أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - جرائد ليست للقراءة -2-














المزيد.....

جرائد ليست للقراءة -2-


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4413 - 2014 / 4 / 3 - 19:44
المحور: الادب والفن
    


جرائد ليست للقراءة -2-
*****************
المواطنة نفق مظلم ، تمر فيه وحيدا وسط عيون تتربص بك وأنت تبحث عن طريق تمشي فيه دون أن تحتاج الى فرامل كي توقف مسيرتك لتطلع مختلف المنتشين بوسام العبودية بهويتك ودرجة مواطنتك ، ونسبة مادة المواطنة في وجدانك ومقدار ميلك لى خط المواطنة الممسوح .
المواطنة مشروب من خليط القمع والاستبداد والفقر والانبطاح ، انه كتاب من ألف حكرة وحكرة ، على وزن ألف ليلة وليللة . هم لايحتاجون الى بطاقة الهوية وقد أصبح الناس يحرقونها ولا يكترثون الى تجديدها ، بعدما لم تعد تكفي للتدليل عليك وتحديد انتمائك لوطن صار ملجأ لمختلف طبقات اللاجئين ، من تلك المرأة التي بنت بيتا من كوخ لايتجاوز سقف مترا ، وطوله مترين في شارع أحمد الهرماشي كمأوى لها ولابنها ، الى وزير له ثلاث جنسيات وأبناؤه كل واحد منهم ينتمي الى دولة غربية لاينتمي اليها أخوه او اخته . ثم يجلسونه هنا رئيسا للبرلمان أو وزيرا مكلفا باحدى القطاعات الحساسة .
سؤال الوطن ؟ آآآآآآآآآآه . سؤال أصبح شبيها بالأحجية ، تحتاج الى عبقرية آينشتاين أو هوكينز المُقعد لتفك تعقيدات مفهومه ، وترتاد متاهات معايشته . يكفي أن لا تنتمي الى الشجرة الشريفة كي تتحقق من معنى الوطن . يكفي أن يكون ابوك عاملا بسيطا لتدرك معنى الوطن . يكفي أن تبتعد عن جميع نشاطات الدوامة المغربية لتقف على مدلول الوطن . يكفي أن تكون حرا لتدرك كم أنت وحيد بين عبيد الوطن . وهل للوطن السيد ؛ حسب تعريفات ما وراء البحار عبيد ؟ .
ماذا يعني أن تنبت أغصان شجر الوطن فيك وتعاين سقوط ثمراتها اليانعة أمام عينيك ، تقطف قدر ما تقطف ، لكن أغلب الثمرات تتعفن أمامك ، تزكمك روائح عفونتها ، بينما في المشهد المقابل تبدو صورة الوطن وهي تترنح ثملة على شاشات التلفزيون الوطني ، او ترفرف على أعمدة منهارة ، لكنها وبفعل توطين الحلم في ذهن الحشود تراها ثابتة . انها أعمدة الغباء وقد صارت لها قداسة لا تعادلها انسانية الانسان هنا .
حين يصير الوطن مجرد مناسبة عابرة ، يمكن ان تنتظره في آخر الطريق .

مر من هنا قبل قليل وطن ،
فتحت قلبي وقلت له نم يا حبيبي ،
فهذا القلب لك سكن ،
بكى وحياني ،
أخاف عليك ،
فقد جزوا كل أغصاني ،
ولم يبق بي فنن ...

أدلقت على شجرة الوطن بعض الماء الذي كنت أخبئه لفترات العطش الذي صار أشبه بيوميات القفر الموحش ، لعله ينبت من جديد أغصانه .
كان الوهم أكبر مني ، أنبتت الشجرة سيوفا مزقت أوصالي واستباحت دمي . ولولا ذلك الصوت العميق ، لما انتبهت الى ليلتي السوداء .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيدرالية اليسار الديمقراطي ومأزق الفكر اليساري -2-
- نشيد الحروف
- لوحة مكعبة
- هل هي بداية التطبيع بين جماعة العدل والاحسان والنظام المغربي ...
- فيدرالية اليسار الديمقراطي ومأزق الفكر اليساري -1-
- ما قبل الحداثة
- تجدر الاشارة
- مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -رواية-2-
- بعيدا عن ايباك قريبا من ايران
- مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا *
- جرائد ليست للقراءة -1-
- في فهم منظومة الثورة المضادة
- جديرون نحن بالقتل
- كيف افهم الحداثة الآن وهنا
- كل ثقافة وأنتم مثقفون
- حركة 20 فبراير بالمغرب ، الثابت والمتغير
- عيد الشعب
- لا تقلق اني راحل
- القضاء المغربي وحفاظات وزير العدل
- دروب الاستعارة طريق الحرية


المزيد.....




- الاحتمال صفر
- أسعد عرابي... رحيل فنان يكتب العالم باللون وناقد يعيد ترميمه ...
- النقد الثقافي (المعنى والإتّجاه) في إتحاد الأدباء
- فنانون عرب يشيدون بتنظيم مهرجان بغداد السينمائي
- تحديات جديدة أمام الرواية الإعلامية حول غزة
- وفاة الفنان السعودي حمد المزيني عن عمر 80 عامًا
- حروب مصر وإسرائيل في مرآة السينما.. بطولة هنا وصدمة هناك
- -لا موسيقى للإبادة الجماعية-.. أكثر من 400 فنانا يعلنون مقاط ...
- الأوبرا في ثوب جديد.. -متروبوليتان- تفتتح موسمها بعمل عن الأ ...
- الصّخب والعنف.. كيف عالج وليم فوكنر قضية الصراع الإنساني؟


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - جرائد ليست للقراءة -2-