أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علم الدين بدرية - مَأْسَاةٌ وَقَضِيّة














المزيد.....

مَأْسَاةٌ وَقَضِيّة


علم الدين بدرية

الحوار المتمدن-العدد: 4637 - 2014 / 11 / 18 - 23:25
المحور: الادب والفن
    



يطرح بعض النقّاد والكتّاب ، بين الفينة والأخرى ، قضيّة الأدب المحلي ، والإسهال الشعري المتدفّق بلا حدود ، وتحوّل هذا الشعر إلى ثرثرة وطنطنة واجترار للموروث الشعري ، ولبعض الأحلام المريضة . ونجد البعض الآخر يُنصّب نفسه حاكماً وجلاّداً ، يضع ويقيّم الأعمال الأدبيّة والإبداعيّة ، فيرفع من يروق له ، ويتجاهل عن عمدٍ مقصودٍ أصواتاً لها التأثير الفعلي على الحركة الأدبيّة المعاصرة في بلادنا ، ويقلّل من أهميّتها وشأنها ، مع العلم أن بصماتها الإبداعيّة واضحة في أواسط الكتّاب والشعراء . وقد يُطالبنا أحدهم ، ونحن نعيش هذا الليل الطويل ، ليل العدميّة والصمت المتواصل ، ونحن نحيا القضيّة بكلّ أبعادها التاريخيّة والإنسانيّة . أن نعانق الشمس ، ونغازل القمر ونبثّ الحبيبة لواعج الغرام ، ونكتب مطوّلات العشق المفرط في زمنٍ تحولت فيه الكلمة إلى أداةٍ عاجزةٍ في تاريخ العروبة المأفون !!
هؤلاء هم الأُمناء على الكلمة كما يدّعون !! في عهدٍ أصبح للكلمة مقاولون وتجار ، وأضحى الكمّ يفوق الكيف في أسواق النخاسة والكذب والانتهازيّة الحمقاء ، فضاعت الكلمة وامتهنت وتشرّدت وتيتّمت في أيدي الصّناع .. لا في أيدي المبدعين !!
كان من الأفضل لهؤلاء المدّعين ، تشجيع ودعم المسيرة الأدبيّة ، بكافة تيّاراتها ومبدعيها . فالكتابة الإبداعيّة ، والشعر الحديث وأصوات الأدباء الرائدة الأصيلة ، هي النور الوحيد الباقي في ظلام حياتنا الثقافيّة المعاصرة ، في هذا الزمن الرديء الذي تتداعى فيه القيم والنظم والشعارات . وهي التي حملت وتحمل العبء وتعاني الآم السقوط العربي ، وهي التي يرتفع ويتردّد صداها بالاحتجاج والثورة والكرامة والحريّة والعدل ، بينما يقف الأُمناء عاجزين .. إلاّ عن رفع العلم المشلول ، والنقد السطحي الثرثار .
علينا أن نتجاوز أحقادنا القبليّة ، فإما أن تشرئبّ الأعناق عالية أو أن تتخبط في القاع !! علينا أن ننصف المبدعين وأصحاب الموهبة ، أو أن نتركهم في حالهم بدلاً من التهجّم الشخصي الحاقد ، فلكل عصر كتّابه وشعراؤه وأصدقهم تعبيراً من يُكتب لأعماله البقاء ( النسبي ) ولا أقول الخالد ... فالتاريخ هو الذي سيحكم !! الأديب الحقيقي لا يُطلق الأصوات الفارغة من المضمون والمعنى ، ومن قابليّة ترجمتها إلى أعمال ، ولا يحمل سيفاً يناطح به طواحين الهواء ، فما زالت للكتابة ماهيتها ، وللشعر قوته وثقافته وتأثيره ، فلا انفصام بين الكلمة والفعل ، فالأديب الحقيقي ملتزم بكلمته يحمل عبئها مهما كان الثمن !!
في هذه الأيام الموبوءة والتاريخ المهزوم المقلوب الذي يشوه إنسانيّتنا ، في زمن أصبحنا نألف فيه الكوارث والمحن ، والمعاناة والآلام التي لا تنتهي .. لا نعرف إذا كانت آلام الاحتضار !! أم مخاض الولادة لأمل جديد ؟! علينا أن ندعم ونحتضن الإشراق ، لا أن نعانق الشمس فنحترق ، وأن نحبّ فلا نكره مُبدعينا وشعراءنا الصادقين ، الذين يصوّرون الواقع المحسوس ، والحياة اليوميّة بآلامها ، وأفراحها إذا وجدت ،فتكتبُ النفسُ وتثور على ذاتها وواقعها المرير ، وتسقط في بعض الأحيان في متاهات التفاهة والسذاجة ، مستدرجة همومها وأشواقها ، فيسيل اليراع تحت وطأة الحمل الثقيل ، ليخطّ الشعور شعراً ، والأحاسيس تعابير مكنونة من خيال الوجدان ...
هذه اللحظات تمرّ بلا عودة ، والكلمة تبقى التزاماً يُقيّد الكاتب ، ويحثّه على البوح والكلام والعطاء والإنصاف ، فيحوّل الحالة الوجدانيّة إلى أثر مكتوب بلغة الإبداع ... يطرّز المأساة والقضيّة ، كي تبقى عالقة في أذهان الجيل القادم .. ولعلّنا نتعلم من مآسينا وقضايانا .. فيشرق غدنا بواقع أفضل ، يكون فيه للمبدع وللناقد دور إيجابي فعّال ، لا ينعى الأطلال ، ويبكي على بقاياها ، بل يُعيد بناء البيت المتداعي بزخمٍ متوازٍ من تفاعل الأفكار والكلمات والأعمال .



#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة النثر بين العرض والنقض
- هَمَسَاتٌ قَلِقَةٌ
- صدى المراثي
- خطوات أعرابيٌّ فوق جسد الصحراء
- صمت
- أَنْتِ فَجْرِي
- قالت وقال ( 4 )
- من وحي شامبالا
- رسائل مسائيّة
- هُنَا وهُنَاك
- شجون
- قالت وقال ( ٣ )
- يوميّات شتائيّة
- يوميات شتائيّة ( 2 )
- تساؤلات وصلاة
- إليكِ في البعد الآخر
- قالت وقال ( 2 )
- لا تبكي سوريا
- رثاء شهيد
- ** مَوْجٌ وَحَنِيْن **


المزيد.....




- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علم الدين بدرية - مَأْسَاةٌ وَقَضِيّة