أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-8-














المزيد.....

مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-8-


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4624 - 2014 / 11 / 4 - 07:36
المحور: الادب والفن
    


مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية --8--
********************************
رحمة الله ، رحمة الله ، منذ ولدنا ونحن نطلب رحمة الله . ضاق صدري ، نحف جسدي ، قل بصري ، وهو يقول رحمة الله . رحمة الله وهو محشو داخل الرهط الذي لايجمع بينهم غير محيط هذه القباضة في هذه اللحظة الممطرة . ولو لم تفاجئنا هذه الأمطار لكان يلعن كل هذا الحشد لمجرد أن الذكور منهم لايحملون في ذقونهم لحية . ولربما ألقى السلام على مثل هؤلاء الجناكا الذين يحتفظون بلحيتهم وبجلباب فضفاض للتمويه وللاسترزاق .
يطلب كمثله كثير رحمة الله ، لكننا لا ننتبه الى رحمة أنفسنا ، الى رحمة بعضنا . كيف تأتي رحمة الله ونحن نحمل في جينات دمنا كل مكونات الحقد والظلم والبغض والكراهية والعدوانية المجانية؟ . من أين ستنفذ هذه الرحمة ؟. كان نورالدين يحدث نفسه وهو مندهش من فيض هذه الأفكار التي باغتته فجأة . انتبه الى نفسه أنه لم يفكر يوما بمثل هذه الطريقة ، لكنه لم يجد سببا لهذا الحادث المفاجئ .
الأمطار تسقط بانتظام وبكمية وفيرة ، لكن الغلاء يزداد يوما عن يوم ، وكأن تلك الأمطار تسقط معها ماء الغلاء ، وليس ماء الرفاهية والوفرة والعطاء .
نظر نورالدين الى زخات المطر بحسرة واشمئزاز . ما قد يُفرح الواحد منا ، قد يبكي الآخر . سنة الحياة في هذا الخلق الهلامي .
أجال نورد الدين عينيه بين ركام البشر الذي تقاذف على ممر القباضة الذي امتلآ عن آخره . لاحظ هذا الاختلاط الاضطراري بين بشر لا يحبون بعضهم ، ولا يجتمعون مع بعضهم في مناسبات أخرى للتعارف أو لتبادل الآراء ،او لعرض قضية ما تمسهم جميع ويشتكون منها جميعا ، وما اكثرها .
أما الآن فهم مكومون على بعضهم مثل مختلف الأشياء التي تجرفها معها مياه الأمطار حين تشتد وتمتلئ أوعية القنوات القديمة التي خلفها الاستعمار ، فتفيض المياه من جميع غطاءات القنوات ، تنشق الطريق بفعل فساد القائمين على اصلاحها وشقها ، فتطفو على وجه الماء الجاري صناديق الفواكه والخضر والأكياس البلاستيكية والخنش ، وجميع المخلفات التي تمتلئ بها شوارع بني مكادة . وفي أحيان تطفو الفواكه والخضر وقد جرفها الماء بفعل ارتفاع منسوب المياه فوق سطح الشارع وفوق سطح الطاولات التي يثبتها الباعة والفراشة فوق الشارع العام .
احس أنه يكاد يختنق ، وهو الذي تعود على فرش بضاعته في الشارع العام ، الاستفراد بمساحة تناهز خمسة أمتار ،كباقي فراشة ساحة تافيلالت وشارع مولاي سليمان ، والجلوس أمامها كصاحب محل ، يعطي الناس أثمنة بضاعته الرخيصة ، ويعلل لهم أسباب رخصها ، وكيف يكتفي بدرهم كربح في الأواني الصغيرة وبخمسة دراهم في الأواني المتوسطة ، عكس أصحاب المحلات الذين يصعدون ربحهم الى ثلاثة أو خمسة دراهم في كأس شاي عادي مثلا . أو عشرين درهما في صحن من القش مصنوع بالصين أو بتركيا .
تأمل معشر المكدسين في ممر القباضة ، وداعب نفسه بأمنية . ماذا لو كان هذا الحشد محتشدا حول بضاعتي ، واشترى كل واحد منهم منتوجا أو بضاعة واحدة ؟ كنت قد ضمنت ربحا وفيرا هذا اليوم .
لكنه تراجع عن امنيته بمجرد ما سمع أحد الجناكا وهو يطلب منه ولاعته الصينية الرخيصة . حدجه بنظرة عدوانية ونفى امتلاكه للولاعة . وبعد ذهاب الجانكي تحسس جيوبه الى أن عثر على الولاعة . ثم تذكر أنه يحمل مبلغا مهما في جيبه الخلفي ، وبحركة لاارادية ومنفعلة توجهت يده اليمنى الى الجيب . ثم انفرجت أساريره . المال مازال موجودا في مكانه .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة ضد الوطن
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -7-
- المكون الوجودي في قصيدة -داروها لحروف وحصلت فيها المعاني - ل ...
- قراءة أخرى لخطاب الملك محمد 6 بتاريخ 10--10--14
- مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -6-
- أمريكا تطيل عمر داعش
- عالم من الألوان
- كيف نستثمر ردع المقاومة لاسرائيل
- في الرد على الشيخين
- من يفرض شروطه هو المنتصر
- هل يموت المطر
- اسرائيل وشرط الردع
- غبار ولا ريح
- التطرف الأوروبي يهدد المغرب
- الانتصار لارادة المجتمع -1-
- هيا نرقص على وقع الفساد
- مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -رواية-5-
- ثقافة الانهزام -1-
- فقه الأولويات يارجال الدين قبل فقه العشوائيات يا رجال الفكر
- مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -رواية-4-


المزيد.....




- النتيجة هُنا.. رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 ...
- عمرو مصطفى يثير تفاعلا بعبارة على صورته..هل قصد عمرو دياب بع ...
- مصر.. نجيب ساويرس يعلق على فيديو عمرو دياب المثير للجدل (فيد ...
- ممثل حماس في لبنان: لا نتعامل مع الرواية الإسرائيلية بشأن اس ...
- متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 28 مترجمة عبر قناة Tr ...
- تطوير -النبي دانيال-.. قبلة حياة لمجمع الأديان ومحراب الثقاف ...
- مشهد خطف الأنظار.. قطة تتبختر على المسرح خلال عرض أوركسترا ف ...
- موشحة بالخراب.. بؤرة الموصل الثقافية تحتضر
- ليست للقطط فقط.. لقطات طريفة ومضحكة من مسابقة التصوير الكومي ...
- تَابع مسلسل قيامة عثمان الحلقة 163 مترجمة المؤسس عثمان الجزء ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-8-