الغريب في ماء غريب

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4623 - 2014 / 11 / 3 - 15:57
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

الغريب في ماء غريب
ليس هناك شيئا غريبا في (ماء غريب) على الاقل لغويا. كنا نعتقد بان هذا الماء الخاص بالاطفال اسمه غريب لان الطفل كان غريبا مسكينا بسبب الآلام في المعدة و لم نعرف بان العربية و بسب غياب حروف g و p في ابجديتها حولت gripe دون ادنى تردد الى غريب لتتغير الكلمة الانجليزية كليا او بالاحرى تتحول الى عربية صرفة قحة و غيرها من الصفات الرنانة ليأتي يوم و يزعم عربي كالعادة ان هذا الماء هو من اصل عربي و ان gripe كلمة عربية حورتها الانجليزية الى gripe.

ماء غريب Gripe Water هو اسم لمنتجات شركة Woodwards البريطانية التي انتجت عام 1851 من قبل الصيدلي وودوردز صاحب الشركة و التي كانت تعطى عادة للطفل الرضيع او ما يسمى بـ Colic Babies بملعقة صغيرة تقريبا ثلاث – ست مرات في اليوم الواحد لتهدئته و تخفيف آلامه و تنويمه بسرعة و للتخلص من المغص والغازات التي تسببها الرضاعة و ما يصاحبها من الانزعاج و الانتفاخ او عندما يتألم الطفل بسبب التسنين.

تبين كلمة gripe نفسها الشكوى و البكاء و الانين و القلق عند الاطفال رغم ان فعالية هذا الدواء لم تثبت طبيا و سحب من بعض الاسواق لخطورة زيادة الجرعات اليومية التي تعطيها بعض الامهات خاصة في البلدان الشرقية بسبب زيادة انين اطفال الرضاعة في المجتمعات الشرقية لمختلف الاسباب ولخطورة تلف خلايا الدماغ:
http://www.monevez.com/2014/01/gripe-baby-water-syrup.html

كان ماء غريب و لكون الشركة بريطانية معروفا في المستعمرات البريطانية و منها العراق و العربية السعودية لمدة طويلة تجاوزت 40 سنة و تم تسويقها تحت شعار: من جدتي لوالدتي و من والدتي لي. كلما اتذكر والدتي افكر بماء غريب و كيف حولتني الى كافر دون علمها بسبب الكحول في تركيبه. و لان الدواء لم يحتاج الى وصفة طبية لم تعرف والدتي المسكينة طبعا بان ابنها الرضيع لربما جرب الكحول ابتداء من الرضاعة.

مستحضر ماء غريب مركب من اعشاب طبيعية و الماء والسكر و زيوت خاصة و بيكاربونات الصودا و اساسا 3.6% من الكحول الى ان تم استبدال الكحول بمواد اخرى للمزيد يرجى مراجعة الرابط الاتي:
https://en.wikipedia.org/wiki/Gripe_water
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل