خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 4420 - 2014 / 4 / 10 - 05:35
المحور:
الادب والفن
مدونةتبحث عن "أنا "
*************
قلت سابقا أنا لست أنا ،
فهل علي أن أكرر نفس النشيد كل سنة ؟ ،
وأعطي هويتي الجديدة ،
كأني أبعد عني سيف اللعنة ،
اني لا أشبهني ، ولا أحد يشبه أحدا ،
حتى لو تطابق النور مع السنا ،
أنا وهم تجلى في ليل دامس ،
وحين الفجر تذكر الليل ما جنى ،
لست أنا ،
انه الليل قرين الظلام يا من هنا ،
من باع نهاركم ، أرضكم ، بحركم ،
وسمى كل واحد منكم ابن زنا ،
لست أنا .
ولم علي أن أبرر براءة تسكن أعينكم ،
لم أسمع يوما خريفا اتهم سوسنا ،
ولأني لست أنا ،
فحتى لو قتلتموني أو صلبتموني ،
فلن أموت لأني لست أنا ،
أنا آخر ، آخرون ، مروا ولم يغادرونا حزنا ،
ذهبوا وتركوا وصية الموت والحذاء ،
والموتى لا يسمعون لحنا ،
وأنا من أنا اذن ؟ ،
هل ذاك الذي تراه ؟ ،
أو ذاك الذي أراه ؟ ،
أو ذاك الذي يرانا ؟ ،
أم أنا نحن يبكي جمعنا ؟ .
أنا عرش بلا ملك ،
وتاج تكور على التراب واندفن ،
أنا ملك لم يملك غير الغبار ،
وشعب ضيع الوطن ،
وارتاح على سوط الجلاد ،
واختار مقامه سجنا ،
أنا الهوية الهاوية في سديم الوجود ،
والجسد الذي دفن حيا وعاريا ،
واستخسروا فيه الكفن ،
أنا أمة باعت شرفها ،
واشترت ما تيسر من خنا ،
أنا قائد باع جيشه ،
وهدم كل ما غيره بنى ،
فكيف تريدونني أن أرضى بهذه الأنا ،
وهي مصيبتنا ومن هتكت عرضنا ،
أنا مجرد شاعر ، أو شارع أو عاشر ،
عاشرته في الخلاء ، ولم نجد سكنا ،
أنا اسم بلا صفة ، ضاعت كل صفاتي ،
وعلي الفراغ نام ورنا ،
كلهم حين الوهج التحفوا بنا ،
وحين الرماد لا أحد معنا ،
أنا لست أنا ،
أنا لست ذلك الطفل البريئ ،
ولاذاك المراهق الذي عاقر الحلم زمنا ،
ولست هذا الرجل الحسير الكئيب الشاحب ،
لقد اشتريت الفرح فمن استبدله حزنا ،
هذا هو الفارس الأخير أيتها الصحراء ،
جاءك مستسلما بعد أن ضيع السيف والقنا ،
فهل تقبلينه ضيفا ، أم أسيرا ،
أم غبارا أم كائنا بلا معنى ؟ .
8--9--4--14
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟