أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - مريم فخر الدين وسحر السينما الكلاسيكية















المزيد.....

مريم فخر الدين وسحر السينما الكلاسيكية


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 4626 - 2014 / 11 / 7 - 14:25
المحور: الادب والفن
    


عندما انتقدت الفنانة مريم فخر الدين ممثلاتِ الجيل الجديد ( في مقابلة تلفزيونية اعتبرها البعض بمثابة فضيحة )، فإنها أخذت عليهم قبل كل شيء " أشكالهم الشبيهة بالقردة! ". هيَ وجهة نظر كلاسيكية جداً، ولا شك، على الرغم من أنها مُجتزأة. إذ أنّ نقد الفنانة الكبيرة لأفلام اليوم، يتفق معها كثيرون؛ وإن لدواعٍ أخرى، مختلفة. لقد فقدَتْ السينما المصرية سِحْرها وبريقها، بعدما تعهّدها مخرجون وكتّاب أضحى همّ معظمهم تقليد أفلام الأكشن الأمريكية وإسقاطها على واقع بلدهم، الذي يعاني من ألف مشكلة ومشكلة.
كان مما له مغزاه، أن يتمّ اكتشاف مريم فخر الدين في مرحلة فاصلة من تاريخ السينما، شهدت اضمحلال الرومانسية ومولد الواقعية. في فترة الرومانسية، كان اهتمام صانعي الفيلم متجهاً بالدرجة الأولى إلى جمال الممثلة. وإذا كان ثمّة استثناءاتٌ، فإن الأمرَ تعلّق غالباً بمطربة مشهورة ( أو راقصة ) قد أنيبَ لها بطولة الفيلم. ولكن، حتى في أفلام واقعية مبكرة، كـ " باب الحديد " على سبيل المثال، فإنّ مخرجه يوسف شاهين لم يرَ مانعاً من اسناد البطولة لهند رستم؛ نجمة الاغراء، الجميلة. اللافت، أنّ النظرة النمطية تلك، التي رسختها السينما الكلاسيكية، قد جعلت المخرجين الواقعيين يحجمون عن اعطاء مريم فخر الدين أدوار البطولة في أفلامهم.
ذلك العام ( 1951 )، الشاهد على اكتشاف موهبة ممثلتنا المبتدئة، سبقَ أيضاً حدثاً سياسياً هاماً؛ ألا وهوَ استيلاء العسكر على السلطة في مصر على أثر اطاحتهم بالملكية. منذئذٍ وحتى بداية الستينات، غلبت المواضيع الريفية على السينما وبما يتوافق مع عقلية قادة الانقلاب، القادمين من أعماق القرية. بعد خمسة أعوام، حينما تقرر انتاج فيلم ضخم يهدف لتمجيد ثورة العسكر، فإنهم عهدوا بطولته لمريم فخر الدين وكانت آنذاك في أوج نجوميتها. " ردّ قلبي "، الذي أخرجه عز الدين ذو الفقار، كان من ناحية أخرى فيلمَ النجوم، حيث اشترك فيه عدد كبير من الممثلين الكبار. ففضلاً عن بطلي الفيلم، الرئيسيين، كان هناك أحمد مظهر ورشدي أباظة وصلاح ذو الفقار وحسين رياض وهند رستم وزهرة العلا وفردوس محمد. هذا الفيلم، الذي يبلغ مدته 150 دقيقة وبالألوان الطبيعية، كان عن قصة للأديب يوسف السباعي ( وهوَ بنفسه كان سابقاً من تنظيم الضباط الأحرار )، الذي كتب له أيضاً السيناريو والحوار. وكما ذكرتُ في دراسة عن الفيلم، منشورة قبل عدة سنوات، فإن قصته تمحورت حول ثيمة " التوفيق " بين الطبقة الارستقراطية القديمة، المتمثلة بابنتها الأميرة انجي ( مريم فخر الدين )، وبين الطبقة العسكرية الصاعدة، الممثلة بابنها الضابط علي ( شكري سرحان ) ابن الجنائني عبد الواحد.

*
" حسناء السينما "؛ كان أشهر ألقاب مريم فخر الدين، الفنية. إنه يُحيل، ولا غرو، إلى حًسْنها الرائع، النادر، الذي كان يُضاهي أنداده في سينما هوليوود. بيْدَ أنّ جمالها ذا الجذر الأوروبيّ ( أمها من المجر )، لم يكن فألاً سعيداً عليها كفنانة سوى في البدايات. إذ المعروف من سيرتها، أنها كانت في الخامسة عشر من عمرها حينما اختيرت كأجمل فتاة من قبل مجلة فرنسية، مما جعل شركات الاعلان تتعاقد معها. سنتان على الأثر، ثم استطاع صديق والدها، المخرج المعلّم أحمد بدرخان، أن يقنعه بالموافقة على اشتراكها في بطولة فيلمه " ليلة غرام ".
سيَر حياة الفنانين، كان الإعلام المصريّ ـ كعادته! ـ يحبكها بحَسَب تقلّبات البيئة المحلية. فلم تكن سيرة حياة مريم فخر الدين، والحالة كذلك، متقاطعة دائماً مع الحقيقة. ولكن من حسن الحظ، أن هذه المبدعة المثقفة كانت ذات شخصية تتسم بالجرأة والصراحة، فأضاءت خلال مقابلاتها المسجلة بعضاً من دياجير حياتها الشخصية والفنية. لم يكن والدها، المهندس، ذلك الرجل المحافظ والمتديّن، بل ولم تكن هيَ نفسها تعرف أنها مسلمة إلا حين أضحت صبيّة. إذ على الرغم من أنها ولدت في الفيوم ( عام 1934 )، ونشأت فيها، فقد كانت أمها تناديها باسم " ماري " وتأخذها في أيام الآحاد مع شقيقها الصغير والوحيد ( الفنان يوسف فخر الدين ) إلى الكنيسة. درست مريم في المعاهد الأجنبية الخاصة، واتقنت اللغة الألمانية ( كانت المجر وقتئذٍ تابعة للإمبراطورية النمساوية )، ثم حصلت بعد ذلك على البكالوريا. منذ صغرها، عانت مريم من التهاب مزمن في احدى أذنيها، جعل سمعها ثقيلاً وأثرَ فيما بعد على أدائها في الأفلام السينمائية. غير أنها تعافت لاحقاً، بعدما خضعت لأكثر من عملية جراحية.
في أواسط الخمسينيات، أي في ذات الفترة التي كان يُحضَّر فيها انتاج فيلم " ردّ قلبي "، كانت مريم فخر الدين واحدة من ثلاث ممثلات تربّعن على عرش السينما المصرية. الطريف في الأمر، أن ثلاثتهن كن متزوجات من رجال أشقاء: فاتن حمامة ( مواليد 1931 ) كانت مقترنة من المخرج عز الدين ذو الفقار، وشادية ( مواليد 1934 ) تزوجت فيما بعد بشقيقه الممثل صلاح ذو الفقار. شقيقهما محمود ذو الفقار، المخرج السينمائي، كان يكبر مريم فخر الدين بثلاثة وعشرين عاماً حينما اقترن بها عام 1952. في تلك الفترة، كان هذا الثلاثي النسائي يتقدم على حساب فنانات شهيرات، انحسرت الأضواء عنهن بسبب تقدمهن في السن أو لتراجع اهتمام الجمهور بالأفلام الرومانسية والغنائية. مما يجدر ذكره، أن المخرجين اكتفوا آنذاك بموهبة شادية في التمثيل، فلم يعودوا يسجلون لها أغاني في أفلامها. على أن صعود نجم المطرب عبد الحليم حافظ، منحَ مريم فخر الدين المجال لزيادة رصيدها الشعبي من خلال الوقوف أمامه في أحد أهم أفلامه؛ " حكاية حب "، الذي قدّم فيه أربع من أروع أغنياته. قبل ذلك بعام واحد ( 1958 )، اشتركت فنانتنا مع المطرب فريد الأطرش في فيلم " ماليش غيرك " للمخرج هنري بركات، حيث حقق أيضاً نجاحاً ساحقاً في شباك التذاكر. على أنّ الموجة الواقعية، كما سبق وذكرنا، راحت تطغى على السينما المصرية وتجلبَ اهتمام الجمهور، الذي كان أجياله الجديدة تبحث عن حلول لمشاكلها الاقتصادية والاجتماعية. عندئذٍ، صار من الصعب على الممثلات من ذوات الجمال الأوروبي ( أو " الخواجات " باللهجة المحلية ) تجسيد دور ابنة البلد سواءً المدينية أو الريفية. ولكن مريم فخر الدين، من ناحيتها، استفادت ولا مراء من شعبيتها الكبيرة لكي تواصل حضورها في أفلام تلك المرحلة. إذاك، وقفت أمام نجوم مخضرمين، من أمثال عماد حمدي وأحمد مظهر ويحيى شاهين وكمال الشناوي وغيرهم، في أفلام يغلب عليها المواضيع الواقعية والوجودية.
< للمقالة بقية..



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرَة حارَة 29
- سيرَة حارَة 28
- سيرَة حارَة 27
- سيرَة حارَة 26
- نساء و أدباء
- سيرَة حارَة 25
- سيرَة حارَة 24
- سيرَة حارَة 23
- سيرَة حارَة 22
- سيرَة حارَة 21
- سيرَة حارَة 20
- الرواية: الفصل الرابع / 2
- الرواية: مستهل الفصل الرابع
- سيرَة حارَة 19
- تاجرُ موغادور: الفصل الثالث / 7
- تاجرُ موغادور: الفصل الثالث / 6
- تاجرُ موغادور: الفصل الثالث / 5
- سيرَة حارَة 17
- تاجرُ موغادور: الفصل الثالث / 4
- تاجرُ موغادور: الفصل الثالث / 3


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - مريم فخر الدين وسحر السينما الكلاسيكية