أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد طولست - شباط واللبارابطال موسم المشاوشة المنسي !!














المزيد.....

شباط واللبارابطال موسم المشاوشة المنسي !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4621 - 2014 / 11 / 1 - 01:22
المحور: الادب والفن
    



ذكرني مشهد مبارزة "البوكس" الفاسي الذي احتضنه البرلمان المغربي الجمعة الفارطة ، والذي ازدحمت بسببه وسائل الاعلام المسموعة والمرئية باللقاءات والحوارات والأحاديث ، وتصدرت جل الصحف المكتوبة والالكترونية المغربية ، على اختلاف أنواعها وتباين توجهاتها ، عناوين المقالات التي أجهد كتابها أقلامهم لإطلاع الرأي العام المصدوم ، على صور مفصلة عن تلك المعركة الشنعاء ، التي تبادل خلالها اثنان من برلمانيينا المحترمين ، اللكم والعض والضرب والجرح ، وأتعبوا أنفسهم -كتاب المقالات وليس البرلمانيين - لنقل أطوار الوقعة المشؤومة ، وتحليل أسباب حدوثها ، والتي إرجاع بعضهم مسبباتها إلى الدفاع عن الديمقراطية والدود عن الصالح العام ، بينما رأى البعض الآخر أنها ليس إلا عينة مما تعرفه الساحة السياسية من الحروب التنافسية البرغماتية ، لا هدف ولا غاية كبيرة لها إلا الوصول الى الكراسي الملعونة ، والبقاء عليها أطول مدد ممكنة ..
قلت لقد ذكرتني -وغيري كثير جدا -تلك المعركة الصادمة للرأي العام التي عرفتها ردهات مقر البرلمان الموقر ، بما كان يعرف في تراثنا المغربي الغني والمتنوع : بالمشاوشة ، أو المعابزة ، أو المكارعة ، أو النصاصة ، أو "تاموغزيلت" ، باللغة الأمازيغية ، والتي ليست إلا أسماء مختلفة لرياضة واحدة قديمة عبارة عن مصارعة حرة تشبه إلى حد كبير فنون الحرب الأسيوية ، تعتمد بالدرجة الأولى على الحضور الجسدي ، بإيقاعاته المتوازنة ، وحركاته الرشيقة التي تحتاج إلى الجهد العضلي القوي ، والتي كانت مستشرية في كثير من مناطق المغرب و في مدنه العتيقة مثل مكناس وفاس ومراكش على وجه الخصوص ، حيث كانت تمارس إبان المواسم الدينية ، من قبل الحرفيين والصناع التقليديين ، المعروفين بقوتهم الجسمانية ، كالجزارين والدباغين والحمالة "ولاد سيدي عيسى" الذين يتقابلون استعدادا للمبارزة في ساحة ضريح المولى إدريس بفاس ، او مولاي ادريس زرهون بمكناس ، وغيرها من الأضرحة والزوايا ، كلما حلت مواسمها السنوية ، وذلك في إطار إقصائيات يتبارى فيها المتصارعون للظفر ببطولة المباريات التي كانت تقام أمام أعيان المدينة ، في جو احتفالي بهيج ، يتوج خلالها المشاوشي الفائز بطلا "مشاوشي الموسم" ، له احترامه ووزنه في المدينة .
فإذا تجنبنا قليلا الخوض في البحث والتحري والتنقيب عن الاجندات السرية ، والحسابات الخاصة المشحونة بالضغائن والأحقاد ، التي لا تليق بممثلي الأمة ، الذين من المفروض أن يعطوا المثل الأعلى ، ويكونوا القدوة المناسبة ، بل والمتميزة دوماً في الأفكار والأعمال والمنجزات الملهمة .. بدل انزلاق بعضهم الى درك الفضيحة وقاع "الشوهة" ، التي لاشك أنهم محاسبون عليها ، أمام الجماهير ، والقضاء ، والتاريخ ، وضمير الأمة ، وفى البدء والختام أمام الله ..
وعلى الرغم مما تسبب فيه ما حدث بين شباط واللبار من "بونية" للشعب المغربي من إحباط وخيبات أمل فأنه استطاع تذكيرنا بشذرات تراثية شعبية من معالم تاريخنا الاجتماعي الذي يرجع إلى حقبة معينة من التاريخ المغربي ، والذي ظل - رغم قيمة حمولته التراثية وموروثه الثقافي - خفيا ومنسيا واقتصرت معرفته على بعض القدماء والدارسين ..
ملاحظة : وخلال بحثي عن هذه الرياضة المغربية التراثية المنسية أو المهملة ، لم أصادف للأسف ما يشفي غليلي من الوثائق والمصادر التي تهتم بهذا الموروث ، ويمكن توسيع معلوماتنا حوله ، اللهم ما كان من بعض المعلومات الشفاهية المتفرقة التي تناقلها الناس .
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف في البرلمان !!
- المصداقية في مطار الدار البيضاء !!!
- مسألة مبدأ
- ذكريات من وحي العيد أسطورة ذهاب القطط للحج في يوم العيد !!
- ظواهر عيدية سلبيه مستفزة .
- من المسؤول عن ضياع أموال المتقاعدين ؟؟؟
- الشهوة !!
- مظاهر عيدية في حاجة لمعالجة !!
- يوم عالمي للمعلم وآخر للحمار !!
- إصلاح التقاعد ، لن يكون غير ب-العين الحمرا-.
- المحاصصة دعم لأفراد طائفة معينة ، أم هي توزيع للمغانم ؟؟
- المحاصصة دعم لافراد طائفة معينة ، أم هي توزيع للمغانم ؟؟
- رهانات الدخول السياسي لدى حكومة ومعارضة صاحب الجلالة !!
- الصحافة الجهوية مهنة من لا مهنة له
- القضية الفلسطينية والأقلام الخربة
- الأحفاد ودفئ التفاعل الاجتماعي
- قيمة الأمتعة من قيمة أصاحبها ، أو على وجه الجلدة كيتباس الكت ...
- اربعينية بونوارة ، حلت دون استئذان !!
- ليس مراعاة لخاطركم ، لكن احتراماً لأرواح الشهداء الابرار ..
- مصائب قوم عند قوم فوائد ..


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد طولست - شباط واللبارابطال موسم المشاوشة المنسي !!