خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 4311 - 2013 / 12 / 20 - 14:34
المحور:
الادب والفن
القصيدة ...هي القصيدة
******************
لا نية للقصيدة في الرقص فوق الجمر ،
ولم تشرئب يوما للنوم فوق سرير وثير ،
في أي قصر،
يكفيها رجلان حافيتان كي تمشي ،
على طريق ينغص استواءه معاول الحفر ،
فتمشي كما يمشي راحل لايلتفت وراءه ،
يقطع السياجات الممدودة على طول النهر ،
يحمل قطة مشردة نستها امرأة ولدت طفلا ،
لكنه من فرط الضياع قرر الهجر ،
هي الآن تربي قطة ،
امرأة مات زوجها وهو يدافع عن أرض طالها البتر ،
فبتروا يده بعد أن استعادها ،
وقطعوا كل أطرافه ليرسموا بها حدود الغدر ،
تصلي كلما تذكرت زوجها وطفلها ،
ربما يعود الصبي رجلا عند أي فجر ،
فالأيام تكرر نهاراتها ولياليها ،
وهي أيضا تكرر أحزانها ودموعها بكثير من الصبر ،
لأن القصيدة وهي ترقص فوق الجمر ،
تبحث عن واحة منسية في صميم الجمال ،
ترسم وردة في قلب النار ،
وترتدي وشاحها الفردوسي ،
متمردة على قوانين القبر ،
كل الطرق تؤدي الى المقابر ،
كل المدن مقابر ،
كل الصحف والجرائد تكتب مقابر ،
كل المقاهي تفتح أذرعها للمقابر ،
كل الأغاني القبيحة مقابر ،
تتطلع المرأة الى السماء كي تمد رسالتها الى بدر ،
فالقمر كل نصف شهر يكبر ،
ثم يصغر ،
مثله مثل القصيدة ،
لاتؤمن بشيئ اسمه العمر ،
كلما صار الزمان بعيدا ،
تركته وعادت أصغر من النقر .
20--12--13
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟