أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علم الدين بدرية - من وحي شامبالا














المزيد.....

من وحي شامبالا


علم الدين بدرية

الحوار المتمدن-العدد: 4130 - 2013 / 6 / 21 - 22:24
المحور: الادب والفن
    




في احتضار إنسانيّة قاربت على الغروب .. في اختزال زمن رجعيّ لا يلغي مخلّفاتٍ بائسة لحضارة التذبذب ، لأوهام بشريّة عرجاءْ .. لَْم تُنتجْ غير الشرّ وأضغاثَ أحلام سقيمة ..!! تصارعني ذكرياتٌ منذ بدء الخليقة ، عندما كان الخيرُ إشراقًا في وميض الإبداع ، عندما كنتُ لا أزال حبّةً في ملاعب النور ونقطةً في محيط الفجر الكونيّ الرهيب ، فكرة في رحم الغيب حيث كانت طفولتي قد أينعت في مروج الطّفولة السّعيدة .. نبضاتٍ خضراءَ تستقبلُ الإشعاعَ .. والشمسُ تنسج من ألسنة اللّهب حول قرصها سجادةً لعالمٍ يستيقظُ لدورة ولادة جديدة .. أحلامي كانت صغيرةً ، كنت أتمنى التعلّق بأطراف الشمس الشقراءْ .. القمرُ كان نائمًا حينها في طور النشوء ، حملت به عذراء ذات مساء .. الوهمُ المتقمصُ أزمنتنا القاحلة إنسانيًّا يعيدُني إلى حالاتٍ من الضياع ، في عهد مادة سيطرت على روحانيتي البدائيّة فطغت بحالتها الثلاث معلنة غيبوبة للخير في عالم أثيم يبحثُ عن منقذٍ بين ديانات أضاعت الهدف فعبدت الطريق وجيوش مجيّشة للشرّ الجاثم في معابر أنفاس الحياة ، الخالق للواقع مدنيّة مزيّفة وقيمًا تحكمها شرعيّة الغاب ومنطق الذئاب !! تجمع بينهما .. وتفرق بيننا نحن الباقون خلف الضّباب ... رؤى احتضار وتعتعاتُ ولادةٍ في زمن سحيق ، تنتابني في لحظاتي الأخيرة قبل الأفول ، الحقائقُ من حولي تتساقط باتجاه الحضيض ، لا تبشرّ بخير لا ترسم للمستقل وعدًا جديدْ ، الغد حطمتموهُ في عُصارات أوثانكم وأحلامكم الهمجيّة فأطفئت رياحكم مناراتِ الرجوع على شواطئ العودة ... فباتت شامبالا أسطورةً في أضغاث اليوتوبيا .. عميت أبصاركم عنها وانتم من تماهى في عمى البصيرة .. فكيف لنائم أن يُبصر نورَ الحقيقة ؟؟؟!! تلقطتُ بقايا أشلائي جمّعتُ ما تبقى من أناي الصّريعة تدثرت بعطر ذكرياتي .. أطلقتُ نظراتي للعواصف الْجريحة ، أشعلتُ شيئا من قبس روحي الغريقة .. لعلي أعود نقطة في مهد الخليقة !!! أشعر ببرد بقشعريرة ، بصقيعٍ قادم ، بزمهرير الزيف وقشور تلك الحضارة الصنيعة ، أبحث عن دفء اليقين ، يشدّني ذلك الضوء الأبدي المنزّه عن الصفات ، الذي يتلألأ في حضن اللا بداية واللانهاية ، كلما أغمضت عيني سطع دفئًا من الطمأنينة .. وكلما اتّجهتُ نحوهُ اتضح الطريقُ وارتفعت خطواتي في معراج البقاء .. لكن المسافة لا تزال طويلةً في ظلام هذه المسكونة الدنيئة .. تتلقفني اتجاهاتها الجامحة بعكس اتجاهاتي الرتيبة فتضربني الفوضى العارمة وهبل القرن الواحد والعشرين... بخطواتٍ مثابرةٍ أعلو ، أرفضُ حضارتكم المريضة ، أرفض شرعيّتكم ، أرفض موتكم ، أرفض سُباتكم في عالم الرذيلة ..!! اتجاهي الآخر معالمٌ من الخير سأصل قمّتها ذات فجر قادم من طبول تقرع في سماء شامبالا .....!!
أزعجتكم بهواجسي التي لامست أفكاركم المريضة... لا بأس!! شجاعتي لا تذوي أمام حضارتكم الصريعة ومنهجية القطيع سأجعل منها مسرحيّة هزيلة علها تتخذ مسارًا فكريًا آخرَ.. نمطًا جديدًا يعيدُ اتزانكم ، فتصحون من وهم الخرافة وسحرها المادي القاتل .. تلك الدوائر تملأ عقولكم المريضة المصنوعة من ألوان هزيلة .. ملعونة هذه المادة فوق رؤوسكم ، هي تقودكم ولم تتعلموا كيف تقودونها .. فاسْتعبدكم شيطانها الأكبر في فلول ليلكم الظلامي الطويل ... أختزنُ شيئًا من الموت على أطباق حياتكم البالية أتوهُ بين نفسي ونفسي ، أعانقُ الربى الجرداءَ في صحراءَ غريبة ، ممتدة من ماضي المغيّب المدحور إلى مستقبلي المقهور ........!!!
أيتها الإنسانيّة الراحلة المنتهيّة الصلاحيّة لم يتعلم أبناؤكِ سوى أنواع من العداء والكراهيّة والعدوانيّة فغلّفوها بجهلهم ونومهم وأوهامهم تحت جنح الظلام بالجهل والظلم والقمع والقهر والتخلف والتحجر والدمار والدماء... فهل سأستيقظُ ذات صباح لأجد نورًا يشرق من عصر ذهبيّ جديد ؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!



#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل مسائيّة
- هُنَا وهُنَاك
- شجون
- قالت وقال ( ٣ )
- يوميّات شتائيّة
- يوميات شتائيّة ( 2 )
- تساؤلات وصلاة
- إليكِ في البعد الآخر
- قالت وقال ( 2 )
- لا تبكي سوريا
- رثاء شهيد
- ** مَوْجٌ وَحَنِيْن **
- قالت وقال
- مَواسِمُ الْحَصَادْ
- همس الروح
- الزِّيْز
- مَاتَ الْوَلَدُ !!
- احتضار أم ولادة
- الْمَوتُ عَلىَ حَافَةِ النِّسْيَانْ
- رِسَالَةُ صَمْت


المزيد.....




- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علم الدين بدرية - من وحي شامبالا