خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 26 - 12:58
المحور:
الادب والفن
الفصل الأول
المشهد الثاني
يدخل حجرته التي يجعلها في نفس الوقت مرسمه ، يطوي الطاولة ويركنها على جدار
الحجرة ، كي يمنح حاملة القماش فسحة من المساحة المكانية ، ينقل حامل اللون
والفرشاة من مكانهما الى قرب حاملة القماش ، يضعهما على كرسي صغير ، ينظر في
الكأس التي لم يكن بها غير قليل من الماء ، يسكبه ، ثم يملأ الكأس . يتأمل طويلا منظر
القماش الأبيض ، ثم يأخذ الفرشاة بيده ويبدأ الرسم .
وبعد مدة من الرسم على القماش ، ينهي اللوحة ، يتناول سيجارة ويشعلها ، ثم يقف
أمام اللوحة يتأملها مليا . جرار مكسورة ، وجسور محطمة ، ورعود وبروق تحدث فجوات
هائلة في السماء ، اطراف من جسد الانسان في شكل صغير ودقيق منثورة هنا وهناك .
مع تعدد بقع الألوان .
يستلقي على فراشه ، وهو يفكر في شيئ لايعرفه الا هو .
يسمع طرق الباب ، يسأل من الطارق ترد عليه اخته بأنها جاءته بغذائه ، يفتح الباب ويأخذ
منها صينية الغذاء ، يشكرها ثم يغلق وراءها الباب ، لم يجد أين يضع الصينية ، فكر في
جمع اللوحة ، لكنه تراجع ، ووضع الصينية فوق الأرض . وعاد الى فراشه يتأمل .
ينهض فجأة ويذهب نحو مكتبته الصغيرة يجلس فوق الكرسي ، ياخذ قلما ودفترا ،
ويبدأفي كتابة قصيدة . وحالما ينتهي من كتابتها ، يعيد قراءتها بصوت مسموع .يجيل
النظر في محتويات الغرفة كأنها جمهوره الوحيد الذي يتفاعل مع قراءاته الشعرية ، يقرأ
بأسلوب شاعري باذخ ، وعندما ينتهي من القراءة يذهب لينام .
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟