أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - خالد الصلعي - محمد الصبار بين المناضل الحقوقي والموظف العمومي














المزيد.....

محمد الصبار بين المناضل الحقوقي والموظف العمومي


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4438 - 2014 / 4 / 29 - 07:42
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    


محمد الصبار بين المناضل الحقوقي والموظف العمومي
*******************************************
غريب أمر اليساريين والمتأسلمين في هذا البلد الذي يتعرض في كل محطة الى غدر هذا او ذاك . في تصريحه الأخير صرح " الرفيق " محمد الصبار الذي أصبح رئيسا لما يسمى بالمجلس الوطني لحقوق الانسان أن صفع مواطن من قبل رجل شرطة لا يعد خرقا للقانون ، كما أن اعتقال مواطن ثلاثة أيام بدون سند قانوني لا يعد انتهاكا لحق مقدس من حقوق الانسان وهو حريته . يكاد الانسان لا يصدق ما يصدر عن كل الملتحقين بدولة المخزن .
هل يدرك السيد رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان انه يخرق بتصريحاته تلك كل الدستور المغربي المبني في ديباجته على احترام المواثيق والمعاهدات الدولية ؟ . أم أن الرجل لم يكن في كامل وعيه ؟ ، أم نسي بسرعة ضوئية مواقفه القديمة ومبادئه لينحدر حقوقيا الى مستوى الجلاد ومشرع الجلد ؟ .
هل نعود به الى نصوص الحقوق الانسانية ؟ أم نذكره بنصوص الحقوق المدنية ، وبالقانون المدني والجنائي ، لنهمس في أذنه أن مجرد شتم او سب مواطن يعد جنحة يعاقب عليها القانون . فما باله بالصفعة التي أحل على اساسها خدود المواطنين ؟ ، وما قوله في تغييب مواطن ثلاثة ايام بلياليها ونهاراتها في اقبية رجال السلطة دون سند قانوني . مع العلم أن معرفة اسباب الاعتقال تعتبر من اوليات حقوق المعتقل .
لم يعد شيئ في هذه البلد قابلا للمعرفة والفهم . وكأن بالوعة المخزن تبتلع حتى النجوم ، كل المرجعيات يمتصها هذا الكائن الهلامي ، من اقصى اليمين الى أقصى اليسار . أمر غريب وعجيب لا نجد له شبيها في صيرورة العمل السياسي في عالمنا الحديث على الأقل .
ولا أجدني هنا في مقام توجيه المسؤول الأول عن حقوق الانسان الرسمية بالمغرب ، بل حسبي أن أناقش رأيه او فتواه ، أو اجتهاده ، ومقارعة الحجة بالحجة ، والبينة بالبينة ، والدليل بالدليل والبرهان بالبرهان . رغم أن ادعاءه لا يستند ولا ويتكئ على أي من تلك المعايير العقلية .
هناك فقرة مهمة في كتاب" حقوق الانسان والسياسة الدولية " لصاحبه دافيد ب .فورسايت جاء فيها " ان النظرة البسيطة لتأثير مجموعة المصالح ، وهي نظرة يرى فيها المرء مجموعات المصالح قادرة على التأثير في السياسة بشكل مباشر ، لم تصمد جيدا للاختبار التجريبي " . توضح بجلاء أن مجموعات حقوق الانسان وممثليها يرتكبون أخطاء فادحة في محاولة لي عنق مفهوم حقوق الانسان في اتجاه عنق زجاجة السياسة ، " فالضغوط نادرا ما تستطيع أن تغير ما تعارضه أو تشكل قوة مستقلة ومسيطرة في صنع السياسة " يوضح الكاتب .
ان منظومة حقوق الانسان لا يمكن تجزيئها حسب أذواق القائمين على تنفيذ قيمها وأهدافها ووظافها ، وهي غير مستعدة للتخلي عن جوهرها في حماية وضمان أسمى ما يملكه الانسان وهو كرامته وحريته ، كما أنها لاتسقط بالتقادم . لكن وهذا ما يشير اليه الباحثون في حقوق الانسان حين يؤكدون على مجموعات حقوق الانسان الساعية للربح . اذ المفروغ منه أن مجموعات حقوق الانسان منظمات لاربحية ، وهذه الصفة تجعلها متحررة من جميع أعباء الضغوط التي قد تفرضها مجموعة من المغريات . هل نعود اذن الى مناسبة وسياق مقولة عمر بن الخطاب الشهيرة " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟ " . أم نعود الى ما تعرض اليه أشهر مناضل في التاريخ البشري المهاتما غاندي حين رماه بعض العنصريين من القطار بجنوب افريقيا ؟ ، أم نسوق مثال السيدة الملونة باركس التي رفضت أن تخلي مكانها للرجل الأمريكي الأبيض ؟ .
لابد اذن من العودة مجددا الى الاتفاقية الدولية بشأن الحقوق المدنية والسياسية ،ولابأس من التذكير بما جاء في ديباجتها " انه وفقا للمبادئ المعلنة في ميثاق الأمم المتحدة بأن الاعتراف بالكرامة الفطرية والحقوق المتساوية وغير القابلة للتحويل لكل أعضاء الأسرة الانسانية هو اساس الحرية والعدالة والسلام في العالم " .
ويتحدث الميثاق عن ضرورة التحرر من الخوف والحاجة . فهل تعتبر ياسيادة رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان ، ان الصفعة لا تدخل في مجال الترهيب وليس التخويف فقط ؟ . ولن أطيل اذ يكفي هنا العودة الى دستور المغرب الجديد اذ جاء في التصدير ، وبعد التأكيد من قبل الدولة والالتزام بما تقتضيه هذه المواثيق ؛ اقرارها ب " حماية منظومتي حقوق الانسان والقانون الدولي الانساني والنهوض بهما . والاسهام في تطوريهما ، مع مراعاة الطابع الكوني لتلك الحقوق ، وعدم قابليتها للتجزيئ " ، و " وحظر ومكافحة كل أشكال التمييز ، بسبب الجنس أو اللون أو المعتقد أو الثقافة أو الانتماء الاجتماعي أو الجهوي .....أو أي وضع آخر ، مهما كان " . فأين كلامك وتبريرك مما جاء في الدستور الذي كنت أحد واضعيه والمساهمين في اخراجه ؟ .
النقاش طبعا طويل وذو شجون في مسألة حقوق الانسان . وليس هناك قانون دولي يبيح ويجيز اعتقال مواطن حر وبريئ دون سند قانوني ودون أسباب وجيهة ، والا فانك لا تدرك ثمن الزمن والوقت في كينونة الانسان ، وتجهل ما تمثله ثلاثة ايام من عمر الانسان ، وما قد يحصل له من انعكاسات نفسية وتأثيرات اجتماعية ومهنية . يبدو أن شيئا خطيرا حدث ما بين زمن محمد الصبار المناضل الحقوقي ، وبين زمن محمد الصبار الموظف العمومي .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائد ليست للقراءة -3-
- قراءة فنية لقصيدة - مري بذاكرتي -
- برلمان او بر أمان
- مدونة تبحث عن -أنا -
- مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -رواية-3-
- لا بلاد لي
- جرائد ليست للقراءة -2-
- فيدرالية اليسار الديمقراطي ومأزق الفكر اليساري -2-
- نشيد الحروف
- لوحة مكعبة
- هل هي بداية التطبيع بين جماعة العدل والاحسان والنظام المغربي ...
- فيدرالية اليسار الديمقراطي ومأزق الفكر اليساري -1-
- ما قبل الحداثة
- تجدر الاشارة
- مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -رواية-2-
- بعيدا عن ايباك قريبا من ايران
- مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا *
- جرائد ليست للقراءة -1-
- في فهم منظومة الثورة المضادة
- جديرون نحن بالقتل


المزيد.....




- إيران ترفض المفاوضات مع أميركا قبل وقف الهجمات الإسرائيلية
- إيران تقدم 3 -مطالب- لعقد مباحثات مباشرة مع أمريكا
- الخارجية الأمريكية: مئات المواطنين فروا من إيران وآخرون يواج ...
- إسرائيل تقصف منصات ومستودعات صواريخ غرب ووسط إيران
- غزة.. عشرات القتلى بنيران إسرائيلية وتحذير من الجفاف
- ترامب يرد على سؤال حول إمكانية إرسال قوات برية في حالة التدخ ...
- قاضٍ أميركي يأمر بالإفراج عن الناشط المؤيد لفلسطين محمود خلي ...
- إيران تستهدف إسرائيل بصواريخ ثقيلة وتطلق مسيرة على خليج حيفا ...
- بوتين: روسيا تبني لإيران مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر
- من المسؤولة الأميركية التي كذبها ترامب وماذا قالت عن إيران؟ ...


المزيد.....

- حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي ... / أحمد سليمان
- ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة ... / أحمد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - خالد الصلعي - محمد الصبار بين المناضل الحقوقي والموظف العمومي