أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علم الدين بدرية - رسائل مسائيّة















المزيد.....

رسائل مسائيّة


علم الدين بدرية

الحوار المتمدن-العدد: 4106 - 2013 / 5 / 28 - 08:54
المحور: الادب والفن
    


رسائل مسائيّة
علم الدين بدرية
( 1 )

مساؤكِ جنّة أنتِ جمالها وأنتِ الحور وأنتِ الروح والطلب ، كوميضِ نورٍ من رؤى الأحلام الورديّة الغافية على غمّزات خدّيكِ تتمرد الأحاسيس الشاردة ، لتريق ما تبقى من عسلٍ لرضابِ العشق على زهرات شفتيكِ ..على أوتار فؤادي المعتم تعزفُ أناملكِ لحنَ الرجوع وترسلُ أغنيّةً للمطر على إيقاع خريرها المتفرّد ، يتهافتُ الشجنُ في أُمسياتي الحزينة صورًا من البوحِ الصامت ، يعكسُ زمني الأرضي في تشابك المساحات وانهيار خطوط الطول والعرض ، همساتكِ المنسابة في أخاديد الوجع ، تعانقُ الروح في حُرمات اللوتس المقدس ، زمن بوحكِ الأول يا صغيرتي عادَ يدغدغُ تلافيفَ النرجس الحائر وأكمام الورود النديّة في فجر انعتاقي .. في ترقرق حروفك الراعفة أشعةٌ تفجّرُ شبقها العذري على صدر عتمتي فيزهو الورق من رعشات عطركِ وتناغم صوتك المخمليّ فيصدحُ بلبلُ شعري ، أأنتِ ملاك أم طيف أنت ، أم ربيع يورق في خريف التعساء ؟
( 2 )
مساؤكِ بوح قرمزيٌّ يمتشقُ بقايا عشقٍ صباحيّ على أكمام الورود الحالمة في هيام الندى المتجدد صبحَ مساء ..
فراشتي يشتاقكِ الرحيقُ المخضبُ برضابِ القبل ويحنُّ إليكِ بلبلٌ يغرّدُ خارجَ السربِ على غصن جمالكِ ..في ساعةٍ مسائيّةٍ من نهارٍ كانَ يخلعُ آخرَ شُعلةٍ من حرارتهِ الربيعيّة ، رأيتُ كفكِ زهرةَ ياسمين تلوّحُ في الأفقِ الرحيب ، أنامل تسطعُ في فضاءٍ لا يحدّ .. تساءلتُ كيف استطاعت زهرةُ الصباح أن تكون مسائيّة في هذا الزمن الرهيب .. ربما أدركتُ الآن بكلّ الوعي أن الحبَ يزهرُ بدون مساحات وأبعاد ، لأنّ هناك أزمانًا تدخل في اللا متناهي ، وتخرج تمامًا عن واقع الحال في استعادة الوقت الضائع فوق منحدرات الرّغبة والشوق والحنين.. مثل هذا الحنين تتقمصهُ رائحةُ عشقكِ فيعبق عطرًا في أنفاسي ، عندما خرجتُ من البيت هذا الصباح ..لم أعلم وقتها إن كانت الزهرة قد استيقظت على الشاطئ الآخر .. راودتُ الرصيفَ أن يدلّني على اتجاه نسمات عبيرها فامتدّت خطواتي حدّ المعجزة .. وكانت هي زهرةَ اللنوفر الصاعدة إلى نرفانا روحي ، في معراج الصعود تلغى الحواجزُ وتكتملُ الصلاة ، أشعلتُ ظل همساتكِ فتيلَ ابتهالٍ معشّقٍ بالندى الصباحي ينعشُ الأنفاسَ الطريّة.. شعرت أنّ الهواءَ بحريٌّ جنوبيٌّ تمامًا ، كان يَفردُ جناحيه حدّ الاستفاضة فيحملني إليكِ .. كما كنتُ ذات يومٍ .. طفلاً يرنو إلى لحن عينيكِ ...!!
( 3 )
ذاتَ وعدٍ قادم .. سيطلعُ زمنٌ آخر .. أبعد من بعيد .. وعندها ستكونُ حروفنا عطرة كالليمون والياسمين وسيكون بوحنا همسات عصافير وقطرات ندى ونسمات صباحيّة مسائيّة تحمل رائحة البحر من شواطئ الاغتراب إلى أشجار الصنوبر والسنديان في قمم الوطن العالق في أنفاسنا ، في كلّ نبضةٍ من نبضات الزمن أنسى أنا المساحة الآفلة والمسافة الفاصلة بيننا يا غاليتي ، أو ربما أحاول أن أتخطّاها.. قد يكون ذلك مخالفًا لقاعدة ضبط إيقاع الروح في زمن البوح ، وهو تمامًا ما أسعى إليه ، أن أخالف كلّ قاعدة وكل معادلة نسبيّة في ترتيب أرقامي الناطقة بالصفر ،
اذكري ذات مساء كيف ثملَ الحرفُ بيننا وانتشينا في عالم من النقاء .. حاولي مرةً أخرى أن تُرجعي الجداولَ إلى مجراها ولون العمر إلى أكمام الورود.. خذي عُمري حدائقَ وردٍ وحبق ، وأعيدي لشفتيكِ ابتسامة الأمل .. خذي صَوتي وصمتي واكتبي على كلّ جدران الوقت أن لا مكان إلاّ لتلك الزهور الغافيّة في ضوء القمر ، حيث تتجلى عرائسُ اللوتس في محراب عشقها الأزلي فتفتح سدرة الانبعاث لكلّ من مرّ على الطريق ...
الفقدان والبعد يخافان من اللحظة الهاربة ، وأنا أكتبُ باستمرار وكأنني على موعد متجدّد بين الموت والولادة ، هروب اللحظة يجعلني أحاول لمسها والإمساك بها بين بعثرة الأبعاد وصهر المستحيل ، قد نلتقي بعد زمن طويل ، وقد .. نلتقي في زمن أقل ، وقد لا نلتقي أبدًا ..!! كل ذلك لا يهم طالما أننا روحان وطيران تعانقا في ممرات الحبّ الضيقة ، كل ما أرجوه ألا تتصدع جدرانها من الصدأ في زمن ما خارج عن الإرادة ..
أتمنى أحيانًا أن أخرج من حدود الاعتراف والبوح ومجازاته المعلنة والمبطّنة ، عبر حروف تتشكل بكل الألوان والكلمات ، من حدود زمن ، وأن أطالبكِ بلون ألليلك وروعة القرمزي وأن أحلّفك بقوافل الياسمين بكلّ الأطر المكسورة والاعترافات المبحوحة والصمت الزاحف خلف الأقمار أن تشي بشيء من شوقكِ المدفون خلف لوحات وعباءات ..!! وحتى لا أقسو على الحب وأظلمه ، تعود حروفي بحنان لتضم أحزاني المزروعة اشتياقًا للنفس التي دخلت مملكة الصمت المغلقة .. حتى بتُّ أخشى أن أرى وجهي المرهق ، الحالم ، العاشق على صفحة مياه بحيرة فأهيم مع السراب باحثًا عن نصفي الضائع في مدائن الاغتراب ..
( 4 )
ما أجملَ المساء عندما يطلّ قمران من بين السحب قمر كلماتك وقمر الليل ، ما أروع حروفكِ الراعفة تضعينها زهورًا في درب عمري .. أخاف أن يطول طريق بوحنا فأسقط قبل أن نكمل المشوار معًا .. أخشى من ارتعاشات ناي يوقظ جراحًا لم تلتئم وشوقًا اختبأ في عتمة الليل .. لا أدري إذا كان عليّ دائمًا أن أعيد ورودَ العمر إلى رصيف الزمن الضائع .. هي حالة من الوجد تسرق كلّ ما في الوجود من زمن وأبعاد .. وحالة من الحب تلغي كلّ حدود الصمت ..
هل هو الحب يا غاليتي يبزغ من حروف رسائل تعمّد برحيقها الفجر والغروب ..؟ هل أحبكِ .. هل تحبينني ؟؟ أحيانًا عزفنا يشبه رذاذ المطر في لحظة عشق خاطفة .. وأحيانًا يشبه إعصارًا في مهب ريح من الأحلام .. أنّ الحبّ يا صديقتي عقارب الساعة التي تقف على حافة فراغٍ جميلٍ لذيذٍ أخّاذ .. حالة يثملُ لوصفها القلم .. لا يسكبُ فيها كلماتٍ على مقاس الجسد.. حالة روحيّة صوفيّة نكون فيها نحن .. فقط أنا وأنتِ .. نغيب فيها في كلّ يوم مرّتين .. لذلك الحب هنا تجاوز لأشكال الاستحالة والأبعاد والزمن المستحيل ..
أبحثُ يا صديقتي عن مسافة ليست كالمسافات ، مسافة تلغي التعريف والتوصيف .. حبّنا لا يشبه في لحظته الراهنة أي حب .. والحب لا يشبه في جنونه أي جنون .. قليل من الوقت وينتصفُ ليلي وتدقّ ساعةُ الفجر على جدار الروح صرخة النداء ، فأطلّي من بوابة العشق لنسبقَ قطرات الندى وأرق الورود الساهرة على أبواب الانتظار .. البوحُ لا ينام يا فراشتي ..!! الحبُ لغزٌ كالفن كالإبداع .. كشعاعِ شمسٍ تغمس سهامها بموجات عطرٍ ناعم يتدفق بسخاء الأرض وتجلي الياسمين بوجنتيكِ الورديتين .



#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هُنَا وهُنَاك
- شجون
- قالت وقال ( ٣ )
- يوميّات شتائيّة
- يوميات شتائيّة ( 2 )
- تساؤلات وصلاة
- إليكِ في البعد الآخر
- قالت وقال ( 2 )
- لا تبكي سوريا
- رثاء شهيد
- ** مَوْجٌ وَحَنِيْن **
- قالت وقال
- مَواسِمُ الْحَصَادْ
- همس الروح
- الزِّيْز
- مَاتَ الْوَلَدُ !!
- احتضار أم ولادة
- الْمَوتُ عَلىَ حَافَةِ النِّسْيَانْ
- رِسَالَةُ صَمْت
- إشْراقَةٌ


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علم الدين بدرية - رسائل مسائيّة