أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - -ذات مساء في المدينة- مجمد خليل














المزيد.....

-ذات مساء في المدينة- مجمد خليل


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4607 - 2014 / 10 / 18 - 00:51
المحور: الادب والفن
    


مجموعة "ذات مساء في المدينة"
محمد خليل
مجموعة قصصية صادرة عام 1986، دون تحديد دار النشر، يتحدث الكاتب فيها عن الهم الوطني والشخصي، وعن المرأة والمعتقل، عن الغربة والاغتراب، إذن المضمون يطرح الجانب الشخصي والجمعي (الوطني) للإنسان الفلسطيني،وشكل الذي صاغ به الكاتب مجموعته كان يرتقي فيه إلى الأعلى، فاللغة كان رائعة وممتعة، كما كان حضور المرأة يرطب الأجواء القمعية التي يعيشها البطل، كما كانت قدرة الكاتب على التصوير الطبيعية ووصفة للأشياء أعطى المجموعة ميزة إضافية.
"محمد خليل" في العديد من قصصه جمع بين حالة القمع والمرأة فكانت البلسم الذي يداوي جراح، ففي قصة "البحر" يطرح وجود المرأة وحالة القمع كحالة صراع وتناقض فيقولك " في آخر ليلة قضيناها معا.. سهرنا حتى الصباح.. تحدثنا كثيرا.. عن الحب.. عن الفرح.. عن الوطن.. وفي آخر السهرة عانقتني.. وعندما شيعت لها خبر سفري علا الشحوب وجهها.. طوقت عنقي بيديها وبكت.
ـ لتبق يوما آخر
ـ سيهدرون دمي إن تأخرت ساعة" ص 10، بهذا الوضع كان الصراع بين المرأة وما تمثله من متعة ولذة وعاطفة وحب وحرية، وبين حالة القمع والمطاردة التي تمثلها السلطة، والسلطة هنا سلطة احتلال.
ويعود إلى المرأة في قصة "السجين 83" فيصفها بهذا الوصف : "كنت مستلقيا في ساحة البيت، اقرأ في كتاب ما عندما قدمت ماجدة بوجهها الباسم. جلست إلى جواري. قبلتني، قالت:
ـ سأزف لك خبرا مفرحا.
...
ـ إني حامل" ص16، المرأة هنا تمنح الفرح والسعادة للرجل، كما نجدها رقيقة في تعاملها مع الرجل، وما كانت قبلاتها إلا تأكيدا على اللطف والمحبة التي تكنها له.
كما نجدها رفيقة النضال وتشارك الرجل في عمله الوطني فهي لا تقل عنه وطنية، ففي قصة " السجين 83" يتم اغتيالها، وفي قص "التجاوز" تكون على هذه الشاكلة: "وعندما أوقفوني أول مرة بكت كثيرا، وفي المرة الثانية أوقفونا معا.. أطلقوا سراحها في اليوم الثالث وأبقوني عشرة أيام" ص19، في المشهد السابق، كانت البداية مجرد امرأة تحب رجلها، حبيبها، ولكن تطور هذا الحب الشخصي إلى الحب الجمعي، العام، فشاركته فيه. فهما يتقاسمان الحب، بصرف النظر عن مضمونه.
حالة الاغتراب تطارد البطل في قصة " كرنفال النجوم" فكانت النجمة السداسية تشكل الشيطان الذي يلاحق البطل، أينما ذهب يجدها، حيثما كان يجدها، فهي تشكل له حالة من عدم الاتزان وتثير فيه فكرة عدم طبيعة الحياة وسويتها، من هنا نجده يعاني من الاغتراب، وكانت المرأة أيضا هي البلسم الشافي له فيقول : "... يحن إلى امرأة تجلو عن صدره غبار الأيام" ص26.
وفي قصة "عذابات" نجدها تحفف عنه مشاكل الحياة والهموم التي تتعبه فتقول مهدئة له : "ـ لماذا لا تسمع فيروز فتتذكر أيامنا الجميلة" ص31، إذن حضور المرأة في العديد من القصص كان له أثرا ايجابيا عند الرجل، كما أنها تمثل الحالة الايجابية المطلقة، فلا نكاد نجدها إلا بالصورة المثالة فلا تتوانى عن تقديم كل ما تستطيع للتخفيف عن الرجل.
حضور الكتاب والكتاب كان له مكانا في مجموعة "ذات مساء في المدينة" فيقول في قصة"الذبابة" :"أتناول كتابا آخر حدثني عنه احد الأصدقاء كثيرا ولم اقرأه .. داغستان بلدي.. رسول حمزاتزف" ص46، وهذا بالضرورة يكون دعوة للمتلقي بقراءة الكتاب. كما نجد ذكر لفيروز كحالة استثنائية لما تمنحه للمستمع من راحة وهدوء وسكينة وأمل فيقول في قصة "البحر" ـ فيروز تسكنني كجنية
ـ فيروز تفجر في المساءات الوحيدة" ص9، قبل الانتهاء من الحديث عن هذه القصص، نقول بأننا أمام مجموعة قصص رائعة ومتقنة وما استخدم الكاتب التروية كبديل عن المباشرة، كما هو الحال في قصة "السجين 83" عندما قال عن جندي الاحتلال " أطل من ورائه رجل ابيض الوجه أشقر الشعر، وقال بلهجة متكسرة.
ـ "83" روح غرفة واحد" ص13، إلا تأكيد عل إبداعه، وهنا يؤكد الكاتب على مقدرته لرسم المشاهد بطريقة تأثر في المتلقي، وفي ذات الوقت تحترم مقدرته على التفكير فيما يقرأ.
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجموعة -الخيمة المحاصرة- إبراهيم العلم
- رواية -كيلا- اسعد العزوني
- مجموعة -بحر رمادي غويط- زكي العيلة
- العرب في مهب الريح
- ديوان -نوم كما أرى- أشرف الزغل
- رواية -الفئران- عباس دويكات
- ديوان -قمر أم حبة أسبرين- محمد حلمي الريشة
- أمي
- -الحكاية الشعبية ودورها التربوي- عباس دويكات
- رواية -الميراث المر- عباس دويكات
- قصيدة -تفصيل آخر من لوحة الصعود إلى العراق- خالد أبو خالد
- رواية -شارع العشاق- محمد عبد الله البيتاوي
- رواية -الصراصير- محمد عبد الله البيتاوي
- رواية -شهاب- صافي صافي
- رواية -اليسيرة- صافي صافي
- الإيمان والعقل
- -السلم المسلح- غاستون بوطول
- رواية -المهزوزون- عبد الله البيتاوي
- -امام المرآة- فاروق مواسي
- من شعر معين بسيسو


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - -ذات مساء في المدينة- مجمد خليل