أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا *














المزيد.....

مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا *


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 00:43
المحور: الادب والفن
    



لاتدعي أنك تعلمت شيئا ،
مفازات العلم معتمة ،
وان عدمت نورا بداخلك ،
تظل حياتك أبدا مظلمة ........
.................................................فانوس يبحث عن زيته

جيش من الحمقى والمجانين والمعتوهين والممسوسين يتجولون بيننا ، ربما هم أيضا ينعتوننا بمثل ما ننعتهم . جيش آخر من مدمني المخدرات الصلبة واللينة ، كوكايين ،هروين ، أفيون ،سيلسيون ، أقراص مهلوسة ، حشيش . منها ما يهيج المدمن ومنها ما يكلسه . والنتيجة واحدة ضياع وانحراف في أرض الله الضيقة هنا .
أشخاص تتكوم الأوساخ على جلودهم بسمك واضح وبارز ، كأن المنطقة تعيش حالة جفاف نادرة . بعضهم يدخل كل جسده في صندوق القمامة كفأر ضخم يبحث عن أي شيئ يصلح للبيع ؛ آنية مكسرة ، أو زربية محروقة ، كرسي منقوص رجل أو به ثقب ، يجمعون كل شيئ بقايا البلاستيك والكارطون والعلب القصديرية الفارغة .
عندما تراهم من بعيد ونصف جسدهم داخل صندوق القمامة تخالهم يصلحون عطبا ما في آلة غسيل ، لولا اقترابك منهم ومن تلك الأكوام الهائلة من الأزبال التي تملأ صناديق جمع النفايات .
وجوه صدئة كتلك التي نشاهدها في أفلام الرعب ، وهي خارجة للتو من قبورها ، بسحنات شاحبة وفاترة ، يعلوها غبار القبور . صار للحياة غبار يشبه غبار الموت .
فتاة في مقتبل العمر أصبحت فجأة ولأخطاء غير طبيعية أما ،تحمل على ظهرها طفلها الذي تجهل اباه ، قادمة نحو بائع الديطاي لشراء قطعة ألمونيوم لحرق المادة السامة وتنفس دخانها الذي يصعد وسط أي شيئ ملفوف يدخلونه في أنفهم . الطفل الصغير الذي لم يتجاوز عمر السنوات الأربع فرح بقطعة بسكويت قدمها له أحد المارة . أمه متكئة على حائط بناية مديرية الضرائب سابقا . وعلى بعد منها شاب يبدو من خلال عضلاته ما يزال يتمتع ببنية قوية ، عضلات مفتولة ، يلف على مرفقه بشدة خيطا رفيعا ، ثم يغرس بعناية شوكة الابرة الطبية . يغمض عينيه ويستسلم لخيالات لا يراها الاهو .
أربعة شبان يتجهون نحو مركز بيع المخدرات الصلبة ، وهم يسألون اثنين قادمين من نفس شارع مركز البيع عن بائع اليوم . وعن نوع السلعة . يطلبون منهم عرضها عليهم ليقيموها ويتأكدوا من حجمها . يدلانهم على بائع اليوم ، ويعرضان عليهما لفافة صغيرة جدا ، يجيب أحدهما أن ثمنها خمسين درهما . لكنها من النوع الجيد . يفترق الجمع .
أمام هذا السيناريو حركة الناس لاتفتر عن هذا الشارع ، كل الى غايته يدب على رجليه . صار الوضع طبيعيا في أيامنا هذه ، بعدما كان " الجناكا " يخجلون من الظهور علنا أمام الناس ، وحين كان الباعة يبيعون سمومهم مخفيون بين الشوارع المظلمة أو في الأحياء الخلفية الفارغة .

*الجناكا هو تعريب للفظة janky الانجليزية ، يطقها المغاربة على مدمني المخدرات الصلبة



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائد ليست للقراءة -1-
- في فهم منظومة الثورة المضادة
- جديرون نحن بالقتل
- كيف افهم الحداثة الآن وهنا
- كل ثقافة وأنتم مثقفون
- حركة 20 فبراير بالمغرب ، الثابت والمتغير
- عيد الشعب
- لا تقلق اني راحل
- القضاء المغربي وحفاظات وزير العدل
- دروب الاستعارة طريق الحرية
- أن نحترق خير من أن نتعفن
- من يشتري حلمي غيري
- تناقضات الدستور المغربي بخصوص الجهوية
- نحو جنيف 3
- كل السراب مملكتي
- أوزيريس بصيغة مغربية
- كل عام وأنتم......كما تشاؤون
- لابد من اسم مستعار .......
- شد الحبل بصيغة أخرى
- لنتذكر ثوراتنا وانتفاضاتنا


المزيد.....




- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا *