أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خالد الصلعي - مثقفو أحوال الطقس














المزيد.....

مثقفو أحوال الطقس


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4261 - 2013 / 10 / 31 - 00:20
المحور: المجتمع المدني
    


مثقفوا أحوال الطقس
**************
عندما يؤكد علاء الأسواني "إن وقف حلقات برنامج «البرنامج» أو ملاحقة مقدّمه الإعلامي باسم يوسف قضائيًا، بسبب انتقاده الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، تعني أن نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك لم يسقط." وهو الذي كان يدعم هذا الانقلاب المفضوح ، فهذا يعني أن نخبتنا المثقفة ، ربنا يكون في عونها ، كما يقول اخواننا المصريين ، وأزيد بنفس لهجتهم المعبرة والخفيفة ، صح النوم يا مثقف .
ألم تعرف الا بعد توقيف برنامج يوسف باسم وبعد الدعاوي المرفوعة ضده في مختلف محاكم مصر العامرة أن نظام مبارك قد عاد ؟ ، يا سبحان الله ، كمن لم يحس بالشمس الا بعدما شعر بالدفء !!!!!! مثقفوا الأحوال الطقسية ، طبعا يغيرون ثيابهم كلما تحول الطقس ، رد فعل طبيعي تجاه استدعاءات متغيرات الجسد الحرارية .
لكن المثقف مبدأ قبل أن يكون كتلة جسدية لها استجابات انتقائية أمام مختلف اكراهات الواقع السياسي والاجتماعي بجميع اختلالاته القيمية . فلا يضير في شيئ أن تنصر أشد اعدائك ان تعرض للظلم ، لأن محاربة الظلم هو منظومة لا تتجزأ ، واختيار لا انتقاء فيه ، والا انهارت المنظومة برمتها ، وأصبحت مثل قضائنا العربي ، الذي ينتصر للمسؤول الفاسد ويعمل على ترقيته ، ونزل أشد العقاب بالأبرياء .
نحن هنا أمام اختلال فظيع للمنظومة القيمية ولأخلاقية ، وحين يسقط المثقف في براثين الحربائية ويتلون حسب الظروف والمتغيرات العابرة ، ليختار القناع الذي يناسب المرحلة والأشخاص ، فان انعاكسه الشعبي أو الجماهيري سيكون أكثر انهيارا وانحطاطا . فالمثقف هو هذا الحائط الذي يستند اليه المجتمع سواء كان ذا قناعات دينية أو فكرية ايديولوجية أو فلسفية منفتحة . خاصة ونحن نجتاز صراعت متشابكة تمس هويتنا الكلية .
ففي مثل هذه المراحل المفصلية من تاريخ الأمم ، تتأسس المنظومات العقلية والأخلاقية والفنية ، أو ما يسميه الفكر اليساري بالبنية الفوقية . مما يدفعنا ضرورة وحتما الى إعمال أقصى درجات الحذر والانتباه واليقظة .
نظريا يصعب تأسيس منظومات معرفية راقية ، من عدالة وحقوق ومأسسة ، وعلاقات متقاطعة أفقيا وعموديا ، في المراحل الانتقالية ، وهذا ما تشهد به جميع الانعطافات التاريخية في صيرورة الأمم . وهذا ما يجب على المدعين تمسحا بثقافة ما ،أن يتفطنوا اليه ، فالتراكم المعرفي للتاريخ الانساني ، ولتاريخ الأفكار يمنحنا كما هائلا من التجارب الانسانية التي مرت بها نخب الأمم السابقة .
وبالعودة الى تاريخنا العربي سنجد حربا ضروسا قامت في مثل هذه الانعطافات الحاسمة من تاريخ الأمة العربية حيث تمت شيطنة الكثير من الشعراء والمبدعين والعلماء والمفكرين ، كالحلاج وأبي نواس والمتنبي ، وبن رشد ......وغيرهم كثير . أما في أوروبا القرنين18 و19 فحدث ولاحرج . مما جعل الكثيرين يفرون من أوطانهم الى بلدان أخرى ، وهو الاستنزاف الذي عاشته الأمة العربية منذ الاستقلالات المزعومة الى يومنا هذا .
لكننا اليوم ، وبفضل الثورات العربية المباركة نبصم على مرحلة ذهبية من النشاط الانساني العربي ، لم يعرفه تاريخ الأمة العربية منذ الثورة الاسلامية الأولى بقيادة النبي محمد .
غير أن مصيبتنا اليوم في نخبنا تجعلنا نقف مدشوهين ، أمام استخفاف الكثير من مثقفينا بعقلية الانسان العربي ، ووقوفهم الى جانب الطغاة ، سواء ببزة دينية أو بقبعة عسكرية . فخلال ما يقرب من ثلاث سنوات جعلت بعض المثقفين ينطون من هنا الى هناك كالقردة ، كل من أمسك بالعصى تمسح به وهز له ذيله . الى درجة أنهم يغيرون قناعاتهم ، حسب فصول التغييرات النسبية التي تعتور الوطن العربي ، وخاصة فيما تعلق بأجهزة السلطة ، من قمتها الى أدناها . وكأنهم يغيرون ثيابهم حسب درجة حرارة الطقس .
ان هذا المنطق هو ما جعل الأمة العربية ، أمة تختزل في شخص الحاكم ، وتصبح أمة مشخصنة وممركزة في القيادة السامية لصاحب المعالي .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حروب الظلام
- غربة الشعر ،منظور جديد
- رحيل أقسى من الخنجر
- مسرحية بعنوان : من كسر الكمنجة ؟ -3-
- الأنبياء لا يندهشون
- مسرحية بعنوان : من كسر الكمنجة ؟ -2-
- البحث عن الحاضر الغائب -رواية-22-
- حصن اللغة
- الياس العماري وقضية علي أنوزلا
- ضد مركزية الثقافة وتركيزها
- يوم خارج التقويم
- مؤشر الحلم والكابوس - قصة قصيرة -
- ملامسة قشرة الحياة
- لبن الأمل
- خطاب البرلمان والعودة الى الوراء -1
- مسرحية بعنوان : من كسر الكمنجة ؟
- موسيقى عسكرسة
- المغرب وسياسة اللاسياسة
- اله الدم
- الانسان العربي : القيمة والحقيقة -1-


المزيد.....




- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خالد الصلعي - مثقفو أحوال الطقس