الأوجه تصب فى النهاية فى إطار المصالح الإستراتيجية الأمريكية ..
وخير شاهد على تلك المرحلة هو الصمت الإسرائيلى الملاحظ الآن على البرنامج النووى الإيرانى وتوقف عملية التهديد المستمرة بضرب المنشئآت النووية الإيرانية ..
ولا مانع لإن تصرف إيران تناقضاتها مع الكيان الصهيونى عبر حروب بالوكالة تجرى بعيدا بواسطة حماس فى غزة أو حزب الله فى لبنان تبرئة لزمتها إزاء خطابها الدينى والسياسى المعادى شكليا ورسميا لإسرائيل ..

فى النهاية فإننا قد نخلص الى التأكيد على نتيجة مؤداها ان استراتيجيات المركز الرأسمالى الإستعمارى منذ سايكس بيكو لم تتغير وفى جوهرها الإبقاء على ذلك العالم العربى متخلفا وتابعا ومصدرا للمواد الخام وسوقا لبضائع ذلك المركز والعمل على استحالة حدوث أية إمكانية لأى نهوض فى تلك البقعة من الأرض التى إذا مانهضت لكانت المسمار الأخير الذى يدق فى نعش الهيمنة الأمريكية على العالم ..



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على الشريف
- على هامش نيران غزة
- السيسى على خطى بطرس غالى ونظيف
- قطع مع الآمال المفرطة
- إستراتيجية جديدة لإعادة إنتاج النوع .... قراءة فى رواية ( حس ...
- لماذا سقط حمدين صباحى
- حادثة سقوط أحد أصدقائى (( الثوريين ))
- مع الإحترام للصمت الإنتخابى
- محاولة جديدة لضبط الرؤى
- إعادة ضبط ذاتى لزوايا الرؤيا
- بااعتبارى من الهنود الحمر ..(( 4- قصائد غير معروفة لشاعر ساب ...
- الرائع عبد المجيد الدويل
- ملاحظات على خطاب السيد حمدين صباحى
- للسندريلا حكايه تانيه .. (( 3- قصائد غير معروفة .. لشاعر ساب ...
- وحتى ( السلميين ) منها ... ياسيد حمدين
- من بنى آدم مصرى الى السيد زوكربيرج
- فالس ليلى مراد ( 2- من قصائد غير معروفة لشاعر سابق مغمور )
- تعقيب مبدئى على حلقتى الحوار مع المشير
- فى هجر الأصولية الإتباعية اليسارية
- هاينسى انه قطر بضاعه ..( من قصائد غير معروفة لشاعر سابق مغمو ...


المزيد.....




- رسالة لإسرائيل بأن الرد يمكن ألا يكون عسكريا.. عقوبات أمريكي ...
- رأي.. جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان لـCNN: أمريكا وبريطانيا ...
- لبنان: جريمة قتل الصراف محمد سرور.. وزير الداخلية يشير إلى و ...
- صاروخ إسرائيلي يقتل عائلة فلسطينية من ثمانية أفراد وهم نيام ...
- - استهدفنا 98 سفينة منذ نوفمبر-.. الحوثيون يدعون أوروبا لسحب ...
- نيبينزيا: روسيا ستعود لطرح فرض عقوبات ضد إسرائيل لعدم التزام ...
- انهيارات وأضرار بالمنازل.. زلزال بقوة 5.6 يضرب شمالي تركيا ( ...
- الجزائر تتصدى.. فيتو واشنطن ضد فلسطين وتحدي إسرائيل لإيران
- وسائل إعلام إسرائيلية: مقتل أبناء وأحفاد إسماعيل هنية أثر عل ...
- الرئيس الكيني يعقد اجتماعا طارئا إثر تحطم مروحية على متنها و ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - الحرب الأمريكية على داعش ليست لوجه الحضارة والإنسانية