أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - البحث عن الحاضر الغائب -رواية-26-














المزيد.....

البحث عن الحاضر الغائب -رواية-26-


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4298 - 2013 / 12 / 7 - 13:47
المحور: الادب والفن
    


البحث عن الحاضر الغائب -رواية -26-
**************************
لم يتمكن من كبح جماح رغبته الشبقية ، اقترح عليها مصاحبته لشقة في الفندق فوافقت بابتسامتها التي زادت من تعميق هوة الرغبة فيه .
رغم جمالها اللافت ، كانت تبدو له منقادة الى درجة أربكت فيها جميع حساباته . حين رآها أول مرة وجدها تنظر اليه بعيني غزالة واثقة من نفسها ، وحين دعاها للاقتراب منه ، لم تترد ولو للحظة ، وحين قبلها أحس بدفء شفتين قادرتين على منح دفء أشد حرارة ، وحين دعاها الى الشقة أبدت رغبة محمومة في تلبية طلبه .
كانت هذه الاستجابات الفورية كافية لتنهار كل تلك الجبال العالية والضخمة التي كان يحملها قبل أن يلتقيها . أو على الأقل جعلتها تتقلص الى حصوة صغيرة .
في مثل هذه الحالات ، يمكن للمناخوليا أن تسيطر على ذهن رجل المخابرات المتورط في مرض الشك والارتياب ويسقط في حفرة بارانويا عميقة ولا يركن الى أي يقين جامد. لكن هذه المرة كان الأمر معاكسا شيئا ما . أن تعمل على تأجيل تأجيج حطب الشك ، ليس كاطفائه ، فقد تلطفت جبال الغضب والاحتقان التي يحملها ضد الجهاز الذي يعمل فيه ، وتوارت الى الخلف كثيرا .
ربما كانت حاجته العقلانية الى تغيير دفقة ارتجاجاته النفسية ، وتبديل هرمونات تفاعلاته الذهنية ، وطريقة تنفسه الطريقة الوحيدة لاستعادة بعض التوازن . في عمله يجب أن لا ينساق مع شريط غضبه الى النهاية ، والا فالهاوية هي المأوى . كان يرى الى أعضائه وقد استشاطت تكلسا وتقلصت الى حدودها الدنيا منذ أن قدم من طنجة . وقد جاءت فرصة احداث تغيير في مورفولوجية احساساته . للجنس قوة قاهرة في تغيير الكثير من حالاتنا النفسية والذهنية . الحرث عملية تطهير طبيعي للأرض القاحلة . كثير من الأفكار والهواجس تحيل الانسان الى أرض قاحلة ، مثل ريح حارة تعمل على تجفيف الأرض والزيادة من يبوستها .
لم ينتظر الى أن يلجا الشقة ، بل ارتمى على شفتيها الغضتين الناعمتية وأخذ في مصهما كمن به جوع أبدي الى رحيق فريد المذاق ، لايحمل أي نكهة تشبه أي شيئ في الوجود . لولا أن المصعد توقف بسرعة ، لكان قد قضى حاجته فيه .
عندما دخلا الشقة بدأ في التو بخلع ملابسه ، بينما هي تنظر اليه وهي تضحك من حركاته الجنونية ، ثمالته جعلته يضحك هو أيضا ويستعجلها بنزع ثيابها . ذهبت الى الحمام لتغتسل ، تبعها الى هناك ، واغتسلا معا .
أحس أنه يستعيد بعض حيويته ، ويعود اليه صوابه . أدرك والماء الدافئ يينهمر بحبات متسارعة من رشاش الدوش أنه كان مندفعا ، لكنه قال في نفسه " وماذا علي أن أفعل ، هل أنتظر الى أن يعلو الصدأ مشاعري واحساساتي وجسدي ، كي أظل منضبطا لضوابط هلامية ؟ " ، سأنفس عن نفسي وأمنحها فسحة من التمرد كي أخرج من هذه الشرنقة الوهمية ، حتى وان كانت منهم " ، وداوها بالتي كانت هي الداء . وضحك .
سألته عن سبب ضحكته ، وقال لها أنت . ضحكت هي أيضا بصوت عال ، ثم توجها الى الفراش .
عاريان يشعان فوق الفراش ، ممدودان كراهبين مقبلين على اقتراف أجمل جريمة في الحياة .
سألها وهو يلبس بيجامة النوم :
-هل أنت منهم .
-ابتسمت ولم تجب . وهو أيصا لم يكرر السؤال .
أحمد من أولئك الذين يعشقون قراءة الرسائل والرموز . يكفي أن يرى وجهك ليعرف ما يجول في خاطرك .
-هل تدركين أن حياتنا في هذه الوظيفة صعبة وشاقة ومتعبة ؟ . رغم ما قد يراه الآخرون الذين يحكمون علينا انطلاقا من الشكليات أننا نعيش حياة رفاه وسلطة وقوة . هم لا يعرفون ما نكابده داخل أجهزتنا من روتين وعقليات متحجرة وعنصرية وتسلط ، يعجزون عن مكابدة يوم واحد من هذه الرذائل .
وهي تنصت بوجهها الذي اختلط به نوع من الحزن ، فازداد جمالا وروعة ." المرأة قد تصبح قديسة من خلال نظرة واحدة ". قالها لها وهو يتفرس في وجهها الذي اكتسى مسحة مريمية فجائية .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة والعدالة مطلب لايموت
- هل اتضحت الصورة ؟
- لم أرفع الراية البيضاء
- السعودية أكبر الخاسرين
- كل الكون قبري
- البحث عن الحاضر الغائب -رواية-25-
- سعدي يوسف بين حرية الابداع وحرية الشطط في الابداع
- في ذهني فكرة
- البحث عن الحاضر الغائب -رواية-24-
- ايران حصار بصيغة الانفتاح
- فرار الى قمة الحلم
- عودة المثقف ومثقف العودة . أي مثقف وأي عودة ؟
- قمم صارت سفوحا
- البحث عن الحاضر الغائب -رواية-23-
- في مفهوم السيادة وأشياء أخرى
- مثقفو أحوال الطقس
- حروب الظلام
- غربة الشعر ،منظور جديد
- رحيل أقسى من الخنجر
- مسرحية بعنوان : من كسر الكمنجة ؟ -3-


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - البحث عن الحاضر الغائب -رواية-26-