أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -رواية-4-














المزيد.....

مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -رواية-4-


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4441 - 2014 / 5 / 2 - 19:13
المحور: الادب والفن
    


مجتمع آخر ، او مجتمع الجناكا -4- رواية
*****************************
جمع نور الدين بضاعته في صناديق كرطونية ، وجلس أمام بائع الحلزون على كرسي بلاستيكي من صنع صيني ، في انتظار قدوم صاحب الدراجة النارية ذات العجلات الثلاثة التي غزت شوارعنا بشكل ملفت وعجيب ، وكأن الجميع كان في انتظار توريدها من الصين لطنجة كي يشتروها كمخرج وجواب سحري لظاهرة البطالة المتفشية بين شباب وشيوخ هذا البلد . أخرج السبسي من غمده ، أدخل الجزء الأنثوي في الجزء الذكوري كما يصطلح عليه مدمني الكيف ، ركب " الشقاف " في آخر الجزء الأنثوي ، وكأن الأنثى في مجتمعنا وان كانت عودا ، عليها أن تتحمل كل أعباء شؤوننا . ثم فكك ربطة قطعة البلاستيك التي تحتوي على الكيف ، دس في كومة الكيف الشقاف ، ورتبه بسبابته كالعادة ، أشعل الولاعة وجر الى جوفه ما استطاع من كمية الدخان في حالة روتينية افتقدت كل حركات الانتشاء التي ترافق عادة هذه الطقوس التي أصبحت ضرورية بالنسبة لنورالدين لتمضية الوقت في انتظار قدوم صاحب الدراجة النارية الصينية .
في هذه اللحظة من الليل ، تتخفف "البارادا " من كثافة العابرين والمتسوقين . ويبدأ جيش الجناكا يتقاطر على حي أرض الدولة ، وكأن سكان المنطقة أغلبهم من هذه الفصيلة الجديدة من الناس .
شباب ذابل ، لايمكن للعين أن تتوه عنهم ، شكلهم أصدق تعبير عنهم . مر أحدهم وهو يحمل بطانيته على كتفه ، حافي الرجلين . لحيته الصغيرة شعثاء ، وشعره منثور على رأسه كشوك الأحراش ، واتجه نحو مبنى الخزينة العامة المهجور . تحت هذا المبنى يتجمع شاربو الكحول ، وشمامي السيلسيون ، ومدمني الهيروين والكوكايين . بناتا وذكورا .
قوافل أخرى تتجه نحو زنقة 49 ، تصعد عقبة الحي بحثا عن بضاعتها . شباب الحي الذي لايبيع ولا يشتري في هذه المادة القاتلة مركون الى جدران المساكن وكأنه مكبل بحبل سري اليها ، يتحدثون عن نتائج مباريات كرة القدم ، او عن أحداث المنطقة التي لا تنتهي .
جاء يوسف سائق الدراجة النارية ، وقف نور الدين بعدما أعاد زوجي السبسي الى غمدهما واتجه نحو بضاعته ليضعها في حاوية الدراجة . ثم ركب أمام السائق واتجها نحو منزله الكائن في آخر زنقة 49 .
بعدما ركن بضاعته أمام مدخل الباب قدم للسائق أجره وأوصاه بالقدوم غدا في نفس الوقت .
صعد أدراج المنزل الى حيث يقطن في الدور الآول ، فتح الباب واتجه توا نحو المطبخ يسأل زوجته عن شيئ يأكله . ردت عليه أن الأولاد أكلوا ما بقي من طعام الغذاء ، واذا أراد أن تهيئ له برادا من الشاي مع بعض الخبز المدهون بالزبدة ، فعليه الانتظار قليلا .
اشتط غضبا ، وامتلأ غيظا وصاح فيها :
-هل أتعشى بالشاي والزبدة ؟ هل هذا ما سيعيد لي بعضا مما فقدته من قوتي . يوم كامل وأنا تحت الشمس الحارقة أدخن الكيف والزبائن تضغضغ أعصابي وهم يساومن السلعة ، رغم أنهم يعلمون أني أبيع سلعتي أرخص من جميع التجار .
حاولت أن ترد عليه بنفس الحدة . فهي تعلم أن لا قوة له ، وربما عود السبسي أقوى منه . لكنها ابتلعت فورته المفاجئة . لأول مرة يحدثها بهذه اللهجة الحادة . عمدت الى الاستكانة الى حالها وقالت له ببرود :
-وماذا أصنع لك ، لا يوجد الا بعض البطاطس والطماطم ، هل تنتظر الى أن أهيئ لك طاجينا ؟ .
-أوف سأخرج ، مللت من هذه الحياة .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد الصبار بين المناضل الحقوقي والموظف العمومي
- جرائد ليست للقراءة -3-
- قراءة فنية لقصيدة - مري بذاكرتي -
- برلمان او بر أمان
- مدونة تبحث عن -أنا -
- مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -رواية-3-
- لا بلاد لي
- جرائد ليست للقراءة -2-
- فيدرالية اليسار الديمقراطي ومأزق الفكر اليساري -2-
- نشيد الحروف
- لوحة مكعبة
- هل هي بداية التطبيع بين جماعة العدل والاحسان والنظام المغربي ...
- فيدرالية اليسار الديمقراطي ومأزق الفكر اليساري -1-
- ما قبل الحداثة
- تجدر الاشارة
- مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -رواية-2-
- بعيدا عن ايباك قريبا من ايران
- مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا *
- جرائد ليست للقراءة -1-
- في فهم منظومة الثورة المضادة


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -رواية-4-