هَمَسَاتٌ قَلِقَةٌ

علم الدين بدرية

الحوار المتمدن-العدد: 4636 - 2014 / 11 / 17 - 22:48
المحور: الادب والفن
    

هَمَسَاتٌ قَلِقَةٌ

علم الدين بدرية

رِسَالَةٌ ...

فِي لُغَةِ الصَّمْتِ رِسَالَةٌ
تَنْكَفِئُ عَلَىَ اِزْدِوَاجِيَّةِ الْكَلِمَاتْ
تَتَدَاعَى كَسَرَابٍ يَتَشَظَّى
عَلى أَسْوَارِ الذَّاكِرَةِ
رُوَيْدًا رُوَيْدًا يَتَلاشَى
فِي حِمَمِ الصَّحْرَاءْ
تَنْأَى عَنْ صَدَى اِلارْتِقَاءِ
فِي مِعْرَاجِ الْبَقَاءْ

خَلِيْفَةٌ ...

تَارِيْخٌ ..
يِرْفُضُ تَدْويْنَهُ مُؤَرِّخٌ ..
يَرْتَدي سِرْوَالاً جَاهِليًّا
لحْيَتهِ مَأوِى فِئْرَانٍ
شَعْرُ رَأْسِهِ غَابَاتٌ اِسْتِوَائِيَّة
أَعْشَاشُ قَمْلٍ وَجُحْرُ ثُعْبَانْ
قَلَمُهُ خِنْجَرٌ مِنْ عَهْدِ الْحَجَر
يَنْدَلِسُ حِبْرُهُ لِيَضْحَى دِمَاءْ !!
ضِحْكَتُهُ مُتْعِبَةٌ كَوَهْمِ " دَاعِشٍ "
مَدَاسُهُ حِذَاءُ دِيْنَاصَور قَدْ تَحَجَّرْ
عَيّنَهُ الرَّبُ خَلِيْفَةً مِنْ بَشَرْ !!

حَضَارَةٌ ...

عَلَى مَجَرَّةٍ أُخْرَى
كَوْكَبٌ تَائِهٌ ..
مُشَرَّدٌ .. لاحَقَتْهُ كِلابٌ مُتَألِّهَةٌ
صَنَعَتْ لَها حَضَارَةً مُتَخَلِّفَةً
عُقُولُهَا مُحَنَّطَةٌ ، مُفَبْرَكَةٌ ، عَاهِرَةٌ
إنَّهَا اِبْنَةُ اللَّحْظَةِ الْقَاهِرَة
صَحْرَاءُ قاحلةٌ ، فَيْحَاءُ كَافِرَةٌ
أرْضٌ غَريْبةٌ
أُمَّةٌ عَجِيْبَةٌ
جِهَادُهَا نُكاحٌ ،عِلْمُها جِرَاحٌ
لُغَتُها عُواءٌ ، فَقِيُهَهَا سَفَّاحٌ
فِكْرُهَا سَقِيْمٌ
رَايَتُهَا وَصْمَةُ عَارٍ عَلىَ جَبِيْنِ الْقَمَرْ !!

مَنْفَى ...

عَنْدَمَا يُصْبِحُ الْوَطَنُ مَنْفَىً
وَنُصْبِحُ رَقْمًا كَافِرًا فِي قَامُوسِ الإلْحَادْ
يَسْتَيْقِظُ الْقَدَرُ عَلَىَ سَيْفِ جَلاّد
يَقُولُ ذَلكَ الْمُشَظَى :
أَرْضِي الْغَريْبَةُ الْعَجِيْبَةُ
تَتَسِعُ وَتَمْتَدُّ فَوْقَ الآفَاقِ ، يَنْهَشُهَا كُلُّ الذِّئَاب وَأَنَا لا أَجِدُ وِسَادَةً لِأَنَامَ عَلَىَ تُرَابِهَا وَلا حَجَرًا لأَضَعَهُ عِنْدمَا أَمُوْتُ فَوْقَ قَبْري
وَاسِعٌ هَذَا الْمَنْفَى وِسْعُ الْغِيَابْ
أَنَا الْمُهَاجِرُ دَوْمًا فِي أَقْبِيَةِ الْعَذَابْ
أُعِيْدُ تَرْمِيْمَ رُوحِي فِي مُعَادَلَةٍ مِنْ سَرَابْ
مَقْبَرَةٌ هَذَا الْوَطَنْ
الرَّايَاتُ السَّوْدَاءُ تَحْجُبُ الشَّمْسَ
نَعِيْبٌ يَصْدَحُ وَغُرْبَانُ تَحْتَفِلُ عَلَىَ مَدِّ الْبَصرْ !!

#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل