أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - -الغربال- علي حسين خلف















المزيد.....

-الغربال- علي حسين خلف


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4632 - 2014 / 11 / 13 - 09:27
المحور: الادب والفن
    




قبل الدخول إلى المجموعة القصصية الصادرة في عمان عام 1983، أود الإشارة إلى أن هذا الكاتب عندما توفى في أواخر القرن الماضي، قال احد الذين ذهبوا إلى بيت العزاء "لم يكن هناك سوى ابن علي حسين خلف وبعض أصدقاءه فقط"، ومنذ ذلك اليوم وأنا أحاول أن أرد جميل "على حسين خلف"، الذي تعرفت عليه في معرض الكتب الذي أقامته كلية الزرقاء الأهلية في عام 1984، فوجدت فيه رجلا مهذبا، يحاول أن يفعل شيء لهذا الوطن ولهذا الشعب، من خلال تقديم الكتاب وفتح المجال أمام القراء لكي يتعرفوا على عالم الكتب.
علي حسين خلف وضع كل ثروته في "دار ابن رشد" للنشر والتوزيع، والتي كان مقرها جبل الويبدة في عمان، لكن حال الثقافة في الدول العربية بائس، ويجوع من يتعامل مع الكتاب، حاولت إيصال مجموعة "الصهيل" و"الغربال" إلى الشاعر والناقد احمد دحبور، لكي يقوم بالتعقيب عليها، لكن المحاولة لم تنجح، حيث كان متواجد في غزة، وبين غزة والضفة قارات وبحار ليس من السهل التواصل بينهما.
وقبل اقل من شهر التقيت بالشاعر احمد دحبور في رام الله، بعد أن انتقل إليها حديثا قادما من غزة، وتذكرت إنني استطيع القيام بالتعقيب على المجموعة القصصية، وقد استغربت لماذا كان كل هذا الانتظار.
الغربال مجموعة قصصية تناولت أحوال الفلسطيني بعد حرب 1948، وما تعرض له في أماكن الشتات والتشرد، المجموعة مكونة من سبع قصص، تبدأ بقصة عنون المجموعة، والتي تتحدث عن العمل في احد معامل السكاكر في مدينة اربد، وكيف يقوم احد العمال بالبصق في العجنة، وصاحب العمل يضع السكر إلى وقع على الأرض في العجنة، علما بان تلك السكاكر تباع للأطفال، فهنا نجد الإهمال المتعمد للنظافة في معمل "أبو بكر للحلويات والسكاكر" كما يضيف الكاتب إصابة إبهام عامل وسقوط الدم في العجنة دون أن يلقي بالا من صاحب المعمل لهذا الأمر.
فهنا كان الكاتب يتحدث عن أمر في غاية الأهمية، ويحذر من الاستمرار في التهاون والإهمال لمسألة النظافة.
القصة الثانية "البحر" وهي تتحدث عن أم حسان التي فقدت ابنها، فأخذت تسأل عنه كل من تجده من الطلاب، وأيضا تتفقد كل الباصات القادمة من نابلس إلى طول كرم، في هذه القصة نستطيع أن نسقط الرمز عليها، فالابن الضائع كان يمثل فلسطين 48، وإلام التي تبحث عنه كانت الجزء المتبقي منها، كما نجد كل المحيطين بأم حسان كانوا مهملين لها ويتعاملون معها على أنها مخبولة، وهذا الأمر ما عانت منه فلسطين بعد احتلال 48، فنجد صورة الجندي الذي يحمل الهراوة ويهددها بالضرب إذا لم تبتعد عن الحدود، وهذا الأمر كان بمثابة واقع عانى منه الشعب الفلسطيني الذي قمع من بقبل الجيوش العربية، ونجد حضور المكان الفلسطيني في قصة "البحر" فيذكر لنا "نابلس وشويكة وقلقليلة وطول كرم وحيفا" فالمكان يعد احد أهم العناصر الحاضرة في الذاكرة الفلسطينية.
في قصة "الإضراب" نجد الطرح الطبقي واضح، كما نجد حديثا عن العمل النقابي، وكيف كانت النقابات لعبة بيد النظام وأصحاب العمل، فيقول مسؤول النقابة "ـ أولا النقابة لا تقبل الشكوى من غير الأعضاء فهل انتم أعضاء في النقابة؟" ص27، وبعد أن يسجل العمال فيها يكون الحال على هذا الشكل: " ـ المهم أنا أنصحكم نصيحة أخوية بالعودة إلى العمل والتوقف عن المشاغبات التي لا طائل منها ولا فائدة" ص28، ونجد صاحب العمل يقوم بطرد العامل المضرب عن العمل يقول بكل ثقة "ـ أمامك النقابة أو الشرطة، قرر وتصرف وسنرى من يكسب الجولة" ص29، من يعرف النقابات في الأردن يتأكد بأنها مسيرة من قبل المخابرات وأصحاب العمل، فهي ليست أكثر من يافطة، لا تقدم أي شيء للعامل، بل تأخر و تعيق العمل النقابي.
القصة الرابعة "سمك زبعا" تتحدث عن الفقر الذي يمر به الفلسطيني المشرد من وطنه، تقوم زوجة سمير بالاقتراح على زوجها بتلقيط (العلت والخبيزة والخرفيش والمرار) أو الذهاب إلى "الشريعة" وصيد السمك منها، فيعجب بالقتارح الثاني حيث انه كان صيادا في بحيرة طبرية سابقا، يقوم سمير بالدخول إلى مستعمرة "زبغا" ويصطاد السمك منها، تكتشف الزوجة ذلك وتطالب سمير بالتوقف عن هذا العمل لما يحمل من مخاطر القتل من قبل اليهود، لكن سمير يصر ويذهب ولكن لا يعود أبدا.
النهاية التي رسمها الكاتب جاءت بهذه الصورة "قال سكان الباقورة أنهم سمعوا صوت إطلاق نار أكثر من مرة في تلك الليلة، فأبدت الزوجة ثيابها واتشحت بالسواد وظلت تنتظر سنوات عديدة، وتبقي باب البيت مفتوحا حتى منتصف الليل" ص37، الرمزية التي جاءت في نهاية القصة تشير إلى أن الزوجة مازالت تأمل بعودة زوجها، وفلسطين ما زالت تنتظر الجزء الغائب منها أو عنها.
قصة "الاختيار" تتحدث عن الفلسطيني في المخيمات ورغم حديث الكاتب عن حالة الفقر والعوز التي يعاني منها سكان المخيم، إلا أن الجانب الوطني لم يغب أبدا، فلجوع والفقر هو نتيجة الابتعاد عن الوطن وفقدانه، من هنا كان الابتعاد عن فلسطين يشكل حالة من الخوف لدى الفلسطينيين فكان يرفض الهجرة إلى أمريكيا أو أوروبا، لأنه كان يشعر بان هذه الهجرة ستزيد من مأساته.
في قصة "النافذ" تتحدث عن الأبناء الفلسطينيون الذي يذهبون ولا يعودون، فحتى الذهاب إلى الدراسة في الخارج كانت تعتبر مأساة للفلسطيني، حيث أن هؤلاء الطلاب لا يعودون إلى أهاليهم، فتكون مأساة الآباء والأمهات مضاعفة، الحرمان من الوطن ومن الأبناء أيضا.
في قصة "خمس دورات" ينتقل الكاتب من وصف الفلسطيني المشرد العاجز إلى المقاتل الذي يسعى للانتقام ممن سلب منه الوطن، وهذه تمثل نقلة نوعية في القصة الفلسطينية، حيث أن على حسين خلف كتبها في عام 1963، وهذا الطرح المقاوم كان بمثابة دعوة متقدمة في ذلك الحين، حيث أن الأنظمة العربية كانت تمارس اشد أنواع القمع والبطش بحق الفلسطيني.
قبل الانتهاء من "الغربال" نذكر بان الكاتب كتب هذه القصص قبل عام 1965، بمعنى أنها تعتبر من بدايات القصة القصيرة الفلسطينية، ومن هنا كان التركيز فيها على مكان الشتات، فكانت مدينة نابلس وطول كرم وقلقليلة تمثل مكان لجوء كما هو الحال مع عمان أو اربد، كما نجد لجوء الكاتب إلى الترميز للهروب من الرقابة التي لم تكن تسمح بالمس بأي شيء يتعلق بالحكومة.
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -مرسوم لاصدار هوية- محمد عبد الله البيتاوي
- -طيور المحبة- يحيى رباح
- الحوار والإثارة
- -سامي لبيب- وخداع القارئ
- فكرة
- فكر القبيلة هو الأساس
- رواية -الأنفس الميتة- نيقولاي غوغول
- -المسكوبية- اسامة العيسة
- هجوم غير عقلاني على مؤسسة ابن رشد
- -ذات مساء في المدينة- مجمد خليل
- مجموعة -الخيمة المحاصرة- إبراهيم العلم
- رواية -كيلا- اسعد العزوني
- مجموعة -بحر رمادي غويط- زكي العيلة
- العرب في مهب الريح
- ديوان -نوم كما أرى- أشرف الزغل
- رواية -الفئران- عباس دويكات
- ديوان -قمر أم حبة أسبرين- محمد حلمي الريشة
- أمي
- -الحكاية الشعبية ودورها التربوي- عباس دويكات
- رواية -الميراث المر- عباس دويكات


المزيد.....




- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - -الغربال- علي حسين خلف