أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - -طيور المحبة- يحيى رباح















المزيد.....

-طيور المحبة- يحيى رباح


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4629 - 2014 / 11 / 10 - 20:48
المحور: الادب والفن
    



مجموعة "طيور المحبة"
يحيى رباح
مجموعة قصصية من منشورات فلسطين المحتلة، بيروت، عام 1982، تقع في مائة وخمس وخمسون صفحة، حجم صغير، ما يميز هذه المجموعة قربها من السرد الروائي، فتكاد أن تكون رواية لكن بسرد قصصي، فهناك قدرة عند الكاتب على الإحاطة بالتفاصيل الدقيقة للأشياء والأشخاص، والتحدث عنهم بطريقة ممتعة، وأيضا توصل الفكرة بسهولة ومتعة، كما نجد الأسلوب الذي يستخدمه "يحيى رباح" يكاد يكون منفردا به، يخلق لنفسه مسارا للوصول إلى القارئ، بلغة وأسلوب وشكل ومضمون لا يماثله احد من كتاب القصة في فلسطين.
فكرة التناقضات المزدوجة
"طيور المحبة" تسع قصص، كلها تتحدث عن الفلسطيني، باستثناء قصة "دائرة الطباشير" التي تتحدث عن شخصية مصرية، فكان الكاتب يتابع أحوال الفلسطيني، إن كان في فلسطين، أم في لبنان، أم في سورية، كما تحدث عنه، أن كان رجلا عاديا أم مقاتلا شرسا، كما هو الحال في قصة "يوميات رجل غريب الأطوار" التي تحدثت عن الفدائي بسلبياته وايجابياته، وهنا لا بد من الإشارة إلى فكرة التناقضات التي يطرحها الكاتب، فنجد في قصة "ضياع النهر" مجموعة كبيرة من الأفكار التي توحي بوجود الحالة ونقيضها في ذات الوقت فيقول "هذه المرأة مثل دمشق، عارية ومستورة ... مغرية وممتعة في آن واحد" ص66، فهنا رغم الرمزية التي وضعها الكاتب إلا أن فكرة التناقض تنعكس في ألا وعي الفلسطيني في العديد من المسائل، فنجد هناك من يكون معنا وفي ذات الوقت ضدنا، ويضيف حول التناقضات "... كان وسط الزحام وخارجه يرى كل شيء وغير متحيز لأي شيء، نائم ومستيقظ، غائب وحاضر، ... يخيل إلى أحمد المصلح أن الناس في الساحة ينشطرون إلى نصفين، يتدافعون، يتعاركون، يخيل إليه أن بعضهم مع ذلك الشخص الذي يركض هاربا وأن الآخرين ضده" ص67، اعتقد بان من مثل هذه الفكرة المتناقضة، تجعل القارئ يتأنى ويتأمل ما جاء فيها من ازدواجية المعاني، وإذا أضفنا إليها الرمزية الكامنة فيها نكون أمام نص ممتع ومركب وذو مضمون فكري، يحرك العقل ويفتح المجال أمامنا للتخيل والبحث عن الواقع، والعلاقة التي تجمع بين الرمز والتناقضات والواقع الفلسطيني.
وفي قصة "هموم حارس ليلي" يؤكد الكاتب حالة التناقض إلي يمر بها فيقول على لسان "محمد المشنوق" "ـ أخبروني يا أهل هذه المدينة ... ما اسم هذا الشيء الذي يبدو حملا ولكنه ليس كذلك؟" ص74، الترميز الذي يواكب التناقض يلازم الكاتب في العديد من القصص، فكأنه يتهرب من المواجهة الصريحة مع الواقع من خلال الرمز، وأيضا يستخدم صيغة السؤال لكي يضيف بعدا فكريا لدى المتلقي، ويجعله يتأمل في النص أكثر.
ويقول أيضا: "هذه المدينة تصلح للنصر كما تصلح للهزيمة، ... هذه المدينة مفتوحة لكل جهات الأرض ومغلقة في وجه كل شيء" ص77، البعد الفكري يجعل من القصة ليست ممتعة وحسب، بل مجالا للتفكير والتأمل، وهنا يضاف إلى المتعة الأدبية متعة فكرية، وهذا ما يحسب للكاتب، الذي استطاع أن يجعل القارئ هو من يكتشف الفكرة، فالكاتب تعمد أن يجعل وجهة نظره وراء الرمز وأيضا خلف لعبة التناقضات التي توجب على المتلقي أن يتأمل ما فيها وما يراد من وراءها.
وفي قصة "إلى لقاء في الموت القادم" يطرح الكاتب فكرة التناقض في مسألة الأيمان بطريقة مذهلة فيقول: "... سألوا رجلا مؤمنا وهو على فراش الموت ... هل رأيت الله؟ ..فقال لهم ... لا ... لم أراه... سألوا رجلا ملحدا وهو على فراش الموت .. هل رأيت الله؟ ... فقال لهم نعم رأيته.." ص101، هنا التساؤل الذي يطرحه الكاتب في القصة هو اقرب إلى الأحجية منه إلى سؤال عادي، فهنا نجد فكرة الإيمان والإلحاد بحاجة إلى إعادة التقييم عند كل من يعتنقهما، المؤمن بحاجة إلى مراجعة إيمانه في الله، والملحد بحاجة إلى مراجعة إيمانه بالإلحاد أيضا، إذن نستشف في مجموعة "طيور المحبة" البعد الفكري الذي يلازم البعد الأدبي واللغوي فيها، فهي ممتعة وفي ذات الوقت تعطي المتقي مساحة جيدة للتفكير والتأمل، لما تحمله من تساؤلات وتناقضات وترميز للعديد من القضايا، إن كانت تهم الفلسطيني بشكل خاص أو الإنساني بشكل عام.
وفي قصة "طيور المحبة" يقولك " ـ ابتعدنا عن نقطة الانطلاق... ونقطة الوصول ليست قريبة... ماذا تفعل القافلة؟" ص152و153، اعتقد بان الكاتب نحج وأبدع في هذه المجموعة، فتلازم التفكير المتناقض وإضافة التساؤل عليها جعل من القصص تأخذ البعد الفكري الفلسفي، وليس مجرد طرح فكرة بعينها، ففي حالة الجمع بين المتناقضات، ووضع صيغة سؤال، ثم جعل الحديث يقع بين الرمز والواقع، جعل من المتلقي يتأكد بوجود أكثر من شيء يراد من وراء هذه المجموعة القصصية، فهل المتعة الأدبية هي التي يردنا الكاتب أن نأخذها؟، أم المتعة الفكرية؟، لغة القصص وطريقة تركيبها المكثفة، القريبة من السرد الروائي، حيث توحي للمتلقي بأنه يتناول رواية وليس قصة، هل هذا ما يرده الكاتب أن ننتبه له، ويجعلنا نعيد النظر في العديد من القصص التي نقرأها، هل أرد أن يجعلنا ننتبه إلى وجود أسلوب قصصي جديد، لا هو قصة ولا بالرواية؟ كما هو الحال في فكرة التناقضات التي طرحها؟.
الترميز
يستخدم الكاتب في قصة "عودة زرقاء اليمامة" الترميز بكثافة، موظفا النص التراثي لما يريد أن يطرحه من حالة التشابه بين تحذير زرقاء اليمامة لقومها، وتحذير الفلسطينيون للعرب بالخطر المحدق بهم، فهنا كان الطرفين ـ الفلسطيني واليمامة ـ يتجاوزا الواقع من خلال معرفتهما بما يحاك للأهل من تآمر من الأعداء، لكن عدم الانصياع للتحذير، والانغماس في ملذات الحياة، جعلت الأمور تسير إلى الكارثة، يضيف الكاتب رمزية أخرى على النص التراثي عندما جعل موت اليمامة يتم على يد أهلها وليس على يد الأعداء، "تغوص السيوف والحراب والخناجر في لحم العرافة، تقطعه ولكن ما أن يستل الواحد خنجره بعد الطعنة حتى تنبثق من مكان الطعنة عين جديدة، وتظل المرأة منتصبة كأنما علامة تصل الأرض بالسماء....
ـ هذه المرأة يكمن سرها في أن الذين يستطيعون قتلها هم قومها أنفسهم.
ـ دعوا شيوخ اليمامة يقتلون عرافتهم.
استفاق قائد الجند من غيبوبته على صدى الصوت، وصرخ في شيوخ اليمامة أن يقتربوا.. أعطى كل واحد منهم سيفا وقال لهم:
ـ هذا دمكم فلتسفكوا دمكم" ص25. هذا التغريب في الحدث التراث جاء ليلاءم الحالة الفلسطينية، وهذا ينم على مقدرة الكاتب على توظيف الحدث التراثي كيفما شاء، وكما جاءت عملية التغريب لتأكد انحياز الكاتب لواقع الفلسطيني، فهو ينتمي لهذا الشعب الذي آجر به العديد من الأطراف العربية.
قبل الانتهاء من حديثنا عن "طيور المحبة" نؤكد أن الكاتب كان يمكن له أن يكون علما أدبياـ هو كذلك ـ لو كثف من إنتاجه القصصي أو كتب الرواية، فحسب علمي المتواضع بان الكاتب يكتب مقالا يوميا في جريدة الحياة الجديدة فقط، ولم يكتب غير هذه المجموعة، وأرجو أن أكون على خطأ لكي نستمتع أكثر بما كتب لنا.
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار والإثارة
- -سامي لبيب- وخداع القارئ
- فكرة
- فكر القبيلة هو الأساس
- رواية -الأنفس الميتة- نيقولاي غوغول
- -المسكوبية- اسامة العيسة
- هجوم غير عقلاني على مؤسسة ابن رشد
- -ذات مساء في المدينة- مجمد خليل
- مجموعة -الخيمة المحاصرة- إبراهيم العلم
- رواية -كيلا- اسعد العزوني
- مجموعة -بحر رمادي غويط- زكي العيلة
- العرب في مهب الريح
- ديوان -نوم كما أرى- أشرف الزغل
- رواية -الفئران- عباس دويكات
- ديوان -قمر أم حبة أسبرين- محمد حلمي الريشة
- أمي
- -الحكاية الشعبية ودورها التربوي- عباس دويكات
- رواية -الميراث المر- عباس دويكات
- قصيدة -تفصيل آخر من لوحة الصعود إلى العراق- خالد أبو خالد
- رواية -شارع العشاق- محمد عبد الله البيتاوي


المزيد.....




- الفنانة يسرا: فرحانة إني عملت -شقو- ودوري مليان شر (فيديو)
- حوار قديم مع الراحل صلاح السعدني يكشف عن حبه لرئيس مصري ساب ...
- تجربة الروائي الراحل إلياس فركوح.. السرد والسيرة والانعتاق م ...
- قصة علم النَّحو.. نشأته وأعلامه ومدارسه وتطوّره
- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - -طيور المحبة- يحيى رباح