أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خالد الصلعي - عودة المثقف ومثقف العودة . أي مثقف وأي عودة ؟














المزيد.....

عودة المثقف ومثقف العودة . أي مثقف وأي عودة ؟


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4271 - 2013 / 11 / 10 - 02:17
المحور: المجتمع المدني
    


عودة المثقف ومثقف العودة . أي مثقف وأي عودة ؟
************************************
ربما كان السيد " محمد الساسي " ، يختزل مفهوم المثقف الراهن بالمغرب في شريحة محلوم بها ، أو هو ينطلق من نوستالجيا تحن الى الزمن الذهبي للمثقف المغربي . ففي مقاله الأخير المنشور في جريدة المساء الورقية ، والمنسوخ في جريدة هسبريس الالكترونية ، نتفاجأ بدور المثقف" الربيعي " ، كما يسميه الأستاذ محمد الساسي ، هذا المثقف الذي طالما فتشنا عنه ، فلم نجد له وجودا في أرض واقع الثقافة المغربية ، فهل هو هذيان مثقف يبحث عن الزمن الضائع ؟ أم هو مقال يعتمد على خصوبة الخيال الأدبي ؟ ، فأوهام النخبة جريا على الدراسة القيمة للدكتور علي حرب ، وأوهام المثقفين كما كتب عن ذلك العديد من المفكرين والكتاب العرب أمثال محمد سبيلا ، لايقف عند حد تضخيم الذات أو عند حدود الغرور الفكري ، بل أصبح المثقف مصاب بداء الهلوسة حيث يغذي المثقف أوهامه بتمثلات لاوجود لها في أرض الواقع ، ولاصدى لها على واقع الحال الثقافي . ففي البحث عن مرجعية العنوان وانثيالاته ، وجدت نفسي أمام عدد لابأس به من الدراسات الموسومة بنفس العنوان . سواء داخل المغرب او خارجه . لكنها مختلفة في توجهاتها ونتائجها ورؤيتها للموضوع الخام ؛ المتمثل في حلم يقظة يهدهد نرجسية كائن مقبل على الاندثار .
طبعا تبقى للمرجعيات والدوافع قوة تحديد المنطلقات والأهداف ، كما أن طبيعة الوعي بالسياق التاريخي والاجتماعي لكل فاعل ثقافي لها سطوتها في مفصلة الرؤية النهائية لضرورة المثقف . واذا كان الأستاذ محمد الساسي قد حاصر فهمه للمثقف بمدخل طويل يمنح المثقف المتوهم أدوارا ووظائف وطاقات لا وجود لها على الأقل اليوم في الساحة الثقافية المغربية . فان حرية الوهم تظل مكفولة في مداها الشاسع والمأمول . واذا كنا قد وجدنا في بحثنا عن أجرومية المثقف تعددا هائلا في المقاربات والأبعاد والأنساق . فاننا لن ننسى بالطبع محمول الوعي الذاتي لنسغ الثقافة المبشر بها او المعلن عنها .
ولا يخفى أن مفهوم المثقف في العالم العربي مفهوم ليس طارئا على ذهنية المشتغلين بحقول الثقافة على اختلافها وتعددها ، بقدر ما هو امتصاص وتمثل للصدى القادم من الغرب لهذا الفاعل الحيوي في جميع مسارب الحياة الغربية . ليس بالطريقة التي كان عليها مثقفوا العالم العربي والاسلامي الذين كانوا لا يخرجون عن نطاق السلطان ، الا في حالات نادرة ، بل بسلوكيات مثقف برز دوره العظيم انطلاقا من القرن الثامن عشر الأنواري في أوروبا الثورة والتغيير ، واستمر الى حدود الثمانينيات . ولم يستوعب المثقف العربي دوره الحقيقي الا بداية الستينيات ، بعد مرحلة التحرر القومي كما يرى برهان غليون في كتابه القديم " الوعي الذاتي ".
واذا كان الجميع متفق على موت المثقف العربي ، الا نخبة قليلة ، لها أسبابها الذاتية في حجب الحقيقة المؤلمة . فان هؤلاء لا يختلفون في زخم وقوة دور المثقف العربي الذي امتد لحقبة قصيرة ، سرعان ما تراجع بعدها الى الصفوف الخلفية باكيا على أطلال آبائه التي عجز عن تعميرها واعادة بنائها .
وان كان السيد محمد الساسي قد عمد الى تقسيم " نشاط المثقف المغربي " الى أربعة حقب حسب تعبيره عبر عنها ب :
زمن النضال من أجل الاستقلال، وزمن النضال الديمقراطي من موقع المعارضة، وزمن "التناوب"، وزمن "الربيع".
وهو تقسيم كما نرى اعتمد على رؤية خاصة للكاتب ، ولم يراع حقيقة الثقافة في المغرب ، أو في أي مجتمع آخر ، على اعتبار أن الثقافة مسألة غاية في التعقيد والتداخل والتشابك ، وهذا التقسيم الحاد ، هو تقسيم اعتمد على نوع من الاقصاء والاهمال لثقافات كائنة ومستقرة في وجدان الشعب المغربي . من هنا نكتشف عاجية الرؤية التي تؤطر منظور واهتمام الكثير من مثقفينا . فالثقافة هنا مرتبطة بكيانات متفسخة ، وهي الأحزاب ، او بكيان جامد وهو النظام . بيد أن البحث في الأقاليم الخارجة عن سيطرة هذين المكونين يفاجئنا بتراكم هائل من البحوث والدراسات والابداعات التي تمثل عددا ونوعا جزيرة اخرى لم تكتشف بعد وان كانت فاعليتها قد برزت جليا مع نمط آخر من التداول ، وهو نمط التقنية والتكنولوجيا ، وما أتاحته من امكانيات هائلة لتشكيل عالم ثقافي آخر .
واذا كان السيد محمد الساسي قد انتبه في فقرته الأخيرة الى استقلالية المثقف الربيعي بعد فقدان الكثير من الأحزاب للمصداقية ، وبعد انهيار القلعة الحصينة لأصولية الدولة ، فان بلورة فاعلية ودور ووظيفة المثقف الربيعي ان صح التعبير لم تأخذ بعد حجمها الحقيقي وبعدها الوظيفي . لاتكتل ولا هيأة ، ولا حركة تجسد بعنوان بارز هذا الكيان الهلامي ، وتجمعه في تجمع يشير الى فعله وأثره ودوره في رفد المجتمع المغربي بقيم الحداثة والديمقراطية وحقوق الانسان ، واستقلالية الذات المثقفة عن كل التأثيرات التقليدية ، من سلطة الدين أو سلطة السياسة أو سلطة الاقتصاد .
واذا كان ميشال فوكو قد طور أو غاير مفهوم المثقف كما جسده معاصره الثوري الملتزم سارتر ، " معلنا نهاية المثقف العمومي ، ومبشرا بالمثقف الخصوصي " ، انطلاقا من تغير الآليات والسياقات والمفاهيم ، وكل المؤثرات المادية والمعنوية في مرحلة لم تعد تشبه مرحلة جان بول سارتر ، وفاء للمنظور المشترك مع صديقه غاستون باشلار المتمثل في القطيعة الابستمولوجية . فاننا نعجز للآن عن تأسيس خطاب يقوم على رؤية علمية دقيقة تستوعب جميع المتغيرات الاجتماعية والعلمية والتقنية ، وكل التحولات الذهنية والنفسية لمجتمع يتغير خارج وعيه وبدون ارادته .
نعم لدور المثقف . لكن أين هو هذا المثقف ؟ نعم لوظيفة المثقف . لكن من يحدد اليوم هذه الوظيفة ؟ . لا غنى عن المثقف . لكن أي نوع من المثقفين نقصد ؟ .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمم صارت سفوحا
- البحث عن الحاضر الغائب -رواية-23-
- في مفهوم السيادة وأشياء أخرى
- مثقفو أحوال الطقس
- حروب الظلام
- غربة الشعر ،منظور جديد
- رحيل أقسى من الخنجر
- مسرحية بعنوان : من كسر الكمنجة ؟ -3-
- الأنبياء لا يندهشون
- مسرحية بعنوان : من كسر الكمنجة ؟ -2-
- البحث عن الحاضر الغائب -رواية-22-
- حصن اللغة
- الياس العماري وقضية علي أنوزلا
- ضد مركزية الثقافة وتركيزها
- يوم خارج التقويم
- مؤشر الحلم والكابوس - قصة قصيرة -
- ملامسة قشرة الحياة
- لبن الأمل
- خطاب البرلمان والعودة الى الوراء -1
- مسرحية بعنوان : من كسر الكمنجة ؟


المزيد.....




- يونيسف: إصابة نحو 12 ألف طفل منذ بداية الحرب على غزة
- الأمم المتحدة تحذر من كارثة بيئية خطيرة في غزة.. ما هي؟
- اعتقال طلاب مؤيدين لفلسطين في جامعة كولومبيا بنيويورك
- اللجنة الشعبية الأهلية توزع الطحين على السكان النازحين في غز ...
- الصين: الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة خطوة لتصحيح ظل ...
- أبو مازن عن الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة: ...
- رئيس فلسطين: حرب الإبادة ضد شعبنا والحملة ضد الأونروا ستدفع ...
- اعتقال 30 فلسطينيا يرفع عدد المتعقلين منذ 7 أكتوبر لنحو 8340 ...
- الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور جبهة جديدة في دارفور
- تصاعد الدعوات من أجل استئناف الأونروا مهامها في قطاع غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خالد الصلعي - عودة المثقف ومثقف العودة . أي مثقف وأي عودة ؟