خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 4391 - 2014 / 3 / 12 - 14:44
المحور:
الادب والفن
جرائد ليست للقراءة
**************
القراءة مرض فتاك . وهذا ما جعل القائمين على شؤون الغباء يحذرون من تعاطيها ، ويوصون بالفرجة . الفرجة ولاشيئ غير الفرجة . هي وحدها من تقيك من عدوى تهمة القراءة . لن القراءة تقود الى الفهم ، والفهم يقود الى اكتشاف ما كنت تجهله . واكتشاف ما كنت تجهله يفضح وجوها كنت تحترمها وتجلها وتبارك رؤيتها في قمر البهتان والكذب .
كل شيئ صار قابلا للفرجة ، عظامك البارزة ، وجهك الضامر ، جيبك المثقوب ، حذاؤك الذي ورثته عن أبيك ، أمك المريضة بداء الخيبة من أبناء يعوضونها بعد ارهاق السنين الطويلة . حيك الذي صار سجنا لأبنائه السجناء الذين تحولوا الى مجانين وحمقى ومدمني جميع أنواع المخدرات ، الفرجة لاتكتمل الا في حضرة أشباح يؤدون ضرائب أحياء لا دخل لهم ولا أجر .
حذر جميع خبراء المملكة ان القراءة مرض معدي ، ينتقل عبر الهواء من ذهن الى ذهن ، وهذا قد يؤدي الى لوثة قد تصيب جميع الناس ، مما قد ينتج عنه وعي جماعي يزهر الحرث والنسل ويجعل المعرفة امرا مشاعا وملكا عاما . فتخفت حركة الشوارع الساكنة والمسكونة بأجساد لا تدرك ما تصنع بأعضائها العاطلة عن الحركة . وقد أنشأت الدولة بفضل السياسة الرشيدة جيشا من المخبرين والبوليس السري والبوليس الجهوري والمخانية وفرق التدخل السريع ، لتسريع عملية القبض على كل من يعبث بعقول الشعب المنعم بأفياء الجهل والغباء .
سأل حكيم مجرب بماذا توصون يا أهل الحل والعقد ؟
وكان الجواب ، ضرب الطم .
ضم فمه الى حلقه وابتلع ريقه . وتحول الى تمثال مهجور .
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟