أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - مؤشر الحلم والكابوس - قصة قصيرة -














المزيد.....

مؤشر الحلم والكابوس - قصة قصيرة -


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4252 - 2013 / 10 / 21 - 09:01
المحور: الادب والفن
    


حتى التعاسة أصبح لها تصنيف ، والسعادة أيضا . نعم هكذا قرروا أخيرا أن يدخلوا بين ثنايانا وحواشينا ، ويجوسوا في آمالنا واحباطاتنا ، ويضعوا سلما لأنفاسنا ،يقيسون به دفقها وانسيابها . انهم الآن يمتلكون مجسات لقياس زفراتنا وشهقاتنا ، وربما دقات قلوبنا . ألسيت دقات القلب متناغمة مع سلم السعادة والتعاسة ؟.
لم ينتبه ويد قوية تنشله من مكانه وتنهره . رفع عينيه الكليلتين الى صاحب اليد ، فاذا به رجل شرطة بشاربين خفيفين وعينين حاقدتين يتطلع منهما انتقام مسعور من شيئ لم يحدده توفيق . ابتسم في وجهه توفيق وسأله باندهاش ملغوم بعفوية شاردة :
-ماذا فعلت ؟
صفعه الشرطي دون أن يجيبه عن سؤاله ، واكتفى بالقول آمرا :" زد لموك " ، وهو يحاول رفعه من كم القميص الذي يقبضه بقوة يد بوليسية .
وقف توفيق وهو لا يكاد يصدق نفسه ، فما يحدث له غريب ، ولا يمكن تصديقه حتى في أحلك الكوابيس ، لذلك تصور للحظات أن الأمر مجرد هذيان تعقب هلوساته حول مؤشر السعادة والتعاسة ، نظر الى الجريدة التي قرأ فيها الخبر وابتسم مستهزئا .
في هذه اللحظة أحس بيد الشرطي تنهال على خده مرة أخرى ، صفعة أخرى بالطبع .
-هل تسخر مني لدين مك ؟ سأله الشرطي بصوت خشن .
-ولماذا تظن أني أسخر منك وأنا في قبضتك ؟
-هل ترد الكلام علي ؟
-لكنك سألتني ، وأنا علي أن أجيبك أليس كذلك ؟
لكمه على ذقنه ، وهو لايزال لا يصدق ما يحدث له ، بصق شيئا من الدم من فمه ، حدج الجريدة التي كانت الريح تتلاعب بأوراقها ، وابتسم ثانية . بحلق في دمه المنثور فوق الرمل ، ولم يصدق أن دمه هرق منه لمجرد أنه جالس على رمل شاطئ طنجة .
-هل قرأت ما في الجريدة ؟ سأل توفيق رجل الشرطة ، وهو لا يعلم سبب سؤاله له .
لكن الشرطي أجابه بالنفي ، وقال له :
-انها أخبار البارحة .
-وهل تصنع خبرك اليوم أنت ؟
امتقع وجه الشرطي هذه المرة .ولم يجب توفيق . أمره بتمكينه من الجريدة ، وفعلا انحنى توفيق والتقط الجريدة ثم منحها للشرطي الذي تصفح صفحتها الأولى . نظر اليها نظرة سريعة ثم رماها أرضا .
-لا جديد فيها ، هيا تقدم أمامي .
-لكن أرجوك أريد أن أعرف تهمتي فقط .
-لا أعرف ، المهم هو أن تتقدم .
وفعلا تقدم معه والشرطي يمسكه من حزام سرواله .
حاول توفيق أن يجد سببا معقولا لهذا العنف ، ولهذا الظلم ، لكنه لم يعثر على سبب معقول . تذكر خبر مؤشر السعادة والتعاسة ، ففهم ما يحدث له .
بعد أيام سيقومون بدراسة مستوى الحلم ، ووضع استبيان لمعدل الحلم والكوابيس عندنا . دون أن يضطروا لاستنساخ أدمغتنا أو استعارتها ، يكفي أن يراقبوا مثل ما حدث لتوفيق ليدركوا ان معدل الكوابيس قد تجاوز بكثير معدل الأحلام . فتوفيق سواء أطلقوا سراحه او اعتقلوه بتهمة جاهزة حتما لن يحلم بل سيُكَوبس . وفي السنة القادمة سيقرأ في جريدة ما عن مؤشر الحلم والكابوس .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملامسة قشرة الحياة
- لبن الأمل
- خطاب البرلمان والعودة الى الوراء -1
- مسرحية بعنوان : من كسر الكمنجة ؟
- موسيقى عسكرسة
- المغرب وسياسة اللاسياسة
- اله الدم
- الانسان العربي : القيمة والحقيقة -1-
- البحث عن الحاضر الغائب -رواية-21-
- الأم خط أحمر
- كأنه الموت .....
- شعرية الانفجار عند ايمان الونطدي -2-
- لاسقوف للعبارة
- المغرب وريح الشركَي
- عالم جديد في طور التكوين -3-
- انصفوا عمال الانعاش الوطني
- البحث عن الحاضر الغائب -رواية-20-
- عن الدخول الثقافي بالمغرب
- اعدموا الصحفي علي انوزلا
- البحث عن الغائب الحاضر -رواية -19-


المزيد.....




- غزة في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي
- السلطان و-الزواج الكبير- في جزر القمر.. إرث ثقافي يتوّج الهو ...
- -مكان وسط الزحام-: سيرة ذاتية لعمار علي حسن تكشف قصة صعود طف ...
- السعودية.. الفنان محمد هنيدي يرد على تركي آل الشيخ وتدوينة ا ...
- المخرج علي كريم: أدرك تماما وعي المتلقي وأحب استفزاز مسلمات ...
- وفاة الممثلة كيلي ماك عن عمر ناهز 33 عامًا بعد صراع مع السرط ...
- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...
- بين نهاية العباسي وأواخر العثماني.. دهاليز تظهر أثناء حفر شا ...
- ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - مؤشر الحلم والكابوس - قصة قصيرة -